EN 
قضية أنصار بيت المقدس.. القضية الأشهر التي أحالتها النيابة العامة في غضون شهر فبراير من عام 2015، موجهة اتهامات لـ 208 متهما بينهم الإرهابي هشام عشماوي، والإرهابي توفيق فريج "مؤسس جماعة أنصار بيت المقدس"، والضابط الخائن محمد عويس، بارتكاب قرابة 54 عملية إرهابية، بين تفجيرات و اغتيالات وتخريب منشآت، وإحراز الأسلحة والذخائر، بالإضافة لتخابرهم مع حركة حماس.
وقبل النطق بالحكم اليوم الخميس، في الطعون المقدمة من المتهمين في القضية رقم 21947 لسنة 2014 جنايات قسم أول مدينة نصر المقيدة برقم 506 لسنة 2014 كلي شرق القاهرة، والمقيدة برقم 25 لسنة 2014 جنايات أمن الدولة العليا، المعروفة إعلاميا بـ "أنصار بيت المقدس" على الأحكام الصادرة ضدهم، يقدم موقع «صدى البلد» تقرير تفصيلي عن جماعة أنصار بيت المقدس وتفاصيل القضية.
جماعة أنصار بيت المقدس
في غضون عام 2013.. ذاع صيت تلك الجماعة، حين أصدر التهم توفيق فريج "بائع عسل" تكليفات إلي المتهم محمد علي عفيفي بتأسيس خلايا في عدة محافظات مصرية، واستعان الأخير بعدة متهمين تمكنوا من إنشاء عدة خلايا عنقودية جاء على رأسها الخلية الأولى بالمنطقة المركزية "القاهرة والجيزة والقليوبية"، والخلية الثانية بمحافظة الإسماعيلية، والثالثة في الدقهلية، والرابعة في كفر الشيخ، والخامسة في محافظة الشرقية، والسادسة في بني سويف، والسابعة بمحافظة الفيوم، والثامنة في قنا.
كما كون المتهم توفيق فريج، مجموعات نوعية من الخلايا، جاء على رأسها مجموعة التنفيذ وتولى مسئوليتها المتهم أشرف علي علي حسانين الغرابلي وضمت عددًا من أعضاء الجماعة ممن تلقوا دورات بدنية وعسكرية ومن ذوي الخبرة في استخدام الأسلحة النارية والمفرقعات وحرب المدن والشوارع ، لتنفيذ عمليات عدائية تستهدف المنشآت العامة وأفراد القوات المسلحة والشرطة والمسيحيين وأموالهم وممتلكاتهم، والمجموعة الثانية وهي مجموعة الرصد وتولى محمد بكري هارون مسئوليتها استهدفت جمع معلومات ورصد أفراد القوات المسلحة والشرطة والقضاة والسياسيين والإعلاميين، بالإضافة للمنشآت الهامة، والمجموعة الثالثة وهي مجموعة الإعداد والتجهيز والتي شُكلت من عناصر مؤهلة عسكريًا ومدربة فنيًا تلقى أعضاؤها دورات عديدة لتصنيع المفرقعات ، وتولى مسئوليتها المتهم عبد الرحمن محمد سيد محمد أبو العينين.
كما أنشأ المتهمين، المجموعة الرابعة وهي مجموعة تدبير الإيواء والإقامة والهروب ونقل الأسلحة وتولى مسئوليتها المتوفى محمد السيد منصور حسن إبراهيم، والخامسة مجموعة توفير الدعم اللوجيستي والمعاونة و اضطلعت تلك المجموعة بتوفير الأدوات والأجهزة اللازمة لتنفيذ ما يكلف به أعضاء الجماعة من رصد وتتبع وتصوير، والسادسة مجموعة الإعلام وتولى مسئوليتها قيادي الجماعة المكنى "أبو عماد"، و اضطلعت تلك المجموعة بصياغة وبث ما يصدر عن الجماعة من بيانات بشأن ما نفذته من عمليات عدائية ، وكذا ما يتعلق بتصوير اجتماعاتها والتدريبات العسكرية لأعضائها ، و بياناتها التحريضية ضد القوات المسلحة والشرطة ، علاوة على إنشاء مواقع إلكترونية خاصة بالجماعة على شبكة المعلومات الدولية وبث تلك المواد عليها والتواصل إلكترونيًا مع الجماعات الإرهابية خارج البلاد وعلى رأسها تنظيم القاعدة، فضلًا عن مجموعة الاستقطاب التي أسسها المتهم محمد علي ناصف ببداية إنشاء خلايا الجماعة وضمت المتهمين المؤهلين فكريًا وذوي قدرة على الإقناع و اضطلعت تلك المجموعة بداية باستقطاب عدد من عناصر الجماعة للاستفادة من خبراتهم العسكرية والتنظيمية ، علاوة على ضم آخرين جدد عقب صقلهم فكريًا وإقناعهم بأغراض الجماعة وأهدافها.
كما كلف المتهم توفيق بائع العسل، المتهم محمد أحمد نصر بتأسيس كتائب الفرقان التي أعدها لعناصرها ذات البرنامج الفكري والحركي والعسكري فضلًا عن إيفاد عدد منهم لقطاع غزة للالتحاق بمعسكرات كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" وتلقيهم تدريبات عسكرية بها علاوة على تلقيهم دورات فكرية بمدينة العريش ، وشكلا مجلس الشورى، أسس على أربع، الأولى بمحافظة الإسماعيلية، والثانية بمدينة العريش، والثالثة بمنطقة المعادي، والرابعة بمحافظة الجيزة.
السجل الإرهابي لجماعة أنصار بيت المقدس
وضم السجل الإرهابي لجماعة أنصار بيت المقدس، جاء على رأسها الشروع في قتل وزير الداخلية، حين رصد متهمين في الجماعة، خط سير ركاب وزير الداخلية ومواقيت تحركه من مسكنه، ثم تجهيز سيارة هيونداي جيتز سماوي اللون مجهزة بالمفرقعات، وبمجرد وصولهم لمكان مرور ركاب الوزير استعد المتهمين لتصوير الواقعة، وما أن أبصر المنتحر وليد بدر سيارات ركاب وزير الداخلية حتى فجر السيارة استقلاله نجم عن ذلك قتيلٌ وعديدٌ من المصابين والتلفيات.
كما ضم السجل الإرهابي لهم، حادث تفجير مبنى مديرية أمن القاهرة، بالإضافة لمحاولة استهداف قسم أول مدينة نصر، والشروع في سرقة جهاز الصرف الآلي المملوك لبنك الإسكندرية، واقتحام مكتب بريد الشيخ زايد، والتعدي على مقر حزب المصريين الأحرار، وقتل محمد أبو شقرة الضابط بقطاع الأمن الوطني، واستهداف سيارة نقل أموال، وسرقة مبالغ مالية مكتب بريد بلقاس، وسرقة المبلغ النقدي والسلاح الناري المملوكين للبنك الأهلي، وسرقة سيارة المجني عليها نرمين أنيس جرجي، وتفجير عبوة مفرقعة بمبنى مديرية أمن الدقهلية، واستهداف نادي ضباط الشرطة بالعريش، واستهداف أفراد الشرطة بكمين ميراج سيتي، واستهداف نقطة شرطة النزهة الجـديدة، ومحاولة استهداف مديرية أمن الإسماعيلية، واستهداف إحدى البوارج المارة بالمجرى الملاحي لقناة السويس، وتفجير خط الغاز الطبيعي، وتفجير مبنى مديرية أمن جنوب سيناء، واستهداف محطة الأقمار الصناعية بالمعادي، وقتل مرتادي كنيسة العذراء والملاك ميخائيل بالوراق.
إنطلاق قضية أنصار بيت المقدس
وفي الخامس من مارس 2015.. إنطلقت أولى جلسات قضية أنصار بيت المقدس، وشهدت القضية قرابة 121 جلسة، و830 شاهد، حتى تاريخ 18 أغسطس 2019 حين تم حجز القضية للحكم، وتم مد أجل الحكم فيها حتى جلسة مارس 2020 وعقب مرور 5 سنوات بالتمام على بدايتها، قضت محكم الجنايات برئاسة المستشار حسن فريد بإعدام 37 متهمًا وانقضاء الدعوى لـ 22 لوفاتهم، والمؤبد لـ 61 متهمًا، والسجن المشدد 15 سنة لـ 15 متهمًا، والمشدد 10 سنوات لـ ٢١ متهمًا، بالسجن 5 سنوات لـ 52 متهمًا، وإلزام المتهمين بدفع 150 مليون جنيه تعويضا لوزارة الداخلية.
مرافعة النيابة العامة في قضية أنصار بيت المقدس
وخلال جلسات القضية ترافعت النيابة العامة، الذي قال مؤسسها في المرافعة "أنصار بيت المقدس.. زعموا أنهم أنصار.. ومن بيت المقدس اتخذوا ستارا، كانت أولى الرسائل التي وجهتها النيابة للمتهمين في مرافعتها، بعدما أشارت إلى انتظار ذاك اليوم، يوم المرافعة، وتابع ممثل النيابة: "انتظرنا طويلا حتى آتى هذا اليوم، على مدار سنوات استمعت هيئة المحكمة لشهود الإثبات والنفي لتحقيق العدل، حتى بدأ المتهمون في نسيان ما اقترفته أيديهم، وها نحن قد جئنا لنذكرهم بما فعلوه بمصر وأهلها، نشأة تلك الجماعة وقيادتها الفاسدة، ما هي إلا أفكار سموها هم وآباؤهم ما اختلف فيها شيء، إن يتبعون إلا الظن، فكلها جماعات خارجة وقيادتها للدين ذاهبة، استقطبوا أعضاءً و رسخوا إليهم عقيدة فاسدة، استباحوا من على الأوطان حامين، خربوا المنشآت وروعوا الآمنين، قتلوا المسيحيين".
وأضاف: "استباحوا قتالنا بادعاء منهم أننا لا نقيم الدين، وكل من يخالفهم فهو خارج عن الملة وكافر ودمه حلال، فقد استباحوا دماء المسلمين، حاربوا جيش مصر الذي أسموه جيش التتار، وشرطة البلاد التى أسموها شرطة الأشرار، عناصر زعمت أنها لبيت المقدس أنصار، سعوا لهدم البلاد فقتلوا من كان للبلاد أخيار أبرار، زعموا أن المسيحيين نقضوا العهود، هذه هي الأفكار ولولاها ما كان للجماعة أنصار، أسسوا جماعة لتخريب الوطن وقتل الأبرار".
وأشار ممثل النيابة خلال مرافعته، إلى أن المتهم الأول "مؤسس جماعة أنصار بيت المقدس"، حيث أسست على يد بائع متجول "تاجر عسل" اسمه توفيق محمد زيادة، حين بدأ عمله قبل 15 عاما بين عناصر جماعة كانت تسمى التوحيد والجهاد، وقاموا بارتكاب عمليات التفجير بمدينة شرم الشيخ، واستقطاب أعضائها بشمال سيناء.
سبب تسمية جماعة أنصار بيت المقدس وهيكلها
وخلال التحقيقات، كشفت النيابة عن سبب تسمية الجماعة، حيث تبين أن بائع العسل ظل يستقطب أعضاء التنظيم من شمال سيناء، ومن بعدها بأعوام ظل يبحث عن المزيد من ذوي القدرات، حتى جاء وقت اختيار اسما للتنظيم، وسولت له نفسه فأتخذ اسما يستقطب به الجهلاء من غاية هذه المسميات فاختار اسم "أنصار بيت المقدس"، وضم هيكل الجماعة التنظيمي المتهم المتهم "محمد بكري هارون"، الذي كان متطرفا منذ صغره، فمن تعاطي المخدرات في الصغر للتكفير في الكبر، استغل شرائط الكاسيت التى كانت تباع في الطرقات، فلم يقرأ كتابا، وساهم في تشكيل خلاياها في المحافظات، وكانت أفكار تنظيم القاعدة تجمعهم داخل أحد السجون المصرية، وتولى الهارب وائل محمد عبد السلام "أبو هاشم" التدريب العسكري، ونشأ بمدينة المحلة الكبرى وأحد الشخصيات التكفيرية القديمة، وأما عن مسئول التسليح فهو "سلمي سلامة" الذي ولد بمدينة شمال سيناء واعتنق الأفكار التكفيرية منذ الصغر، وأما عن التدريب العسكري فلم يكن هناك شخص كفء لتدريب المتهمين سوى هشام العشماوي وعماد الدين "أبو حاتم" اللذان كانا ضابطين بالجيش المصري، وانضم للتنظيم الإرهابي فمكث بسيناء ومدن سيناء ودربا العناصر تدريبا شديدا، وكذلك محمد أحمد محمد نصر، وهاني مصطفى "أبو بلال"، الأول مدرس بجامعة قناة السويس، والثاني بالحاسبات والمعلومات، لا سيما "أبو ياسر" الذي أسند إليه تصنيع المتفجرات، و"أبو زياد" الذى تولى الإعلام".
الضابط الخائن محمد عويس
وشرحت تحقيقات القضية، دور المتهم الضابط الخائن محمد عويس البالغ من العمر 40 عاما، الضابط السابق بإدارة المرور، واسمه الحركى «أبو عبد الرحمن» والذي كان يعمل في مرور القاهرة قبل حبسه، إلا أنه باع نفسه بالرخيص، واستغل مكانته وقدرته على الاطلاع على بيانات سيارات المصريين، واستغل عمله وأمد أنصار بيت المقدس بـ لوحات مرور لاستخدامها، كما أمدهم بمعلومات عن سيارات الشهداء "المرجاوي" ومحمد مبروك.
