الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

من أكشاك الفتوى إلى المقاهي الثقافية.. كيف حقق الأزهر رسالته في تحصين الشباب ونشر الفكر الصحيح

المقاهي الثقافية
المقاهي الثقافية

يواصل مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف رسالته في التفاعل الميداني مع مختلف الشرائع العمرية والمجتمعية بحثاً عن ضالته في تصحيح المفاهيم المغلوطة ونشر الفكر الوسطي الصحيح لرسالة النبي الخاتم محمد صلى الله عليه وسلم، فمنذ أيام بدأ مجمع البحوث الإسلامية في تجربته بالانتشار داخل أروقة المقاهي الشعبية لأداء رسالته بعد أن كانت له تجربته الخاصة المعروفة بـ"أكشاك الفتوى" في عام 2017، وما تبعها من انتشار في المطارات وغيرها من الأماكن العامة، يعود المجمع من جديد بتجربته المعروفة بـ “المقاهي الثقافية”، تلك التجربة التي يراها البعض خطوة على الطريق الصحيح للوصول إلى شريحة مهملة.

تواصل إيجابي يحقق خطاباً مستنيراً 

 

قال الدكتور نظير عياد الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، إن المقاهي الثقافية والحلقات النقاشية أثبتت قدرتها على تحقيق تواصل إيجابي مع الجمهور لاعتمادها على خطابي دعوي مستنير يوضح للناس ما اختلط عليهم من مفاهيم ويفتح معهم حواراً متبادلاً وفاعلاً.

 

وشدد على وجود توجيه مهم بضرورة تكثيف برامج التوعية الميدانية لوعاظ وواعظات الأزهر خاصة تلك التي تحقق اتصالاً مباشراً مع الجمهور بما يدعم استراتيجية الأزهر الشريف التي تتعلق بقضية الوعي لدى الناس.

 

ولفت إلى أن التجربة تهدف لتقديم الأفكار التوعوية من خلال 27 منطقة وعظ على مستوى الجمهورية، وكل منطقة بها عدد من الوعاظ، وهؤلاء الوعاظ يعملون ميدانياً ولا يقتصرون على إلقاء الدروس في المساجد، بل فضلوا النزول للمواطن أينما كان.

 

وأشار أمين عام المجمع إلى أن فكرة المقاهي الثقافية وانتشار الوعاظ على المقاهي والجلوس مع الشباب والرد على أسئلتهم حازت إعجاب الجمهور، الذين عبروا عن رغبتهم في تكرار هذه الزيارات بشكل كبير.

 

خطوة إيجابية
 

فيما أشار الشيخ علي عبدالباقي الأمين العام الأسبق لمجمع البحوث الإسلامية، إلى أن خطوة الأزهر للتواصل مع رواد المقاهي والنزول بالدعوة إلى العمل الميداني دون الاكتفاء بالمساجد والمكاتب والندوات هي خطوة إيجابية تستوجب الإشادة والتفاعل معها ومؤازرتها، حيث إن أي دعوة يتحدد نجاحها بما تستحدثه من وسائل للانتشار والتواصل مع المجتمع بالصورة التي يحتاجها خاصة في ظل الوسائل المتنوعة والمتعددة التي نشهدها من سوشيال ميديا وبرامج تفاعلية ومنصات عالمية أوجدت تطور رهيب جداً عما كانا عليه.

وقال عبد الباقي في تصريح خاص لـ صدى البلد، إن الأزهر لم يغب عن المجتمع يوماً ما بل تعمد البعض تغيبه منذ الثمانينات ومكنت جماعات التطرف والـ خوان الإرهابيين الذين كانت المقاهي يوماً ما سبباً في انتشار حركتهم وأفكارهم المتطرفة، ما يجعل المواجهة الفكرية في المقاهي سلاحاً فعالاً يحمد للأزهر الشريف استخدامه لما تمثله من تنوع ثقافي وفكري وعمري، مبيناً أن الأزهر بما يحمله من فكر وسطي تتطلبه الدولة المصرية في مرحلة البناء الجديدة يجب أن يكون محل إجماع لا هجوم أو استهجان من قبل البعض، وأن الحكمة تقتضي انتظار نتائج التجربة لا مهاجمتها ومحاولة وأدها.

 

وشدد على أن الأزهر يحاول من خلال تواجده بالمقاهي إيجاد المكان المناسب كي يعيد لهؤلاء الشباب والحفاظ عليهم وتغذية الانتماء للوطن والدين، مطالباً بضرورة إيجاد حلول عملية لقناة الأزهر كي تكون سبيلاً لتحقيق الرسالة المثلى ودعم جهوده في الانتشار.

نوع من التواصل الجماهيري

فيما أكد الدكتور محمد الورداني مدير المركز الإعلامي بمجمع البحوث الإسلامية، أن المقاهي الثقافية هو أحد البرامج العامة نوع من التواصل الجماهيري مع الناس الذي بدأ في المصانع والشركات والنوادي وقصور الثقافة، مشيراً إلى وجود شريحة كبيرة لم يكن هناك اتصال معها تمثلت في رواد المقاهي فبدأ الوعاظ في النزول إليهم عن طريق الترتيب مع أصحاب تلك المقاهي للوقوف على طبيعة المتواجدين واهتماماتهم والقضايا التي تشغلهم.
 

ولفت الورداني في تصريحات خاصة لـ صدى البلد، إلى أن الأمر ليس محاضرة أو درس يعطى بقدر ما هو محاوره وعرض مفاهيم يصل من خلالها الطرفين لاتفاق لا يخالف شرع الله ولا العرف المجتمعي، مشددا على أن الفكرة بدأت بالانتشار من الأقصر ثم إلى سوهاج بالإسكندرية ومنها للقاهرة والوجه البحري ثم تعميمها بعد أن لاقت رواجاً وإقبالاً كبيراً.

 

وأكد على أن التجربة قريبة من لجان الفتوى التي انتشرت بمترو الأنفاق وكان هدفها النزول للمواطن وتسهيل حصوله على الفتوى دون تعطيل لحركة الحياة، وأنها الآن تجد مطالبات بإعادتها في المقاهي بناءً على طلب من الناس.

طوق للنجاة من الغرق

في حين أكد الشيخ هشام محمود الصوفي الواعظ بالأزهر الشريف، إنه ‏لا يخفي على أحد حالة التردي الأخلاقي والغزو الفكري الممنهج الذي يتعرض له كل فئات المجتمع، واقتصار الدعوة على الفئات التي تشهد المساجد فحسب لم يأتي بالثمار المرجوة، لذا كانت الحاجة ماسة إلى تعدد الأنشطة الدعوية لحماية الشباب من محاولات مسخ هويتهم ومحاولات جرهم إلى طرائق التطرف والعنف، فالدعوة عبر المقاهي تساهم في استقرار المجتمع وتماسكه.

 

وتابع في تصريحات لـ صدى البلد، إن المبادرة لاقت ترحيباً شديداً من الجمهور ولم نرى هجوماً عليها إلا من التيار العلماني غالباً والذي بدوره وفكره لا يقبل بتنوع وسائل الدعوة ولا بنشر ما له صلة بالدين عبر منصات الشباب المتنوعة.

وشدد الواعظ بالأزهر على أن علماء الازهر الشريف مستمرون في أداء أمانة الدعوة عبر كل وسيلة ممكنة لإعلاء جوهر الدين الحنيف وإنقاذ ما يمكن إنقاذه وتحرير عقول الشباب من الشهوات والشبهات.