الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ذكرى افتتاح قناة السويس.. أسرار الحفل الأسطوري بحضور ملوك وزعماء العالم

ذكرى افتتاح قناة
ذكرى افتتاح قناة السويس

تحل اليوم، الثلاثاء، ذكرى افتتاح قناة السويس، في عهد الخديوي إسماعيل في حفل أسطوري منذ 150 عاماً، في 16 نوفمبر 1896. 

وكانت القناة حديث العالم وقتها، وأحد أعظم إنجازات الخديوي، ودعا إليها أباطرة وملوك العالم وقريناتهم لحضور حفل الافتتاح الأسطوري، والذي فاق ما نسمعه عن حكايات ألف ليلة وليلة، ليحفر في ذاكرة التاريخ.

وفي هذه المناسبة يستعرض "صدى البلد"، أبرز المعلومات عن الحفل الأسطوري الذي أقامه الخديوي إسماعيل.

التجهيزات الخاصة بالحفل

وكانت البداية هى الاهتمام بالزي العسكري، خاصة العاملين بالجوازات والصحة لأنهم في طليعة المستقبليين للملوك، كما روعي الاهتمام بنظافة المدينة، وتم حث التجار على توريد الخضراوات واللحوم والأسماك كبيرة الحجم لبورسعيد لمواجهة الطلبات المتزايدة وحتى يوم 15 نوفمبر كان قد تم استدعاء 500 طباخ من مرسيليا وجنوة وتريستا.

وفي إطار استعدادات محافظة بورسعيد للحفل منذ نوفمبر 1869، تم إخلاء الشوارع وترتيب العساكر لحفظ الأمن وامتلأت المحافظة بالمدعوين، وطلب الخديوي إسماعيل، من مديرى الأقاليم أن يحضروا عددا من الأهالى بنسائهم وأطفالهم لحضور الافتتاح، فانتشروا على خط القناة، حتى أن الإمبراطورة أوجيني، إمبراطورة فرنسا في ذلك الوقت، أكدت للإمبراطور نابليون الثالث أن الاحتفال كان فخمًا وأنها لم تر مثله في حياتها.

اصطفاف عسكري مبهر

وقد زاد الأمر إبهارا اصطفاف الجيش والأسطول المصري في ميناء بورسعيد بالإضافة لفيالقه على ضفاف القناة، واصطف العساكر عند رصيف النزول لحفظ الأمن ومنع الازدحام وكانت المراكب الحربية اصطفت على شكل نصف قوس داخل ميناء بورسعيد في منظر بديع.

وبعد أن تناول الجميع الغذاء، صدحت الموسيقى بالغناء وبعزف النشيد الوطني وتلا الشيخ إبراهيم السقا كلمة تبريك، وقام أحبار الدين المسيحي وأنشدوا نشيد الشكر اللاتيني، وقد استخدم إسماعيل تلك المناسبة لإظهار مدى حضارة مصر وإظهار مزيد من الاستقلالية عن الآستانة.

6 آلاف مدعون للحفل 

وبلغ عدد المدعوين من ذوى الحيثيات الرفيعة حوالى 6 آلاف مدعو، وأقيمت 3 منصات خضراء مكسوة بالحرير خصصت الكبرى للملوك والأمراء، والثانية لرجال الدين الإسلامى، ومنهم الشيخ مصطفى العروسى والشيخ إبراهيم السقا، وخصصت الثالثة لرجال الدين المسيحي، وجلس الخديوى إسماعيل، ومسيو دى لسبس، والإمبراطورة أوجينى إمبراطورة فرنسا، فرنسوا جوزيف، إمبراطور النمسا، وملك المجر، وولى عهد بروسيا، والأمير هنرى شقيق ملك هولندا، وسفيرا إنجلترا وروسيا بالآستانة، والأمير محمد توفيق، ولى العهد، والأمير طوسون، نجل محمد سعيد باشا، وشريف باشا، ونوبار باشا، والأمير عبد القادر الجزائرى، بالمنصة الكبرى.

حفل افتتاح قناة السويس

واستمرت الاستعدادات لحفل افتتاح القناة 40 يومًا، وبلغت نفقات الحفل مليونا ونصف المليون جنيه، كما أقيمت الموائد التى تحتوى على شتى أنواع الأطعمة والمشروبات.

وكلف الخديوى إسماعيل عددا من الرسامين بتوثيق الحدث في عدة لوحات، وذلك بسبب عدم وجود صور فوتوغرافية معروفة عن هذا الاحتفال الضخم، وتوجد بعض تلك اللوحات معلقة في ألبوم حائطي في يخت المحروسة الملكي في مصر.

وانطلقت الألعاب النارية التى تم استيرادها خصيصًا لهذا الحفل، وتلألأت سماء بورسعيد بالأنوار والأضواء وسادت شوارعها أنغام الموسيقى، بالإضافة إلى رقصات أوجينى الفاتنة مع الخديو، ورقص كل الضيوف وبعض الفلاحين الذين كانوا يتضورون جوعًا.

وأرسلت الإمبراطورة أوجيني برقية إلى الامبراطور نابليون الثالث، وقالت: إن الاحتفال كان فخمًا، وأنها لم ترَّ مثله فى حياتها، وما زاد الأمر أبهة، "اصطفاف الجيش والأسطول المصري في ميناء بورسعيد، بالإضافة لفيالقه على ضفاف القناة".

حفر قناة السويس

وكان حفر قناة السويس، التي كانت عبارة عن قناة تصل بين البحرين الأبيض والأحمر حلما تاريخيا طالما راود المصريين منذ عهد الفراعنة بل كانت هناك محاولات فعلية تمثلت فى قناة سيزوستريس وسيتى الأول ونخاو دارا الأول وبطليموس والإسكندر الأكبر و(راجان) وقناة أمير المؤمنين (عمرو بن العاص) التى تم ردمها لاحقا وبعد ضمّ بريطانيا العظمى للهند إلى مستعمراتها أصبح طريق رأس الرجاء الصالح حكراً عليها ومن قبيل الحرص على الهيبة والمصالح معا.

وأثناء وجود الحملة الفرنسية بمصر، قام المهندس الفرنسي لوبيير بتشكيل لجنة لدراسة منطقة برزخ السويس وبيان إمكانية حفر قناة تصل بين البحرين فى ١٤ نوفمبر ١٧٩٩م، إلا أن التقرير قطع بتعذر هذا الاختلاف منسوب البحرين وفى فترة حكم محمد على باشا عرضت الفكرة عليه لكنه فضل إنشاء قناطر على النيل لمنع إهدار ماء النيل فى البحر، وفى ١٨٤٠ وضع المهندس الفرنسى لينان دى بلفون مشروعاً لشق القناة ودحض الزعم القائل باختلاف منسوب مياه البحرين.

وبعد أن تولى محمد سعيد باشا حكم مصر فى ١٤ يوليو ١٨٥٤ تمكن دليسبس من الحصول على فرمان بحفر قناة السويس على أن تكون مدة الامتياز ٩٩ عاما من تاريخ فتح القناة، ثم قام دليسبس برفقة لينان دى بلفون بك وموجل بك، كبير مهندسى الحكومة المصرية، بزيارة منطقة برزخ السويس فى ١٠ يناير ١٨٥٥ وقدمت تقريرها في ٢٠ مارس ١٨٥٥ والذى أثبت إمكانية تحقيق هذا وتمكن دليسبس بعدها من تأسيس الشركة وتكوين مجلس إدارتها.