الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كل ما تود معرفته عن أعراض كورونا طويلة الأمد

فيروس كورونا
فيروس كورونا

قال الدكتور جريج فانيشكورن، المدير الطبي لبرنامج إعادة التأهيل بعد كورونا في مايو كلينك، ان كوفيد طويل الأمد هو حالة مرضية مرتبطة عادةً بالإرهاق الشديد، وهو ليس مجرد إجهاد طبيعي، ولكننا نتحدث عن إرهاق شديد جداً، فغالباً ما يقول المرضى أنهم بحاجة إلى أخذ قيلولة لثلاث إلى أربع ساعات أو حتى يعانون من التعب المستمر لعدة أيام بعد القيام بأنشطة بسيطة، مثل القيام ببعض الأعمال المنزلية الخفيفة أو التجول مشياً حول المبنى.

 

 

بالإضافة إلى ذلك، اشتكى المرضى أيضاً من ضيق شديد في التنفس ومشاكل مثل الصداع ومشاكل في التفكير، لكن هذه الأعراض والتي غالباً ما تركز عليها وسائل الإعلام، ليست سوى جزء بسيط من هذه الحالة، فنحن نتعلم كل يوم المزيد من مرضانا ونسمع عن أعراض جديدة يمكن أن تكون مرتبطة بكورونا طويل الأمد مثل مشاكل التعرق ومشاكل الجهاز الهضمي مثل الإمساك الشديد والصداع وحتى فقدان السمع.


ولسوء الحظ، هذه الحالة لا تختفي على الرغم من كل الجهود التي نبذلها مع الجائحة مثل السيطرة على المخالطين وتوزيع اللقاحات الخاصة بفيروس كورونا، إلا أن الاشخاص ما زالوا يعانون، فقد مرّ أكثر من عام على بداية الجائحة ولا يزال لدينا مرضى يعانون من تلك الأعراض.


يبدأ المرضى بالتحسن، ولكن هناك أيضاً بعض الأشخاص الذين سترافقهم تلك الأعراض لفترة طويلة لسوء الحظ.

هل تم تحديد العوامل التي تجعل الشخص أكثر عرضة للإصابة بكوفيد طويل الأمد؟


عندما بدأنا في مواجهة هذه الحالة المرضية، افترضنا أن عوامل الخطر التي من شأنها أن تجعل الشخص أكثر عرضة للإصابة بعدوى حادة، مثل التقدم في السن أو ارتفاع ضغط الدم الخارج عن السيطرة أو مرض السكري، ستكون من العوامل التي تؤدي إلى كوفيد طويل الأمد.

لكن الواقع وما رأيناه في بحثنا مختلف، فنسبة 75% من المرضى يعانون من إصابة كوفيد خفيفة جداً ولم يحتاجوا إلى دخول المستشفى حتى أن البعض لم يطلب أي رعاية طبية على الإطلاق.

بالإضافة إلى ذلك، ربع مرضى فقط كانوا يعانون من أحد أشكال أمراض القلب والأوعية الدموية أو الجهاز التنفسي أو الصحة النفسية في السابق، وحوالي 5% فقط من المرضى كانوا يعانون من حالات إجهاد مزمن سابقاً أو ألم عضلي ليفي وهو أمر مرتبط بهذه الحالة.

لذا، فإن النقطة المهمة هي أن كوفيد طويل الأمد هو حالة يمكن أن تصيب أي شخص.

 

هل يوجد علاجات مستخدمة في علاج  المرضى الذين يعانون من أعراض كوفيد طويلة الأمد؟
تابع الدكتور جريج فانيشكورن ، ان المشكلة الأساسية التي نجدها في حالات كوفيد طويل الأمد هي أن المرضى يعانون من زوال التكيف، ويمكن أن تتسبب أي حالة طبية في زوال التكيف عند شخص ما بعد أيام قليلة فقط، ولكن من الواضح أن ذلك ينطبق بشكل خاص على الإصابة بكوفيد 19.
من الأمور التي نركز عليها بشكل أساسي مساعدة المرضى على إعادة تقوية أجسامهم والعودة إلى وظائفهم اليومية الاعتيادية، لكن بطريقة آمنة.

غالباً ما يُبلغ المرضى الذين يعانون من هذه الحالة عما يسمى بالشعور بالضيق أو الإرهاق الذي يمكن أن يستمر لساعات أو حتى أيام بعد نشاط بسيط، لهذا السبب يواجه العديد من المرضى صعوبة في محاولة القيام بأنشطة طبيعية أثناء النهار أو حتى ممارسة الرياضة، لأنها تتسبب بتفاقم أعراضهم.

لذلك في وقت مبكر جداً من برنامج العلاج لدينا سنجعل المرضي يعملون مع كل من المعالجين الفيزيائيين والمتخصصين المهنيين لمساعدتهم على التعافي بشكل مناسب دون التسبب في الكثير من الضغط على أجسامهم، لا نفضل أن نعتبر ذلك نوعاً من التمرين، ولكنه نشاط خفيف ومتسق يسمح للمريض بالتعافي ببطء.

أفاد حوالي نصف مرضي عن وجود بعض الصعوبات في التفكير لديهم أيضاً، وهو ما يشار إليه باسم ضباب الدماغ ويبدو أنه مشابه جدًا لارتجاج المخ، وبالتالي غالباً ما يقوم مرضي بزيارة أخصائيي الارتجاج لمساعدة أدمغتهم على التعافي أيضاً.

وبالطبع هناك العديد من الأعراض مرتبطة بهذه الحالة منها ضيق التنفس أو الصداع أو الغثيان والدوخة، لذلك نستخدم أيضًا الأدوية والعلاجات الأخرى للمساعدة في التحكم بتلك الأعراض حتى يتمكن المرضى من المشاركة بشكل أفضل في إعادة التأهيل الجسدي والنفسي والعقلي.

وقضيت الكثير من الوقت في محاولة اكتشاف السر، مثلاً دواء أو مكمل يمكننا استخدامه لمساعدة المرضى الذين يعانون من هذه الحالة بسرعة لكن لسوء الحظ، لم نعثر على شيء.

 

هل اللقاح يحمي من للإصابة بكوفيد طويل الأمد؟
بعض  المرضى الذين تم تطعيمهم ثم أصيبوا بفيروس كوفيد 19  عانوا من أعراض كوفيد طويل الأمد، لكن لحسن الحظ هذه الحالات نادرة للغاية، ويبدو أن الأفراد الذين يعانون من أعراض طويلة الأمد من أولئك الذين حصلوا على اللقاح يميلون إلى التحسن بشكل أسرع بكثير.

بينما ما زلت آمل أن يساهم اللقاح في تقليل الإصابة بكوفيد طويل الأمد يمكنني القول إننا نشهد الآن المرضى يتعافون في وقت مبكر جداً عند إصابتهم بكوفيد طويل الأمد،  والآن نرى مرضى يتعافون بعد خمسة أسابيع من الإصابة مقارنة بثلاثة أشهر. لذلك، يمكن التساؤل ما إذا كان اللقاح يخفف من حدة كوفيد طويل الأجل لدى هؤلاء المرضى؟ أو أن السبب هو تلقيهم العلاج؟
من السابق لأوانه معرفة ذلك، لكننا بالطبع نوصي دائماً بالحصول على اللقاح.

 

هل من الآمن تلقي اللقاح أثناء استمرار أعراض كوفيد طويلة الأمد؟
نعم، لدينا الكثير من المرضى الذين يعانون من أعراض كوفيد طويل الأمد وحصلوا على اللقاح.
شريحة صغيرة منهم، قرابة 10%، أفادوا بتحسن أو حتى اختفاء أعراضهم، ليس لدى معظم المرضى أي تجربة مختلفة مع اللقاح، كأولئك الذين لا يعانون من كوفيد طويل الأمد، يعاني بعض المرضى من نوبة خفيفة من الأعراض استمرت حوالي أسبوع، لكننا لم نرَ أي شخص يزداد سوءاً في حالة كوفيد طويل الأمد بعد الحصول على اللقاح.