الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الأيام الخمسة لـ ريان..شاهد عيان يروي اللحظات الأخيرة في حياة طفل البئر

الطفل ريان
الطفل ريان

تحكي دموع  "عبده ملك" مأساة الطفل ريان التي شاهدها بأم عينيه بمدينة شفشاون بمنطقة باب برد التي يقبع بها البئر المظلم الذي سقط به ريان لمدة 5 أيام.

لا يجد "عبده مالك" تاجر مغربي كلمات يصف بها المشهد الأخير للطفل ريان، وذلك بعد أن انتقل من منزله إلى مكان الحادث ليظل هناك لقرابة الخمسة أيام حتى يطمئن على ريان الذي أثار بسقوطه في البئر ضجة عالمية واكتسب تعاطفا إنسانيا غير مسبوق.

يروي "عبده" لموقع "صدى البلد"، باكياً كواليس رحيل ريان، قائلاً إنه توافد مع المئات من المواطنين المغاربة إلى مكان البئر الذي وقع فيه ريان وكان يربطه هو والمتواجدين من مواطنين ورجال الإنقاذ مشاعر تحمل الأمل والخوف، حيث تملك عبده ومن معه من مئات المغاربة إحساسا قويا بنجاة الطفل ريان من محنته المميتة.

أكثر المشاهد التي استحوذت على ذهن "عبده ملك"، هو احتشاد العديد من المغاربة من كل حدب وصوب لمساندة أسرة الطفل وتقديم أي مساعدة لإخراج ريان حبيس البئر آنذاك، وعلى حد وصف التاجر المغربي ظل الجميع جالسين مكانهم دون حراك في ظل زمهرير الشتاء في مشهد يحمل كل المعاني الإنسانية لإنقاذ الطفل الراحل ريان.

اتشحت والدة ريان بالأغطية الشتوية وسط الشتاء القارص في انتظار خروج طفلها الصغير من أعماق البئر الموحش دون أن يغفل لها جفن هي وزوجها، هو المشهد الأقوى الذي لا يزال راسخا في ذهن "عبده" حتى الوقت الآني.

ظل "عبده ملك"، ومئات الحاضرين من أهل المغرب يحاوطون البئر وسط سلسلة بشرية من رجال الإنقاذ والأهالي، الذين ظلوا يرددون الأدعية لنجاة الصغير ريان وسط آمال ودموع  انهمرت من الجميع وهم يرجون الله بأن يظل ريان على قيد الحياة ويخرج بسلام وأمان.

المشهد الأخير الذي سيظل عالقا في عقل "عبده ملك" ومن رافقوه في إنقاذ الطفل ريان، حين تمكن رجال الإنقاذ من إخراج ريان ونقله عبر عربة الإسعاف وسط أصوات التهليلات والتكبيرات فرحا بنجاته، في ظل حبس الجميع لأنفاسه في لحظات حرجة ظلوا في انتظارها لمدة وصلت لخمسة أيام، لينقلب الفرح إلى أحزان ونحيب ودموع حين أعلن وفاة ريان قبل أن يصل إلى الطائرة المجهزة لنقله، لتنتهي قصة ريان بمشهد ألم العالم أجمع، وذلك على حد تعبير " عبده ملك".

بكلمات تتلعثم بالبكاء والكمد يروي "عبده ملك"  نظرة والدة ووالد ريان الأخيرة على طفلهما، وهما يصرخان في حسرة على رحيله وسط دموع الجميع الذين ظلوا في ذهول وحالة من عدم التصديق، فور سماعهم خبر وفاة ريان، ليسدل الستار على قصة ريان  الطفل الذي منح درسا ملهما في الصبر وفي معاني الإنسانية.

عبده مالك التاجر المغربي الشاهد على حادث ريان