خلال كلمتها أثناء افتتاح المرحلة الأولى من قرية حسن فتحي بالقرنة، وجهت وزيرة الثقافة الدكتورة إيناس عبد الدايم حديثها للمهندس محمد أبو سعدة رئيس الجهاز القومي للتنسيق الحضاري، حيث أصدرت تعليمات بتسجيل قرية القرنة التي أنشئها المعماري الراحل حسن فتحي ضمن مواقع التراث العالمي الخاصة باليونسكو، وإعداد ملف كامل لتسجيل القرية ضمن مواقع التراث العالمي.
جاء ذلك أثناء افتتاح المرحلة الأولى من مشروع قرية القرنة، والتي صممها المعماري حسن فتحي، وقد تم إعادة تأهيل وترميم المسجد، والخان، والمسرح ضمن المرحلة الأولى من المشروع في إطار الحفاظ على التراث التقليدي والعمارة البيئية، فقامت وزارة الثقافة وبالتعاون مع منظمة اليونسكو بالإشراف على مشروع تطوير وترميم قرية حسن فتحي بالأقصر، والذي تم الانتهاء من المرحلة الأولى منه بتمويل من منظمة اليونسكو.
تاريخ قرية
وتعد القرنة التي بناها لتقطنها 3200 أسرة جزءا من تاريخ البناء الشعبي الذي أسسه بما يعرف عمارة الفقراء. وهو مهندس عالمي يتحدث لثلاث لغات، مهندساً وهاوي موسيقي وكاتب مسرحي ومخترع، صمم ما يقارب 160 مشروع منفصل، بدءاً من ايقونة البلد المتواضعة وانسحبت إلى المجتمعات المخطط لها بالكامل مع الشرطة والخدمات الطبية والأسواق والمدارس والمسارح والساحات وأماكن للعبادة والترفيه والاستراحة، تضمنت هذه المجتمعات العديد من المباني الوظيفية مثل مرافق غسيل الملابس والأفران والآبار، لقد استخدم أساليب ومواد التصميم القديمة، بالإضافة إلى معرفة الوضع الاقتصادي في الريف المصرى مع معرفة واسعة بتقنيات التصميم المعماري والمدن القديمة، ولقد قام بتدريب السكان المحليين على صنع المواد الخاصة بهم وبناء المباني الخاصة بهم أيضا وقرية القرنة الجديدة غرب مدينة الاقصر بدأ فيها عام 1946م.
عمارة الفقراء
وكانت لقرية القرنة شهرة عالمية بسبب كتاب عمارة الفقراء، الذي يسرد فيه قصة بنائها، وأنشئت القرية لاستيعاب المهجرين من مناطق المقابر الفرعونية بالبر الغربي لإنقاذها من السرقات والتعديات عليها، فصدر قرار بتهجيرهم من المقابر، وإقامة مساكن بديلة لهم، وخصّصت الدولة ميزانية قدرها مليون جنيه لبناء القرية الجديدة، وتم اختيار الموقع ليكون بعيدًا عن المناطق الأثرية وقريبًا من السكك الحديدية والأراضي الزراعية قام حسن فتحي بالمرحلة الأولى من مشروع بناء القرية ببناء 70 منزلًا، بحيث يكون لكل منزل صفة مميزة عن الآخرين حتى لا يختلط الأمر على السكان.
وقد زارت الوزيرة المسرح والذي أعيد تأهيله بعد سنوات من الإغلاق تمهيدًا لاستخدامه في خدمات ثقافية، بجانب تخصيص مكتبة داخله والتي تخدم بدورها سكان القرية، كما تفقدت الوزيرة المسجد والذي بناه المعماري حسن فتحي داخل القرية، حيث تم ترميمه بعد عمليات ترميم واسعة، وتفقدت الوزيرة الخان الموجود بالقرية، حيث تم عرض العديد من الأنشطة والصناعات التراثية بداخله.