قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
عاجل
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

وزير الأوقاف يوضح للأئمة كيف تكون الخطبة هادفة وموجزة

وزير الأوقاف
وزير الأوقاف

تحدث الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف عن كيفية بناء خطبة الجمعة لمساعدة الأئمة والخطباء على تقديم خطبة هادفة وموجزة ويستفيد منها المصلي .


قال وزير الأوقاف أن لكل عمل من الأعمال مطلع أو مقدمة أو مستهل ، ومتن ، ثم خاتمة أو منتهى ينتهي إليه ، شعرًا كان أم نثرًا ، كتابًا كان أم رسالة علمية.


وأضاف عُني الكُتَّاب والدارسون بما أطلقوا عليه براعة الاستهلال ، سواء في القصيدة أم الخطبة أم المقالة أم القصة أم الأقصوصة ؛ لأن المطلع هو أول ما يواجه به الشاعر أو الكاتب أو الخطيب المتلقين لفنه ، وعليه أن ينتقي فيه كلامه انتقاء ، بحيث يجعل منه توطئة علمية ونفسية وأدبية لموضوعه ، فإما أن يجتذب القارئ أو السامع إليه أو يصرفه عنه.


وقال إذا كانت مقدمة العمل هي أول ما يطالعك منه ، فيكون دافعًا ومشوقًا لمواصلة التفاعل معه قراءة أو استماعًا ، أو صادًّا لك عنه ؛ فإن خاتمة العمل هي آخر ما يقرع الأذن أو يؤنس العين منه ، فلا ينبغي لعاقل أن يمحو محاسن أوائله بمساوئ أواخره ، فإذا كان قد استطاع أن يجعل من المطلع مفتاحًا للقلوب والآذان والأبصار ؛ فإن عليه أن يجعل من الخاتمة قفلا يحكم به عمله ، وأما متن العمل فهو لب اللباب ، وبيت القصيد ، وفيه إصابة المحز أو الخروج عن جادة الطريق .

وأوضح جمعة لا شك أن مقدمة الخطبة تختلف باختلاف موضوعها ، فمقدمة الخطبة الدينية - ولا سيما في الجمع والعيدين - غير مقدمة الخطبة السياسية ، وكلتاهما تختلفان بالطبع عن مقدمات خطب المناسبات الاجتماعية كالتهاني والتعازي ، فحيث لا يُطلب من الخطيب السياسي سوى أن يحسن الاستهلال ، ويراعي ظروف الحال والمقام ومستوى مخاطبيه ؛ فإن الخطبة الدينية تقتضي طبيعتها بدءها بالحمد والثناء على الله (عز وجل) والصلاة والسلام على رسوله الكريم (صلى الله عليه وسلم) ، وأن تدل صراحة أو إيماء على موضوعها ، وأن تكون بمثابة التهيئة أو التوطئة له في يسر وسلاسة وإيجاز.

وتابع : يقتضي مقامها أن تختم بالدعاء ، على أن يكون يسيرًا دون إيجاز مخل أو إطالة مملة، و يا حبذا لو كان الدعاء أيضًا مشتقًّا من موضوع الخطبة ، متصلا به ، متسقًا معه ، خاتمًا ومتممًا له .

واستطرد الوزير قائلا: شاع في العقود الماضية لدى بعض الخطباء الوقوع في تنميط المقدمات والخواتيم ، حيث كان الخطيب يسرد في مقدمة خطبته معظم آيات التقوى في القرآن الكريم لتكون أشبه بالمقدمة الثابتة لكل خطبة بغض النظر عن موضوعها ، غير مدرك أن الأمر بالتقوى ليس شرطًا أن يكون في المقدمة ، ولا يستوجب بالضرورة سرد جميع آيات التقوى أو معظمها أو بعضها ، فكل أمر بخير هو أمر بالتقوى ، وكل نهي عن شر فهو أمر بالتقوى أيضًا ، وقد تكون لدى بعض الخطباء مجموعة أشعار ثابتة جاهزة مقولبة يحاول أن يستثير من خلالها العواطف بغض النظر عن اتساقها مع الموضوع أو عدم اتساقها معه .


واختتم الوزير توحيهاته قائلا: فربما كنت تسمع من بعضهم جمعًا لآيات الدعاء وأحاديثه وما أُثر منه وما لم يؤثر ، بحيث تسمع من هذا الخطيب أو ذاك خطبًا بها مقدمة طويلة ثابتة وخاتمة من الدعاء طويلة ومنمطة ، ولا تكاد تجد بين المقدمة والخاتمة شيئًا جديدًا أو تحليلًا لموضوع أو موقف تحليلًا علميًّا أو فقهيًّا أو دعويًّا سوى عدة جمل لا صلة لها بالمقدمة ولا بالخاتمة .


على أن الذي ننشده في بناء الخطبة هو تكامل أركانها ، وتعاضد أجزائها ، مقدمة وموضوعًا وخاتمة ، ووضوح هدفها ورسالتها ، وإيجاز وقتها ، وسلامة عباراتها ، وبعدها عن أي لون من ألوان الجدل أو السفسطة ، ودعمها بالنصوص مع حسن توظيف هذه النصوص في أماكنها ، ومواكبتها لقضايا المجتمع وتطوراته ومستجداته ، وتناولها لما يشغل الناس في حياتهم اليومية ووقتهم الآني .