تُعد قضية زواج المرأة من رجل أصغر منها سنًا من أكثر الموضوعات التي تثير الجدل في المجتمعات العربية، إذ تتباين حولها الآراء بين من يراها تجربة إنسانية طبيعية ومن يعتبرها خروجًا عن المألوف الاجتماعي.
الدوافع النفسية وراء الزواج من رجل أصغر
ومع ازدياد انتشار هذا النوع من الزيجات في السنوات الأخيرة، تبرز تساؤلات عديدة حول الدوافع النفسية وراءه، ومدى إمكانية نجاحه واستمراره على المدى الطويل.
وقال الدكتور أحمد أمين، خبير العلاقات الإنسانية، إن هذا النوع من العلاقات قد ينشأ عن توافق عاطفي وروحي حقيقي بين الطرفين، وليس بالضرورة بدافع فارق العمر.
وأضاف أمين في تصريح خاص لموقع "صدى البلد" الإخباري، أن العديد من النساء يجدن في الشريك الأصغر سنًا مصدرًا للطاقة والحيوية بعد تجارب سابقة أرهقتهن نفسيًا، في حين يرى بعض الرجال الأصغر في المرأة الناضجة رمزًا للاحتواء والدعم والاستقرار العاطفي الذي قد يفتقدونه في علاقاتهم السابقة.
وأشار الدكتور أحمد أمين، إلى أن بعض الدوافع قد تكون غير واعية، فالرجل الأصغر قد يبحث عن “الأم الراعية” التي تمنحه الأمان، بينما تسعى المرأة من جانبها لإثبات قدرتها على الجذب والتأثير رغم تقدمها في العمر.

التأثير النفسي والواقعي على العلاقة
وأوضح خبير العلاقات، أن الفارق العمري يمكن أن يحمل تأثيرات إيجابية وسلبية في الوقت ذاته.
فمن الإيجابيات أن نضج المرأة العاطفي يجعلها أكثر قدرة على إدارة الخلافات وتفهم احتياجات الطرف الآخر، مما يمنح العلاقة استقرارًا نسبيًا في بدايتها. أما الرجل الأصغر فيضفي حماسًا وحيوية تساعد على كسر الروتين وتجديد العلاقة باستمرار.
ولكن في المقابل، أفاد أمين، بأن زواج المرأة من رجل أصغر منها قد تنشأ منه تحديات نفسية مع مرور الوقت، كقلق المرأة من التقدم في العمر مقارنة بشريكها، أو شعور الرجل بالضغط الاجتماعي والانتقادات التي تمس رجولته أو مكانته. هذه الضغوط، إن لم تُواجه بالوعي والنضج، قد تؤثر سلبًا على استمرارية العلاقة.

هل ينجح الزواج رغم الفارق العمري؟
وأكد الدكتور أحمد أمين، أن نجاح أي زواج لا يُقاس بالعمر، بل بمدى نضج الطرفين وقدرتهما على إدارة الاختلافات.
وأضاف خبير العلاقات : "حين يُبنى الزواج على التفاهم والاحترام والرغبة الصادقة في المشاركة، يمكن أن ينجح مهما كان الفارق العمري، لكن إذا كان الهدف هو التحدي أو إثبات الذات أو سد فراغ مؤقت، فغالبًا ما يفشل بمرور الوقت."
وشدد أمين، على أن العامل الحاسم في هذه الزيجات هو الوعي الذاتي، أي أن يدرك كل طرف احتياجاته الحقيقية وقدرته على تقبّل الواقع الاجتماعي والنفسي الذي يصاحب هذا النوع من العلاقات.
واختتم الدكتور أحمد أمين تصريحه قائلًا: “زواج المرأة من رجل أصغر منها ليس خطأ ولا ظاهرة سلبية كما يُروَّج، بل تجربة إنسانية يمكن أن تنجح إذا توافرت فيها مقومات النضج والصدق والتوازن النفسي، وقد تفشل مثل أي علاقة أخرى إذا قامت على الاحتياج أو المجاملة الاجتماعية.”


