الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الحكمة من اختيار العربية لتكون لغة القرآن الكريم.. علي جمعة يوضح

الحكمة من اختيار
الحكمة من اختيار العربية لتكون لغة القرآن الكريم

قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، إن هناك 5 آلاف لغة على مستوى الأرض يتحدث بها الناس، مشيرًا إلى أن مكتبة الكونجرس انتقت منها 21 لغة فقط مثل: «العربية والفارسية والإنجليزية واليابانية.....».


وأضاف «جمعة» خلال لقائه ببرنامج «والله أعلم»، أن هناك لغات لا يتكلم بها إلا 20 شخصًا أو 50 فقط، مشيرًا إلى أن هناك بحثًا ذكر أن 300 لغة تموت سنويًا بسبب موت آخر المتكلمين بها.

وأكد المفتي السابق، أن اللغة العربية ثرية عن غيرها من اللغات وتتميز بعدة أمور منها الترادف أن الأسد مثلًا له 700 اسم، وهذا غير موجود في اللغات الأخرى، مشيرًا إلى أنها اللغة العربية ليست معرضة للخطر والاندثار مثل بعض لغات العالم، وأنها محفوظة بالقرآن الكريم والحديث الشريف.

اللغة العربية من اللغات المقدسة:

ولفت الدكتور علي جمعة، إلى أن هناك لغات مقدسة وهي «العربية، العبرية، السنسكريتية، الآرامية»، والأخيرة هى التي تحدث به سيدنا عيسى عليه السلام ونزل بها الإنجيل، واللغة الفارسية التي كتب بها الكتاب المُنَزل على سيدنا يحيى -عليه السلام-.

وأوضح عضو هيئة كبار العلماء، أن اللغة المقدسة معناها عند علماء اللغويات توصف بها اللغات التي بها نص مقدس له أتباع يأخذونه كمصدر لمعرفتهم، وأحكام حياتهم، أو إطار لسلوكهم، وبهذا التعريف فإن اللغة العبرية التي كُتب بها (التوراة)، واللغة السنسكريتية التي بها كُتب (الفيدا) في الهند، واللغة العربية التي بها نزل وكتب (القرآن الكريم) هي لغات مقدسة.ونبه المفتي السابق، على أن هناك فرقًا بين قداسة اللغة وأن تكون مقدسة، موضحًا أن المقصود بأن اللغة مقدسة أي نزل بها كتاب سماوي يتبعه بعض الأشخاص ويؤمنون به، كالقرآن عند المسلمين، مشددًا على أنه لا توجد للغة قداسة فهي كالبشر تحيا وتموت ويصيبها الهرم.

 

حكمة اختيار العربية لتكون لغة القرآن:

بيّن الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، أن الله تعالى اختار بحكمته وعلمه اللغة العربية، لغة وبيانًا لكتابه الخالد القرآن الكريم، لأن فيها من مزايا التعبير والبيان ما لم تحظ به لغة غيرها، ولن يسع كتاب الله غيرها، ولو كان في الوجود لغة تفضل اللغة العربية في الكشف عن دقائق البيان وأسرار التعبير، ما جاوزها القرآن إلى غيرها، ولكن نزوله باللغة العربية دليل قاطع على نفي هذا الاحتمال.

وأشار إلى أن اللغة العربية أسمى اللغات على الإطلاق، والدليل أن عالم الغيب والشهادة ارتضاها أداة لوحيه المنزل على أكرم رسله محمد بن عبد الله - صلى الله عليه وسلم -.

وتابع: إن عربية اللغة والبيان القرآني جاء النص عليها في مواضع متعددة من القرآن، منها قوله تعالى: الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (1) إِنَّا أَنْـزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ»، وقوله: «حم (1) وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ»، وفي قوله: «وَإِنَّهُ لَتَنْـزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (192) نَـزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ (193) عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ (194) بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ»، وقوله: «كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ».

ولفت المفتي السابق، إلى أن الله تعالى أراد أن يكون القرآن باللغة العربية لأن فيها من الخصائص ما يؤهلها لأن تؤدى المعنى بعمق يستطيع معه الإنسان أن يستنبط الأحكام الفقهية إلى يوم الدين.

ونوه بأن في اللغة العربية ما يسمى الاشتقاق الأكبر وهو غير موجود في أي لغة أخرى، موضحًا أن الكلمة المتألفة من 3 أحرف كـ«ملك» تعطيك 6 كلمات كلها بمعنى واحد إن بدلنا حروفها مثلًا (ك. ل. م) (ك. م. ل) (م.ك. ل) (م. ل. ك) (ل. ك. م) (ل. م. ك)، مؤكدًا أن هذه الكلمات الستة تدل على معنى واحد وهو القوة فـ«كلم» أي ضرب، وملك أي استحوذ وهذا يدل على القوة.