الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

يوم لن ينساه آدم علوان.. قصة مصمم مصري بريطاني قدم هدية استثنائية للأمير تشارلز

الأمير تشارلز يتلقى
الأمير تشارلز يتلقى الهدية من آدم علوان

20 ثانية فقط كانت بمثابة لحظات فارقة في حياة مصمم المجوهرات المصري البريطاني آدم علوان حين وقف أمام الأمير تشارلز ولي عهد بريطانيا في بيت الرزاز بمنطقة الدرب الأحمر بالقاهرة، وقدم له هدية استثنائية من عمله لتكون تكريمًا متواضعًا منه للضيف الذي جاء إلى مصر بعد 16 عامًا من رحلة رسمية سابقة عام 2006.

 

هيبة الموقف ورهبته كانا لهما وقعهما على قلب ولسان آدم عند لقاء الأمير تشارلز، حيث شعر بالارتجاف، لكن لُطف الأخير وهدوئه طمأن المصمم وارتسم على وجهه ابتسامة ليقدم له الهدية وهي عبارة عن "أزرار لأكمام قميص" صنعها خصيصًا لولي العهد البريطاني، وذلك في غضون 4 أيام قبل الزيارة.

وجاءت زيارة الأمير تشارلز، إلى بيت الرزاز الخميس الماضي، في إطار جولته بمصر وفي ضوء اهتمامه بالحرف التقليدية، ودعم بريطانيا لحفظ التراث الثقافي، ومهارات الحرفيين، والحفاظ على التراث الثقافي الديني في المجتمع المصري، خاصةً مصر القديمة.

 

لم ينم آدم ليلتها من أجل إنهاء زوج الأزرار التي استوحاها من منبر مسجد قمباس الأسحاقي، إذ تطلب عملها السهر حتى الواحدة والنصف فجرًا بخان الخليلي من أجل إتمام عملية تنفيذها وخروجها على أكمل وجه لتليق بالأمير الذي من المعروف عنه عشقه لها.

أزرار أكمام القميص

فرحة عارمة أصابت آدم عندما أثنى أمير ويلز على تصميمه وقال له: "كتير عليا.. أنا لا استحق هذا الجمال كله"، ليرد آدم عليه وقلبه يرقص: "سعدت بلقائك أمير تشارلز.. أنا أشعر بالفخر لإنجاز التصميم حتى الفجر".

 

إحساس بالفخر والسعادة يتملك المصمم ذا الـ 36 عامًا حتى الآن، بعد اللقاء الذي لم يحدث في موطنه الثاني إنجلترا، معربًا عن تقديره لرئيسة مؤسسة المصرية لإنقاذ التراث الدكتورة أمنية عبد البر، التي أتاحت له فرصة مقابلة أمير ويلز من خلال المشاركة الثانية له في معرض "جديد من قديم"، والاتفاق معه على تصميم أزرار الأكمام التي يعشق تشارلز الظهور بها في المناسبات المختلفة.

 

تتكون أزرار الأكمام التي صممها آدم لأمير ويلز حسبما ذكر الأول من أفضل المواد وهي الفضة الإسترليني التي تعد الأنقي والأغلي وتستخدم في صناعة الحلي والمجوهرات، بالإضافة إلى خشب الأبنوس والصدف الأبيض، من أجل هذا الحلي اليدوي مصنوع بدقة وحرفية بالتعاون مع أفضل الحرفيين وهما علي خروشة ومحمد جابر.

الهدية التي صنعها آدم علوان

لم يصل آدم إلى احتراف تصميم الحلي والمجوهرات إلا بعد رحلة صعبة شقها، فالمصمم الذي ولد بالقاهرة لأب مصري وأم إنجليزية، عشق الأعمال الحرفية منذ الصغر عندما كان يشاهد جده "دانس ووكر" جالسًا في ورشة خاصة بمنزله في إنجلترا من أجل صناعة آلتي الجيتار والكمان، فتعلم منه الإتقان والدقة وخروج الأشياء على أكمل وجه، بالإضافة إلى والده محمود علوان الذي لديه متجر كبير للأنتيكات والمجوهرات.

 

وبعد إنهاء دراسته في مصر، سافر آدم إلى إيطاليا من أجل الالتحاق بمدرسة تصميم المجوهرات Le Arti Orafe بفلورنسا، إذ تعلم هناك التصميم اليدوي الإيطالي المبني على الجودة والجمال، ليعود إلى مصر في عام 2009 للعمل في بلده التي تمتلك حرفيين مميزين، وكان خان الخليلي أول مكان طرأ في باله فأخذ يبحث لسنوات عن العمال الذين لديهم سر الصنعة للعمل معهم والنيل من خبرتهم ومعرفة البيئة بالقاهرة ودراسة ما يريده الزبون.

 

ومن هنا بدأ العمل الجاد مع حرفيي خان الخليلي، ليجمع في تصميماته بين المدرستين المصرية العريقة والإيطالية العصرية، ليذيع صيته في المنطقة وبعدها يصل إلى لقائه بالأمير تشارلز.

سيظل هذا اللقاء الاستثنائي وهذه الذكرى محفورة في ذاكرة آدم ليرويها لنجله يونس الذي رُزِق به منذ أسبوعين، إذ كان فتحة الخير عليه و"وش السعد" الذي جاء ومعه الحظ لأبيه الذي يتمنى أن يرى الأمير تشارلز يرتدي الأزرار التي صنعها له في مناسبة ما قريبًا.

أدم علوان يلتقي الأمير تشارلز في بيت الرزاز