قال الشيخ عويضة عثمان، مدير إدارة الفتوى الشفوية وأمين الفتوى بدار الإفتاء، إن القرآن الكريم شدد في أمر مال اليتيم، لأنه ضعيف، وأوصى به لأنه فقد السند والراعي الذي هو أشفق الناس عليه، وهو الوالد.
وأوضح «عويضة» خلال إجابته عن سؤال: «هل يجوز للولي الأكل من مال اليتيم؟» أن القرآن الكريم ذكر أكل مال اليتيم مع المحرمات الشديدة، التي نهي عن الاقتراب منها: «الزنا، الفواحش، ومال اليتيم»، بما يبين أنه على الإنسان أن يفكر ألف مرة قبل أن يقترب من مال اليتيم، حتى أن الصالحين يقولون اتق من لا ناصر له إلا الله.
وأضاف أن القرآن أجاز الأكل بالمعروف للولي الفقير ودون إسراف، والأفضل للغني أن يستعفف ويمسك، منوهًا بأنه بالنسبة لأحصول الولي أجر عن رعايته لليتيم، فالأصل أنه يعمل في مال اليتيم بدون أجر يراعييه متبرعًا تطوعًا لله، ولا يلجأ للأكل بالمعروف إلا إذا ضاق عليه الأمر.
وتابع: وقال العلماء أنه في حال أكل معه لفقره، فهل يضمن أي يرد مقدار ما أخذ عندما يتيسر له، انقسم العلماء إلى قولين، أحدهما لا يضمن ولا يرد ما أكل، والثاني أنه لا يرده لأن القرآن ما جاء بالضمان، مشيرًا إلى أن الولي ناظر إلى ثواب الله فالبركة تأتي برعاية اليتيم، كما قال تعالى: «وَلَا تَأْكُلُوهَا إِسْرَافًا وَبِدَارًا أَن يَكْبَرُوا ۚ وَمَن كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ ۖ وَمَن كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ» الآية 6 من سورة النساء.
قال الشيخ إسلام النواوي الداعية الإسلامي، إن بعض الناس تفرح بأكل أموال اليتيم، مضيفا أن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارًا، ومال اليتيم سيكون نارا لمن يأخذه.
وأضاف "النواوي" خلال برنامج "الموعظة الحسنة" عبر فضائية "دريم": من أكل ميراث أخته، وأنشأ به مسجد سيكون هذا نارا عليه يوم القيامة، ولن ينعم به لأنه مال حرام، مشيرا إلى أن كل من يتولى شأن إدارة مال اليتيم عليه الحذر فأكل مالهم سيكون نارا.