الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أيها البشر انتبهوا!

ماريان جرجس
ماريان جرجس

قدمت مصر على طبق من ذهب مجموعة من الرسائل  والآراء والتحذيرات لتقويم سلوك البشرية خلال منتدى شباب العالم، من شرم الشيخ إلى العالم أجمع، حيث قامت مصر بخطوات حثيثة ومساعي حقيقية و بالمكاشفة في كثير من القضايا التي تهم البشرية.

كان على رأسها ، إعادة ضبط مرة أخرى لمفاهيم حقوق الإنسان ، والتي أصبحت المواثيق القديمة لا تستطيع الإيفاء بها، فابان الجائحة لم تحتج البشرية لممارسة حقها في التظاهر أو التمرد على أنظمة الحكم أو لمدونات وشعارات عن حرية الرأي بل كانت تحتاج إلى أنظمة صحية رصينة  وأبحاث علمية لإيجاد لقاح واقتصادات  متماسكة وسلع أساسية ، كانت البشرية تبحث عن الأمان وهو أبسط حقوق الإنسان والذي لم تذكره منظمات حقوق الإنسان من قبل .

وقد دقت مصر ناقوس الخطر أمام تلك المنظمات التي تغفل  كيفية تحقيق  أهمية حقوق الإنسان في ظل الأوبئة والانفجار السكاني والتغيرات المُناخية. ليس هذا فحسب، بل أيضًا بعثت برسائل كثيرة عن كيفية إعادة الاعمار في مناطق مابعد الصراع ، ومحاربة الإرهاب ، فمصر لها تجربة رائدة في الانتصار على الإرهاب فكريًا وعسكريًا .

أمّا عن التنمية ، وهي حق أصيل من حقوق الإنسان في رؤية وعقل الدولة المصرية ، فكانت واحدة من توصيات النسخة الرابعة من منتدى شباب العالم ، الا وهي أن يكون لإفريقيا حظًا وافرًا من تلك التنمية التي شهدتها مصر في الفترة الأخيرة وأن يكون  لكل تلك المشاريع التنموية والسياسات الناجحة امتدادا إفريقيا ، وهي رسالة للعالم تؤكد أن مصر تتقن القيام  بدورها في الإقليم ، بل هي الدولة التي بادرت بكسر العزلة في عالم أصيب بالعزلة السياسية والاقتصادية اثر الجائحة ، فالدولة المصرية لا تفكر فقط في كيفية المواصلة في التنمية بمفردها بل تفكر بعقل القارة أيضًا ، إيمانا أن مصير البشرية واحد .

لنا أن نقول أن الدولة المصرية لم تكتف بتلك الرسائل فقط  بل كانت ماهرة أيضًا بل محترفة  في تقديم ذاتها أمام العالم أجمع والترويج لسياستها ومواقفها السياسية و التسويق لانجازاتها، لقد حان الوقت أن يعرف العالم أن مصر غيرت المصير المحتوم الذي كان مٌقدر لها ، من مخطط التقسيم وخُطة الوطن البديل، واستطاعت أن تنجو من عاصفة الربيع العربي حتى تلك اللحظة التي تستعرض فيها كثير من الانجازات والمشاريع والتطوير .

فسبحان مغير الأقدار ! تلك الدولة التي أراد لها الخصوم أن تُقسم وتختفي ويُمزق شعبها ، أصبحت هي الدولة التي تقود القارة والوطن العربي وتدق جرس الإنذار للبشرية كي ينتبهوا من القادم ومن الأخطار القادمة ربما قد تكون سلة غذاء العالم في عالم مكتظ بالأخطار والمخاوف .