الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الطاقة والنقل الإسكان.. 5 مشروعات عملاقة لمواجهة التغيرات المناخية في مصر

المدن الخضراء
المدن الخضراء

شارك الرئيس عبد الفتاح السيسي، الجمعة في قمة "محيط واحد"، التي استضافت فعالياتها مدينة بريست الفرنسية، وعقدت في إطار سلسلة قمم تُعني بالموضوعات البيئية ينظمها الجانب الفرنسي بمبادرة من الرئيس إيمانويل ماكرون منذ العام 2017.

وركزت القمة هذا العام على الموضوعات ذات الصلة بالبحار والمحيطات، بما في ذلك الحفاظ على النظم الحيوية بها ومكافحة التلوث البحري بشتى أنواعه وعلاقة البحار والمحيطات بجهود مواجهة تغير المناخ، فضلاً عن دعم مفهوم "الاقتصاد الأزرق المستدام" وحشد التمويل له

وسعت قمّة "محيط واحد" إلى وضع المحيطات في قلب الأولويات بمشاركة علماء ومنظمات غير حكومية وسياسيين ورواد أعمال أملاً بتسريع ملفات دولية عدة أساسية لمستقبل البحار والمحيطات.

السيسي لدى وصوله فرنسا للمشاركة بالقمة

كلمة قوية لمصر في قمة بريست 

وألقى الرئيس السيسي كلمة خلال مشاركته في القمة قال فيها: "السادة أصحاب الفخامة رؤساء الدول والحكومات، أود أن أتقدم بالشكر، لفخامة الرئيس إيمانويل ماكرون، على دعوته لهذه القمة في هذا التوقيت المهم، على صعيد عمل المناخ الدولي وجهود حماية الطبيعة انعكاسًا للأهمية التي باتت تحظى بها هذه الموضوعات، والجهود الحثيثة التي تبذلها دولنا في هذا الإطار".

وأكد الرئيس السيسي، أن البحار والمحيطات، تمثل نحو 70% من مساحة كوكبنا، وتربط بين شعوبنا وثقافاتنا، وتساهم في حركة التجارة والملاحة الدولية فضًلا عن كونها مصدرًا مهمًا للغذاء والموارد الطبيعية ومحفزًا للنشاط الاقتصادي، ولازدهار مجتمعات ودول بأسرها.

وتابع الرئيس: "نحن نعى ذلك في مصر جيدًا؛ فلقد ساهم موقعنا على البحرين الأحمر والمتوسط، في نشأة حضارتنا الممتدة، وبناء تطورنا منذ فجر التاريخ فضًلا عن امتلاك مصر لقناة السويس، التي ساهمت ولا تزال، في دفع حركة التجارة الدولية، بوصفها أحد أهم الممرات الملاحية في العالم".

وأكد السيسي: "لقد حرصت مصر منذ وقت مبكر، على وضع الأطر القانونية المنظمة للأنشطة الاقتصادية، ذات الصلة بالبحار والمحيطات، لتضمن استدامة الموارد البحرية والحفاظ عليها ولتحول دون تعرض البحار للتلوث بشتى أنواعه، بما في ذلك التلوث بالنفايات البلاستيكية، الذي يمثل تحديًا حقيقيًا، خاصة أمام الدول النامية التي تسعى للحصول على الدعم والتكنولوجيا، اللازمين لتنفيذ استراتيجيات الحد من استخدام البلاستيك المضر بالبيئة".

زيادة إنتاج الهيدروجين الأخضر

وشدد: "تتخذ مصر كذلك خطوات حثيثة، للتحول إلى مركز للطاقة المتجددة، بما في ذلك التوسع في إنتاج الهيدروجين الأخضر، بما يمثله من فرصة حقيقية، لخفض حجم انبعاثات قطاع النقل البحري، وسنعمل خلال الفترة القادمة، على طرح أفكار ومبادرات للتشاور حولها مع شركاء التنمية، بهدف حشد المزيد من الدعم للجهود المصرية في هذا المجال المهم".

ولفت: "أما على الصعيد الدولي، فقد عملت مصر خلال رئاستها، لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة للتنوع البيولوجي، على إطلاق مسار تفاوضي، للتوصل إلى أهداف جديدة لحماية الطبيعة، وفى مقدمتها حماية البحار والمحيطات كما تشارك مصر باهتمام في المشاورات الجارية، تحت اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار، للتوصل إلى أداة قانونية جديدة، لحماية التنوع البيولوجي في المناطق البحرية، خارج نطاق الولاية الوطنية".

وأشار الرئيس السيسي: "يظل تغير المناخ التحدي الأصعب الذي يواجهنا، بما له من آثار سلبية تطول شتى مناحي الحياة وليست البحار والمحيطات بمعزل عن تلك الآثار، حيث امتصت المحيطات ما يزيد على 90%، من الحرارة الناجمة عن ظاهرة الاحتباس الحراري، بوتيرة متسارعة منذ سبعينيات القرن الماضي، ما ساهم في ارتفاع مستوى حمضيتها، وانخفاض نسبة الأكسجين بها، وتدهور الحياة البحرية فضًلا عن التهديد المستمر، الذى يمثله ارتفاع مستوى سطح البحار والمحيطات، على المناطق الساحلية في العديد من دول العالم".

السيسي وماكرون بقمة محيط واحد

تبعات تغير المناخ على المحيطات

وأشار السيسي: "على الرغم من ذلك، لا تزال الجهود الدولية للتغلب على الآثار السلبية، لتغير المناخ على البحار والمحيطات، لا ترقى إلى المستوى المأمول ومن ثم فإن مصر، بصفتها الرئيس القادم، لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ، تدعو إلى تكثيف الجهود الدولية، الرامية إلى حماية بحارنا ومحيطاتنا من تلك الآثار، والحفاظ علــى اسـتدامتها وتنـوع الحياة البحريـة بها وسنعمل من جانبنا، على أن تشهد الدورة القادمة للمؤتمر، حوارا بناء حول هذه المسألة، يستند إلى أفضل الممارسات والعلوم المتاحة وأن تسفر الدورة عن نتائج ومبادرات طموحة، تبني على نتائج مؤتمر الأمم المتحدة الثالث للمحيطات، الذى تستضيفه البرتغال منتصف العام الجاري، لتساهم في تعزيز جهود دولنا، في تخفيف تبعات تغير المناخ على البحار والمحيطات، وفى حشد التمويل الذي تحتاجه الدول النامية، والإفريقية منها على وجه الخصوص، للقيام بهذا الجهد".

ولفت الرئيس: "وتأكيدًا على مساهمتنا، في الجهد الدولي لحماية البحار والمحيطات يسرني أن أعلن عن انضمام مصر، إلى الإعلان المقرر صدوره عن قمتنا هذه، تحت عنوان، "حماية المحيط: وقت العمل" وكذلك إلى مبادرتي "التحالف العالمي للمحيطات"، و"التحالف عالي الطموح من أجل الطبيعة والبشر" ونتطلع إلى العمل في إطار تلك المبادرات المهمة مع كافة الأطراف، لضمان تحقيقهما للنتائج المرجوة".

واختتم الرئيس السيسي: "أثق أن قمتنا اليوم، ستخرج بنتائج إيجابية، تعكس التزام دولنا، بتحقيق أهداف "اتفاق باريس للمناخ"، وحماية البحار والمحيطات وأتطلع في هذا الصدد، إلى استقبالكم في "شرم الشيخ"، خلال القمة القادمة لتغير المناخ لنواصل معًا حديثنًا هذا، لصالح حماية الحياة على كوكبنا، لنا وللأجيال القادمة".

تفاصيل مشاركة مصر في القمة

من جانبه كشف السفير بسام راضي، المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، تفاصيل وأهمية، حضور الرئيس السيسي لقمة "محيط واحد" بفرنسا.

وقال بسام راضي خلال تصريحات إعلامية، إن اللقاءات الثنائية التي أجراها الرئيس السيسي على هامش قمة "محيط واحد" كانت مثمرة وشملت مباحثات مع كل من رؤساء وزراء تونس والنرويج بالإضافة إلى المباحثات مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

ولفت المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، أن الدولة المصرية تولي اهتمامًا كبيرا بالمبادرات الساعية لمواجهة ظاهرة تغير المناخ وخفض الانبعاثات.

وأشار إلى أن قمة التنوع البيولوجي والمناخ التي تستضيفها مصر بمدينة شرم الشيخ التي ستنعقد خلال نوفمبر المقبل؛ ستكون أكبر تجمع للقادة والزعماء والمتابعين من المؤسسات والشركات ذات الصلة بقضايا المناخ.

المشاركون بقمة بريست 

يستعرض "صدى البلد"، أبرز المشروعات التي قدمتها مصر لتقليل تأثير التغيرات المناخية وانبعاثات الكربون.

وتنفذ مصر مشروعات عملاقات لتخفيف حدة التغيرات المناخية، وتتحرك في مسارات رئيسية وهي كالتالي:

  • تقليل الانبعاثات الناتجة عن استهلاك الطاقة التقليدية من البترول والوقود الأحفوري.
  • الاتجاه بقوة لاستخدام الغازا الطبيعي والطاقة الجديدة والمتجددة.

مشروعات طاقة الرياح والشمس

وتمتلك مصر أكبر قدرات كهربائية من طاقتي الرياح والشمس في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وهي محطة بنبان للطاقة الشمسية وجبل الزيت للرياح، ووضعت الدولة خطة لمضاعفة هذه القدرات لـ 300% خلال الفترة المقبلة، وتتضمن الخطة الوصول بالطاقة المتجددة إلى 42 % من إجمالي الطاقة المنتجة في مصر قبل حلول عام 2035.

محطة بنبان للطاقة

محطة بنبان للطاقة الشمسية

  • تقع  على بعد حوالي 35 كليو شمال غرب أسوان في قرية بنبان التابعة لمركز (دراو).
  • صمم لإنتاج 2000 ميجاوات إضافية من الكهرباء للشبكة القومية الموحدة.
  • يضم الموقع 32 محطة شمسية لتوليد الكهرباء تحت الإنشاء.
  • تبلغ قدرة كل محطة 50 ميجا وات.
  • المشروع يضم 4 محطات محولات هي بنبان (4،3،2،1) لتفريغ الطاقة المنتجة من المحطات الشمسية.
  • تصل المسافة بين كل محطة من المحطات الأربع إلى حوالى كيلو ونصف الكيلو.
  • لكل شركة أو مستثمر قطعة أرض أو قطعتان تقام عليها الخلايا الضوئية وجميعها موصلة بالمحطات التي تقوم بدورها بتوصيل الكهرباء المنتجة بالشبكة الموحدة.
  • إنتاج المشروع من الكهرباء يعادل 90% من الطاقة المنتجة ‏من السد العالى.

طاقة الرياح بجبل الزيت

محطة جبل الزيت للرياح تنتج بقدرة 580 ميجاوات، وهي واحدة من أكبر محطات الرياح في العالم من حيث المساحة والقدرة وعدد التوربينات، وتقع على مساحة 100 كم مربع، جنوب مدينة رأس غارب، وتضم 300 توربينة رياح بقدرات مختلفة، بتكلفة فاقت 12 مليار جنيه.

طاقة الرياح جبل الزيت

مؤشرات السياسة المناخية

كل هذه الجهود، جعلت مصر تتقدم 20 مركزا في مؤشر السياسة المناخية طبقا لمؤشر أداء تغير المناخ 2022، وغير مشروعات توليد الكهرباء من الطاقة المتجددة، تنفذ مصر أيضا مشروعات كبرى في مجال ترشيد المياه وتطوير البحيرات المائية ومشروعات حماية الشواطئ من أجل التعامل مع المناطق المهددة بسبب تغير المناخ في شمال الدلتا.

النقل الجماعي والمدن الخضراء

وتنفذ مصر أيضا منظومة جديدة متكاملة للنقل الجماعى تتوافق مع المعايير البيئية، وتتضمن القطار الكهربائي والمونوريل والقطار فائق السرعة بشبكة يصل طولها إلى أكثر من 2200 كيلو متر، لكى تتواكب مع التغيرات المناخية وتقلل الانبعاثات الضارة، فضلا عن مشروع كبير لاعتماد وقود السيارات على الغاز الطبيعي والكهرباء، وآخر لتوصيل الغاز الطبيعى للمنازل.

المونوريل 

كما تنفذ "جيلا جديدا من المدن الخضراء" التي تعد مدنا ذكية تعتمد على فكر المدن المستدامة، بحسب مدبولي الذي أكد أن جميع المبانى الحكومية سواء فى العاصمة الإدارية الجديدة أو داخل المدن القائمة بدأ الاعتماد على الطاقة الشمسية بها.

مشروعات المدن الخضراء

وبلغت الاستثمارات في المشروعات الخضراء خلال العام المالى الحالي إلى 30% من الاستثمارات العامة، ومن المستهدف خلال العامين القادمين أن تصل إلى 50%.

مصر قامت بتنفيذ العديد من المشروعات الكبرى للتكيف مع الآثار السلبية للتغيرات المناخية، كالتالي:

  • إنشاء 1500 منشأ للحماية من أخطار السيول.
  • تنفيذ أعمال حماية للشواطئ بأطوال تصل إلى 120 كيلو مترا.
  • العمل في حماية أطوال أخرى تصل إلى 110 كيلو مترات.
  • التوسع في إعادة استخدام المياه من خلال إنشاء محطات معالجة ثلاثية للمياه بطاقة تصل إلى 15 مليون متر مكعب يوميا.

-