الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

على أصوله

قرية كاملة في الصعيد تصنع الخبز والبتاو بالأفران البلدي.. شاهد الطريقة

قرية كاملة في الصعيد
قرية كاملة في الصعيد تصنع الخبز البلدي والبتاو بالأفران

بمجرد سماعهن لآذان الفجر تستيقظ نساء قرية بهبشين في مركز ناصر بمحافظة بني سويف من أجل صنع الخبز الصعيدي والبتاو الموسمي داخل الأفران البلدي التي تتوسط أعمار بنائها الـ 10 سنوات فما يزيد حريصات على عادتهن الموروثة من كل يومي اثنين وخميس بأياد صعيدية خالصة.

وكشفت فاطمة بريك صالح، 57 عاما، وهي أم لأربعة من الأبناء المتزوجين، وجدة لعدد من الأحفاد، أسرار صناعة الخبز البلدي داخل أرجاء القرية الصعيدية بالكامل في فيديو خاص لموقع «صدى البلد» قائلةً: «اتعلمت أخبز العيش داخل الفرن البلدي وأنا لسه عندي 10 سنين».

وعن كواليس تعلمها ومن في عمرها لصناعة الخبز الصعيدي تضيف الحاجة «فاطمة»: «أمي اللي علمتني، ومن غير ما أمي تعلمني أنا ببص قدامي، وبشوف اللي بيتعمل وبعمل، كل حاجة كنت بعملها لوحدي، كنت أسيب أمي نايمة، وأقوم من الفجر أعجن، وأخبز، والقط لوحدي في حفرة صغيرة قبل اختراع الأفران كمان زي الكانون كدا».

أما عن طريقة صنعهن لهذا الخبز، فتوضح الحاجة «فاطمة»: «نجيب خميرة عادية ونحطها في الميه وندوبها، ونجيي حاطين الكمية المناسبة واللي عاوزينها من الدقيق ونعجنه مع الخميرة والميه لحد ما يختمر ساعة أو ساعة إلا ربع -على ما يملي الطشطية بالظبط- ونجي مرقصينه وسايبه على الصواني يختمر كمان شوية لحد ما نولع الفرن بالبوص وغيره ويسخن فنخبز». 

«بنتغذي ونتعشي منه» بهذه الكلمات تشير الحاجة فاطمة إلى أنهن يعتمدن على الخبز المصنع داخل الأفران البلدي بشكل كبير فيما يقتصرن على الخبز المصنع داخل الأفران الصناعية على وجبة الإفطار فقط من باب تغير الطعم، منوهةً «العيش بتاع البيت نظيف، تحلليه وتعمليه كل حاجة، تعمليه فطير وتعمليه كحك، وتعمليه خبز، وتعمليه شعرية، كل حاجة تعمليها، ما بنمنعوش خالص». 

وتلفت الحاجة «فاطمة» إلى أن سر اختيارهن يومي الخميس والاتنين على وجهي التحديد من كل أسبوع لصناعة الخبز البلدي داخل القرية أنهما أكثر يومين لا تنشغل فيهما السيدات صباحاً، مبيناً أن معظم بيوت القرية تعتمد على دقيق القمح من المنزل إضافة إلى خلطه بدقيق أبيض مشتري «بنطحن قمح من البيت، ونجيب شوية دقيق بـ 400 جنيه مثلاً نكمل عليه، ونقلبه في بعضه ونحطه في البراميل، ونأخد منه على قد الشوية اللي هنعجنهم». 

وتؤكد الحاجة «فاطمة» أن هناك فرق بين صناعة الخبز البلدي والبتاو «البتاو بيعتمد في الأساس على الحلبة واللبن، وفيه بنفتح بيوتنا لبعض علشان بيحتاج لعدد كبير من السيدات أثناء خبزه، تلمي جيرانك وصحابك، 6 أو 7 مثلاً، اللي يتشاركوا في العجين، واللي تقطع، واللي تقدح، واللي ترمي تحت الفرن، وفي الآخر نقسمه، ونرصه عمدان ونشيله من السنة للسنة في ملايات نظيفة، وكل لما نعوز نجيب شوية، و نجي مغطينه من تاني حفاظا عليه». 

وتختتم الحاجة «فاطمة»: «ليه 47 سنة بصنع الخبز في الأفران البلدي، وعلمت والدي الذكور  وزوجاتهم اللي قاعدين معايا والأحفاد وإن شاء الله نفضل محافظين توارث صناعة هذا الخبز اللي لما تأكليه يبقا قلبك مفتوح ونفسك تتفتح على الأكل بسبب طعمه وريحته، فهو الأكثر صحة للأبدان».