الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عقوبة إفشاء الأسرار.. "الإفتاء": فاعله من أشر الناس

إفشاء الأسرار
إفشاء الأسرار

عقوبة إفشاء الأسرار ، في هذا الشأن ورد إلى دار الإفتاء المصرية استفسارا يسأل صاحبه عن عقوبة إفشاء الأسرار في الإسلام وحكمها شرعا.

عقوبة إفشاء الأسرار

 

وأكد الشيخ عويضة عثمان أمين الفتوى في دار الإفتاء، أن إفشاء الأسرار انتشر كثيرا في أيامنا حتى قل من يؤتمن على سر ويصونه، وكان أحد الصالحين يقول: "وكيف أسلم سري إلى غيري ولو أسلمت سري إلى غيري وأفشاه فلا ألوم عليه ، إن كنت أنا لم أستطع أن أصون سري فكيف ألوم على غيري".

 

ونصح أمين الفتوى، بعدم الإفصاح عن السر إلا لحبيب تثق فيه وإلا يحفظ سره مع نفسه، إن كان ذنبا يستغفر الله، وإن كان أمانة يسأل الله أن يعينه عليها.

 

حكم إفشاء الأسرار

 

وأشار أمين الفتوى، إلى أن إفشاء الأسرار حرام ولا يجوز شرعا، فمن اؤتمن على سر فيجب عليه أن يصونه ولا يفضح من ائتمنه على هذا السر.

 

إفشاء الأسرار الزوجية

 

وأكد أمين الفتوى، أن من أعظم الأسرار، أن يخرج الرجل سر بيته وأن تخرج المرأة سر بيتها، حتى لو كان هذا للأهل لكل طرف.

 

وقد جاء في صحيح الإمام مسلم عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم قال: (إنَّ مِن أَشَرِّ النَّاسِ عِنْدَ اللهِ مَنْزِلَةً يَومَ القِيَامَةِ، الرَّجُلَ يُفْضِي إلى امْرَأَتِهِ، وَتُفْضِي إِلَيْهِ، ثُمَّ يَنْشُرُ سِرَّهَا)، وذلك يدل على أنّ إفشاء ونشر أسرار الجِماع بين الزوجين  أمر منهي عنه.


إفشاء سر الأزواج

 

وقال الشيخ عويضة عثمان أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية إن إفشاء الزوج أسرار بيته في الحقيقة؛ آفة، ودائما كنا نعيب على الزوجة التى تخرج أسرار بيتها، لأن المرأة من طبيعتها انها خفيفة الكلام، ولا تصون سرا إنما العجيب أن تجد ذلك من الرجل.


وأشار أمين الفتوى إلى أن هناك نساء عاقلات جدا، أعقل من الرجال فى هذا الأمر بدليل هذه المرأة التى يفشى زوجها السر، فلابد للرجل والمرأة أن يصون كلا منهما الآخر، فبيت الزوجية أشبه بالمكان الآمن الذى تأمن فيه المرأة على نفسها مع زوجها، والرجل على نفسه مع زوجته.


وأوضح أمين الفتوى أن كلا من الزوج والزوجة له سر مع الآخر ولا ينبغي للرجل أن يفشي سر امرأته ولا ينبغي للمرأة أن تفشي هي سر بيتها لأنها ستحاسب أمام الله وهو سيحاسب أيضا.

إفشاء سر العلاقة الزوجية

 

أكدت دار الإفتاء انه من الأسس المتينة التي تقوم عليها الحياة الزوجية رعاية الأسرار وحفظها، فالخصوصية بين الزوجين تتطلب عدم إذاعة المشاكل التي تقع بينهما، فذلك أدعى إلى حلّها وعدم الخوض فيها، وإن بدر من أحد الزوجين سراً من أسرارهما تنكشف حياتهما للآخرين، وتتعاظم المشاكل بينهما، مما قد يصل بهما إلى الفراق، ولذلك فمن الجدير بكلا الزوجين رعاية أسرار الطرف الآخر وصيانتهما؛ تحقيقاً للمودة والسكينة بينهما.

وأشارت دار الإفتاء المصرية من خلال موقعها الإلكتروني إلى أن إفشاء سر العلاقة الحميمة بين الزوجين حال الجماع أو ما يتصل بذلك من أمور شخصية تتعلق بهما حرام شرعًا، وذلك استنادا للحديث الشريف عن أبي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قال: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: «إِنَّ مِنْ أَشَرِّ النَّاسِ عِنْدَ اللهِ مَنْزِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ الرَّجُلَ يُفْضِي إِلَى امْرَأَتِهِ وَتُفْضِي إِلَيْهِ ثُمَّ يَنْشُرُ سِرَّهَا» أخرجه مسلم في "صحيحه".

وأوضحت أنه  على كل واحد من الزوجين أن يحافظ على أسرار بيته ولا يبديها،خاصة اذا ترتب إفشاء سر العلاقة الحميمة بين الزوجين ضرر على الزوجين، وقد ورد عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى الْمَازِنِيِّ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ _صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ قَالَ: «لا ضَرَرَ وَلا ضِرَارَ» أخرجه الإمام مالك في "الموطأ".

وعن أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ رضي الله عنها أَنَّهَا كَانَتْ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ، وَالرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ قُعُودٌ عِنْدَهُ، فَقَالَ: «لَعَلَّ رَجُلًا يَقُولُ مَا يَفْعَلُ بِأَهْلِهِ، وَلَعَلَّ امْرَأَةً تُخْبِرُ بِمَا فَعَلَتْ مَعَ زَوْجِهَا» فَأَرَمَّ الْقَوْمُ، فَقُلْتُ: إِي وَاللهِ يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّهُنَّ لَيَقُلْنَ، وَإِنَّهُمْ لَيَفْعَلُونَ، قَالَ: «فَلَا تَفْعَلُوا، فَإِنَّمَا مِثْلُ ذَلِكَ مِثْلُ الشَّيْطَانِ لَقِيَ شَيْطَانَةً فِي طَرِيقٍ فَغَشِيَهَا وَالنَّاسُ يَنْظُرُونَ» أخرجه أحمد في "مسنده".

ونوهت الى أنه على الزوجين أن يتفهما ذلك، وأن يوضح كل من الزوجين الصورة للآخر بالحسنى والكلم الطيب، وأن يستعينا في هذا التفهم بالصبر والصلاة والدعاء في الصلوات والخلوات؛ قال الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللهَ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾ [البقرة: 153].

قال الإمام النووي في "شرحه على صحيح مسلم" (10/ 8): [فِي هَذَا الْحَدِيثِ تَحْرِيمُ إِفْشَاءِ الرَّجُلِ مَا يَجْرِي بَيْنَهُ وَبَيْنَ امْرَأَتِهِ مِنْ أُمُورِ الِاسْتِمْتَاعِ وَوَصْفِ تَفَاصِيلِ ذَلِكَ وَمَا يَجْرِي مِنَ الْمَرْأَةِ فِيهِ مِنْ قَوْلٍ أَوْ فِعْلٍ وَنَحْوِهِ] اهـ.