الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بعد 10 أيام.. كيف نجح الانتربول في ضبط قاتل صديقته الاسترالية وحرق جثتها بحلوان؟

صدى البلد

في بداية شهر نوفمبر الجاري، شهدت مدينة حلوان حريقا هائلا، التهم شقة عن آخرها، وأثناء تنظيف مالكها لها من آثار النيران فوجئ بجثة سيدة أجنبية أسفل الأثاث المحترق.


بلاغ بحريق وجثة

تحركت الأجهزة الأمنية بالقاهرة، وبدأت إجراء تحرياتها لتكشف عن أن الجثة لسيدة تحمل الجنسية الاسترالية، ومتزوجة من شاب مصري يحمل ذات الجنسية، وفر هاربا فور اندلاع الحريق بالشقة، ومع بداية مناظرة الطب الشرعي لجثة المجني عليها تبين وجود آثار طعنات وجروح بها، لتؤكد وجود شبهة جنائية، إضافة إلى تحريز رجال المعمل الجنائي لزجاجة بها آثار بنزين وقطعة قماش ملوثة بالدماء.

انتهت التحريات إلى أن شابا اعتاد استئجار تلك الشقة من مالكها وشقيقه، وأخبرهما بأن تلك الفتاة زوجته، وأنهما أنهيا مراسم الإكليل في كنيسة طرة ويرغبان في استئجار الشقة لمدة أسبوع، حتى فوجئ أهالي المنطقة بتصاعد ألسنة اللهب من الشقة وعثور مالكها على الجثة بداخلها بعدما هرب الشاب.

 

الانتربول


تحقيقات مكتب التعاون الدولي بمكتب النائب العام - كون المجني عليها أجنبية - كشفت عن أن المتهم غادر البلاد عبر مطار القاهرة الدولي في نفس يوم حريق الشقةْ فتم اتخاذ الإجراءات اللازمة لملاحقته، بعدما تأكد وجود شبهة جنائية وأنه آخر من كان برفقة القتيلة.

أصدرت النيابة العامة قرارا بضبط المتهم ونفذته إدارة انتربول القاهرة، بعد التنسيق مع السلطات الإماراتية، ونجحت بالفعل في إلقاء القبض عليه وتسليمه للسطات المصرية بمطار القاهرة، وتم اقتياده وسط حراسة أمنية مشددة للنيابة العامة التي أجرت تحقيقات موسعة معه حول دوافع ارتكابه الجريمة.


بيان النيابة العامة

عقب انتهاء التحقيقات، أصدرت النيابة العامة بيانا بكافة تفاصيل الواقعة، تضمن حبس المتهم مصري يحمل الجنسية الأسترالية أربعةَ أيام احتياطيًّا؛ لاتهامه بارتكاب واقعة قتل مجني عليها داخل وحدة سكنية بحلوان، واشعال النار بالوحدة، وذلك بعدما تمكنت من ملاحقته قضائيًّا عقب فراره خارج البلاد بأمر ضبط دولي، جرى تنفيذه بإلقاء القبض عليه بإمارة دبي، وتسليمه للسلطات المصرية.

حيث كانت النيابة العامة قد أُبلغت في الرابع من شهر نوفمبر الجاري، باندلاع حريق في وحدة سكنية بمنطقة حلوان، وأفاد مالكها بأن المتهم أخبره بتوجهه للوحدة يوم الحادث، ثم خلالَ تنظيف الوحدة بمعرفة شقيق مالكها عَثر على جثمان المجني عليها بها، وهي مصرية تحمل الجنسية الأسترالية، وأوضح أنها والمتهم كانا يقيمان بها، وأن الأخير أبلغه يوم الواقعة باندلاع الحريق وتواجد المجني عليها داخل الوحدة، وقد أسفرت تحريات الشرطة عن ارتكاب المتهم الواقعة بقتله المجني عليها داخل الوحدة، ثم اشعال النيران فيها وفراره هربًا.

وبانتقال النيابة العامة لمعاينة الوحدة تبينت ما بها من آثار الحريق، وناظرت جثمان المجني عليها فيها، فشاهدت ما بها من إصابات وجروح، وخلال المعاينة عُثر على قارورة تحوي مادة سريعة الاشتعال وقطعة من القماش ملوثة بآثار دموية، وبمشاهدة تسجيلات آلة مراقبة مثبتة بمحيط العقار محل الواقعة شاهدت دخول المتهم والمجني عليها، ثم خروج المتهم وحده خلال وقوع الحادث.

وبسؤال النيابة العامة للجيران بالعقار والعقارات الملاصقة له، تواترت أقوالهم على سماعهم استغاثات المتهم عقب اندلاع الحريق بالوحدة؛ لعدم تمكنه آنذاك من فتح باب العقار، ثم اختفائه بعدَ إنقاذه، وأدلى مالك الوحدة وشقيقه بذات مضمون أقوالهما بالبلاغ، مؤكدين أنَّ المتهم صديقُهما، ودائمُ التردد وصديقته -المجني عليها- على الوحدة للإقامة فيها منذ فترة. 

وإذ أصدرت النيابة العامة قرارًا بضبط المتهم عقب تحديد بياناته من مصلحة الأحوال المدنية تبين مغادرته البلاد يومَ وقوع الحادث إلى دولة الإمارات العربية، فأصدرت إدارة التعاون الدولي بمكتب النائب العام أمرًا بإلقاء القبض عليه دوليًّا، وبالتنسيق مع السلطات الإماراتية أُلقي القبض عليه في إمارة دبي، وسُلِّم مساء يوم 11 نوفمبر للسلطات المصرية بميناء القاهرة الجويّ، حيث استجوبته النيابة العامة فيما هو منسوب إليه، فأقرَّ بارتكابه الواقعة وقتله المجني عليها داخل الوحدة على إثر مشادَّة بينهما، ثم أشعل النار بها، وفراره عقب ذلك، وأجرى محاكاة لكيفية ارتكابه الواقعة خلال معاينة تصويرية باشرتها النيابة العامة.