الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هيئة الكتاب تحيي مئوية شعيشع والبهتيمي بمعرض القاهرة الدولي

صدى البلد

شهد الصالون الثقافى بمعرض الكتاب  مئوية أحد أبرز وأهم قراء القرآن الكريم بالداخل والخارج، الشيخ أبو العينين شعيشع والشيخ كامل يوسف البهتيمى، حيث أقامت الهيئة العامة للكتاب احتفالية كبرى بمناسبة مرور مائة عام على مولدهما.


حضر الاحتفالية التى أدارها محمد هاشم –مذيع بالإذاعة المصرية- كل من د. حسن خليل -مدير عام التحرير والنشر بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، مدير تحرير منبر الإسلام- والمخرج التليفزيونى عبد العزيز عمران، والفنان حسام صقر مدير فرقة الإنشاد الدينى بالأوبرا، وعمر الشريف -سكرتير نقابة القراء والمحفظين والزميل محمد الساعاتي المتحدث الرسمي لنقابة القراء والمحفظين-.


حرص محمد الساعاتى  على توجيه الشكر للقائمين على هذه الاحتفالية باسم مجلس إدارة النقابة وفي مقدمتهم فضيلة الشيخ محمد صالح حشاد _ نقيب القراء وشيخ عموم المقارئ المصرية _ وذلك لحالهم علي  تخليد ذكرى اثنين من أعلام دولة التلاوة المصرية اللذين أثروا المكتبة الإسلامية بالعديد من التلاوات والإنشاد والإبتهال الدينى.


لفتة طيبة
أضاف الساعاتى: ولأن الشيخ محمد حشاد -نقيب القراء الحالى-  يعد من  مؤسسي نقابة القراء مع الشيخ عبد الباسط عبد الصمد والشيخ أحمد الرزيقي والشيخ محمود علي البنا والشيخ أبو العينين شعشع وآخرين، لذا فقد حرص الشيخ حشاد عقب توليه منصب نقيب القراء بعد رحيل الشيخ محمد محمود الطبلاوى(نقيب القراء السابق) على عمل شئ يخلد أسماء هؤلاء العظماء، فأمر بسرعة عمل لافتة كبيرة تضم صورهم وأسماءهم لتوضع في النقابة تخليدا لهم وتاريخهم المشرف. ليكون ذلك بمثابة شكر واعتراف بفضلهم عرفانا بما قدموه لخدمة أهل القرآن جميعا وخدمة الإسلام والمسلمين علي مستوي الدنيا، وبالفعل تم عمل براوز كبير وضع فيه صور هؤلاء الأعلام الذين اصطافهم الله تعالي من فوق سبع سموات. وتم وضعه بالنقابة مما جعل كل وافد للنقابة يترحم عليهم ويدعوا لهم ويقرأ الفاتحة إلى أرواحهم الطاهرة. 


وفى كلمته بالندوة أكد د. حسن خليل على أن موهبة الشيخ شعيشع والشيخ البهتيمى الفذة قد أذهلت العالم، وأن الله تعالى حباهما صوتا ملائكيا عذبا، مما جعلهما يطوفان العالم شرقا وغربا بأدائهما المتميز فى تلاوة القرآن الكريم.


أضاف خليل: ويعد الشيخ البهتيمي المولود فى 1922م ببهتيم بشبرا الخيمة قليوبية من أعلام تلاوة القرآن الكريم بالداخل والخارج، لما أنعم الله تعالى عليه بعذوبة الصوت الخاشع، مما جعل البعض يطلقون عليه بالصوت الباكى، ألحقه أبوه الذي كان من قراء القرآن بكتاب القرية وعمره ست سنوات وأتم حفظ القرآن قبل بلوغ العاشرة من عمره فكان يذهب إلى مسجد القرية بعزبة إبراهيم بك ليقرأ القرآن قبل صلاة العصر ليؤذن، وكانت ثقته بنفسه كبيرة، وكان يقرأ القرآن بالمسجد بصوت مرتفع ليجذب انتباه المصلين إليه، فتحقق له ما أراد إذ أن حلاوة صوته أخذت تجذب الانتباه فبدأ المصلون يلتفون حوله بعد صلاة العصر يستمعون إلى القرآن بصوته الخاشع مبهورين به وبدأوا يسألون عنه وعن أهله فعرفوه وألفوه، فذاع صيت الصبي كامل البهتيمي ببلدته والقرى المجاورة وأخذ الناس يدعونه لإحياء حفلاتهم وسهراتهم، فكان أبوه يرافقه وظل على هذا الحال مدة طويلة حتى استقل عن أبيه وأصبح قارئًا معروفا، وكان الشيخ رحمه الله لا يتقاضى أجرا على تلاوته، مقلدا للشيخين محمد سلامة ومحمد رفعت ليثبت لمن يستمع إليه أنه موهبا بالفطرة، فنال التشجيع الكبير والاستحسان، وكانت أمه تدعو له فيقول لها: سيأتي اليوم الذي يصبح فيه ابنك من مشاهير القراء في مصرإن شاء الله، فكانت تفرح بهذا الكلام كثيرا وتدعو له فتحقق له ما أراد بفضل الله تعالى.
وبالفعل أصبح للشيخ كامل يوسف البهتيمي مدرسته وأسلوبه المتفرد في الأداء.


البهتيمى قارئا ومنشدا
كما تحدث حسام صقر عن عبقرية الشيخ كامل يوسف البهتيمى، مؤكدا أنه يعد أحد القلائل الذين برعوا فى تلاوته للقرآن وفن الابتهال الدينى والإنشاد، حيث استطاع أن يؤديهما بمهارة تفوق الوصف..
واستشهد صقر ببيت من الشعر للإمام أبو العزائم الذى يقول فيه: (على قدرى أصوغ لك المديحا...ومدحك صاغه ربى صريحا)، وعلق عليه بقوله: لقد تعلمنا من الإمام أبو العزائم إنه بإمكاننا أن ننطقها بطريقتين مثلما يقولها المنشد والمادح فى خير البرية هكذا: (على قدرى) أى تواضعه، وفى الثانية ممكن أن تقال هكذا: علا قدرى) أى أن قدره يعلو بمدحه لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم..
ويحكى صقر واقعة حدثت يوم وفاة شقيقة الشيخ مصطفى إسماعيل-الملقب بقارئ مصر الأول- حيث اعتلى الشيخ البهتيمى تخت التلاوة وحين أخذ يسبح فى التلاوة بصوته العذب والخاشع، اتجه الشيخ مصطفى ناحيته وقال له: الله.. الله.. الله على الأداء الرائع يابهتيمى، وأكمل قائلا: والله لقد رزقك الله تمكنا فى القرار والجواب(أعلى وأقل طبقة فى الصوت) بطريقة مبدعة لم تتوفر لأحد غيرك، ودعا له فى حضور أعلام قراء دولة التلاوة المصرية.


وفى ختام الاحتفالية ألقى الشيخ حسام صقر محاضرة فى علم المقامات وأنشد قصيدة بناء على طلب الحضور الذين طالبهم بضرورة متابعة الشيخ البهتيمى كمنشد ومبتهل مثلما يتابعونه كقارئ معجز، وساعتها ستتأكدون من موهبته الفذة فى الإنشاد والابتهال تماما مثلما هو الحال فى إعجازه كقارئ، وترحم على الشيخ البهتيمى الذى رحل فى السادس من فبراير عام 1969م عن عمر يناهز 47 عاما، وكان قد انضم للإذاعة عام 1953م، وظل يقرأ بمسجد عمر مكرم، إلى أن توفى وهو يصلى يوم 6/2/1969م..


شعيشع مؤسسا 
وفى كلمته أكد عمرو الشريف على أن الشيخ شعيشع من مؤسسى النقابة مع نجوم الزمن الجميل أمثال المشايخ العظام عبد الباسط عبد الصمد والرزيقى والبنا الذين أثروا الحياة القرآنية، ليس فى مصر وحدها، بل على مستوى العالم..


نقيبا للقراء 
ثم استعرض الشريف حياة الشيخ أبو العينين شعيشع الذى تولى نقيبا للقراء خلفا للشيخ عبد الباسط عبد الصمد الذى كان أول نقيب للقراء.