الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ضحى عاصي: شخصيات الرواية معقدة وكتابتها كانت مجهدة

معرض القاهرة الدولي
معرض القاهرة الدولي للكتاب

استضاف الصالون الثقافي بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ53، ندوة أدبية لمناقشة رواية "صباح 19 أغسطس" للكاتبة الروائية ضحى عاصي، بحضور الناقد الدكتور صلاح السروي، والروائي شريف العصفوري.

وقالت الروائية ضحى عاصي:"إن كتابة رواية "صباح 19 أغسطس"كانت مجهدة، وفي وقت ما قررت التوقف عن كتابتها، لأن جميع شخصيات الرواية معقدة، وتعاني من أزمات ما، هذا بالإضافة إن البطلة روسية، وكثير من الاحداث تدور في روسيا، وهذا ما ضاعف صعوبة الكتابة، إذ كان علىّ أن التعبير عن مجتمع آخر، والكتابة عن شخصية روسية بثقافتها ووعيها الخاص بها وفقا لمجتمعها ونشأتها، ولهذا أعتبر الرواية تجربة مهمة في مسيرتي، وأنتظر معرفة رأس الروس أنفسهم عن قدرتي في الكتابة عن عالمهم، ومدى صدق الرواية في نقل صورتهم إلى العرب والمصريين".
حاولت أنقل مشاعرهم عقب سقوط الاتحاد السوفييتي، ومعاناتهم مع نقص الغذاء والدواء، وعدم فهمهم لما يحدث حوله، هو شعبي قوي يقدر يتعافى.

 

وقال الناقد الدكتور صلاح السروي:"صباح 19 أغسطس"، هي رواية انقسام الهوية، فشخصيات الرواية ليست مستقرة، ولا تتمتع بحالة من الإطمئنان، وهي رواية أيضًا يمكن أن نطلق عليها "ديسوتوبيا"، لأننا أمام عالمان متجاوران يحدث فيهما انهيار الأول وهو قيام الإنقلاب العسكري في روسيا على جورباتشوف، وانهيار الاتحاد السوفيتي، ودخول روسيا نفق مظلم منذ نهاية الثمانينيات، والثاني هو انهيار النظام السياسي في مصر عام 2011م، وسيطرة جماعة الإخوان المسلمون على الحكم في عام 2013م، والرابط بين هذين العالمين هي بطلة الرواية "كاملة"، تلك الشخصية التي تحمل الجنسيتان الروسية والمصرية".

وتابع السروي:"صباح 19 أغسطس، هي رواية تأريخية تشتبك مع الحالة التاريخية، لكنها أيضًا رواية الإنسان الذي يقع تحت سيف التحولات التاريخية والسياسية والاجتماعية، وتدين فكرة الشمولية والهيمنة السلطوية التي تشوه الروح، وتجعل من الإنسان كائنًا مشوهًا، وتنتصر لمراحل الزهو والانتصار، وقدرة الشعوب في اجتياز مراحل القهر، فهي تطرح نماذج إنسانية تخطئ وتضعف وتقاوم وتحتال، لكنها في نهاية الأمر تبحث عن الكمال والعدل والحرية، ولهذا فإن ضحى عاصى في هذه الرواية تتحدث عن ليل أفضى عبر المعاناة والمحنة الإنسانية إلى صباح آخر جديد، نتعشم أن أكثر إشراقًا".

وقال الروائي شريف العصفوري:"جاءت الرواية بلغة عربية سلسلة وسريعة وثابة، وخيال الرواية له نطاق متماسك جعل التنقل بين المسارح السردية العديدة والمختلفة اللغة والثقافات صادقًا وحميميًا، إلحاح القصة السردية قوي ويربط بين صعود الإسلام السياسي في أفغانستان وسوريا ومصر والمغرب وتركيا ضمن حالة صراع سياسي وايديولوجي".

وتابع:"الحرفة السردية لدى ضحى عاصي شاحذة وجميلة، بنيت النهاية الدرامية بموهبة ودقة عبر أربع فصول في النهاية، واستخدمت الايماء والإشارة والإخفاء والتمويه لمشهد الختام المؤثر والدال، فالأفكار والوجدان جاءا بفيض كبير، يجمع بين الرؤية الذاتية الفردية للأحداث الجسيمة التي بموسكو وليننجراد ونوفني، والقاهرة وشرم الشيخ، وبني حسن الشروق، وبنت الرؤية الموضوعية لتلك الأحداث من عدة زوايا للرؤى بعضها مبتكر وشديد الجدة".