الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

من القرآن والسنة.. كيف نظر الإسلام لذوي الاحتياجات الخاصة

ذوي الاحتياجات الخاصة
ذوي الاحتياجات الخاصة

الشريعة الإسلامية أَّقرت منهجًا متكاملًا يُعنى بكل الوقائع والأحداث والأمور، فلم يترك مجالًا إلا وكان للدين الإسلامي بيانا ورأيا فيه، فقد اعتنى الإسلام بكل فئات المجتمع، وأولى اهتمامًا ورعايةً خاصة بذوي الهمم من خلال العمل على توفير جميع سبل الحياة الكريمة والمناسبة لهم.


وأوصى الله -تعالى- في عددٍ من الآيات الكريمة في القرآن الكريم بضرورة الإحسان إلى الناس، ومنهم ذوي الاحتياجات الخاصة، فإن  تعامل النّاس معهم يؤثر عليهم بشكلٍ كبير.


الدليل في القرآن الكريم

واعتنى الإسلام بكلّ فئات المجتمع، ومن تلك الفئات التي اعتنى بها فئة ذوي الاحتياجات الخاصة، فحثّ الإسلام النّاس على احترامهم، واحترام حقوقهم، والأخذ بيدهم، ومعاونتهم في جميع ما يحتاجونه في أمور حياتهم، وكلّفهم بما يستطيعون فعله من الأحكام الواجب فعلها، حسب قدرتهم، فلم يكلّفهم ما فوق طاقاتهم وقدراتهم، ودليل ذلك قول الله تعالى: (لَّيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ.


في السنة النبوية

ورغب الإسلام في دمج تلك الفئة في المجتمع مع الفئات جميعها ليتشاركوا مع بعضهم البعض، فإنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بيّن في الأحاديث الشّريفة أنّ الإنسان في المجتمع إذا اضطر إلى أن يخالط بعض المرضى، فلا بأس في ذلك ولا خوفٌ منه، وكان رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- يجعل المرضى والضّعفاء قادةً عندما يخرجوا في ركبٍ، فكان أثر ذلك كبيراً على أصحاب ذوي الاحتياجات الخاصة لأنّهم أعطوا ثقةً في أنفسهم، وتمّ دمجهم في المجتمع الذي سيخافون منه لو كانوا مبعدين عنه. وبين الدين الإسلامي أن الناس سواء لا فرق بينهم، إلّا بتقوى الله تعالى، فالتقوى هي المعيار الذي يحاسب عليه العبد يوم القيامة، وعلى الإنسان دائماً أن يتذكر ذلك الأمر، ودليل ذلك قول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ).
 

وبينّ الإسلام أيضاً أنّ أصحاب ذوي الاحتياجات الخاصّة وما تعرضوا له من ابتلاءاتٍ لا يؤثرّ عليهم من حيث منزلتهم بين النّاس، وبين فئات المجتمع جميعها، وإنّ ذلك لا يقلّل من قيمتهم شيئاً، فحث الدين الإسلاميّ وبيّن طرق معاملة واحترام ذوي الاحتياجات الخاصّة، وأعطى لهم حقوقاً يجب على الفئات جميعها احترامها وتطبيقها، وعلى الإنسان أن يحمد الله -تعالى- طوال وقته على النّعم التي وهبه الله إيّاها، فإنّ الله -تعالى- الذي وهب العبد وأعطاه تلك النّعم، قادرٌ على أن يأخذها منه؛ فهو الرّازق القادر، ودليل ذلك قول الله تعالى: (وَما بِكُم مِن نِعمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ إِذا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيهِ تَجأَرونَ)، وعلى الإنسان دائماً أن يصبر في كلّ ابتلاءٍ يحصل له، وأن يستشعر الأجر والثّواب الّذي سيناله بصبره.


هل في مال المعاق زكاة 

هل في مال المعاق زكاة .. قال الدكتور مجدي عاشور، المستشار العلمي لمفتي الجمهورية، إن المال الذي بلغ النصاب وحال عليه الحول(عامًا هجريًا)وكان زائدًا عن الحاجة الأساسية للإنسان، يجب فيه إخراج زكاة المال وهي 2.5% من قيمة المال، أيا كان صاحب المال.

 

وأضاف الدكتور مجدي عاشور، في فيديو البث المباشر لدار الإفتاء على صفحتها الرسمية على فيس بوك، ردًا على سؤال: هل تجب الزكاة في مال المعاق ؟ أن الزكاة تجب في مال المريض واليتيم كما تجب في مال الصحيح ويؤديها عنه وليه، مشيرًا إلى أن زكاة المال لا يشترط فيها صحة صاحب المال.

 

وأوضح أن على ولى المعاق أن يحافظ على مال هذا المعاق من الضياع بأن يدخلها في مشروع أو أي صفقة تدر له ربحًا بحيث لا يؤثر إخراج الزكاة منها على رأس المال، مؤكدًا أن زكاة المال تجب على الشخص في ماله على الكبير والصغير، الصحيح والسقيم.

 

قال الشيخ أحمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إنه يجوز إخراج أموال الزكاة والصدقات لذوي الاحتياجات الخاصة إن كانوا غير قادرين على العمل؛ فيعدوا من المستحقين لها.

 

وأضاف « وسام» فى إجابته عن سؤال يقول صاحبه : « أم عليها تسعة أيام من رمضان الماضى، صامت منها خمسة أيام ، ولم تستطع اكمال ما تبقى نظرًا للمرض؛ فدفعت لابنها المعاق خمسين جنيهًا، علمًا بأنه فى الثلاثين من عمره وليس لديه عمل.. فما حكم إعطائه من مال الكفارة والزكاة؟»، أن ابن هذه المرأة لا تلزمها نفقته؛ ويعد من ضمن مستحقي الزكاة؛ فيجوز لها أن تدفع له من مال الزكاة أو الصدقة أو ما عليها من كفارة قضاء أو يمين.

 

وتابع أن دفع مال الزكاة أو الصدقات للمستحقين من ذوى الاحتياجات الخاصة يجوز سواء أكان هذا الشخص قريبًا للمزكي أو لا.