الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

التفاصيل الكاملة لمأساة الطفل فواز القطيفان|عودة بعد اختطاف وضرب وفدية استمرت شهورا

عودة الطفل فواز لاهلة
عودة الطفل فواز لاهلة سليم معافي من كل شر

بعد معاناة استمرت أكثر من شهرين، انتهت مأساة الطفل السوري المختطف فواز القطيفان، أمس السبت، بإعلان وزارة الداخلية السورية تحريره.

وأفادت وسائل إعلام محلية بتحرير الطفل السوري المختطف فواز قطيفان بعد دفع فدية لقاء حريته.

فواز ووالده

وقال محمد قطيفان، والد الطفل المختطف فواز قطيفان، لمصادر إعلامية إن "الخاطفون وضعوا الطفل فواز ضمن صيدلية في مدينة نوى بعد أن تم دفع الفدية، وتم أستلامه وهو بصحة جيدة".

اختطاف الطفل فواز القطيفان

من جانبه، قال الفنان السوري عبد الحكيم القطيفان، عم الطفل، عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "وأخيرا بعد انتظار مرير وقاس وطويل وخطر عاد الملاك البريء لحضن أهله الدافئ، ألف الحمد لله على سلامتك يا فواز، وألف مبروك لأهله وعائلته، وعميق الشكر والامتنان والمحبة لكل الذين شاركونا قساوة وقلق وقهر اللحظات والساعات والأيام والشهور التي غاب فيها فواز عن أهله على أيدي قتلة مجرمين سفلة".

عودة الطفل فواز 

قصة الطفل المختطف فواز بدأت يوم 2 نوفمبر، الماضي، عندما كان متوجها في الصباح الباكر لمدرسته، قبل أن يتفاجأ بأربعة أشخاص بينهم امرأة يستقلون الدراجات النارية، قاموا باختطافه بقصد طلب فدية من عائلته.

واختطف مجهولون فواز القطيفان من قرية إبطع في ريف محافظة درعا السورية، ونشر خاطفوه مقاطع فيديو لتعذيبه مطالبين بفدية قدرها 500 مليون ليرة، ما يعادل نحو 143 ألف دولار أمريكي.

وقامت عائلة الطفل فواز ببيع كل ما تملك، لكنها لم تستطع تأمين الفدية المطلوبة، فقام الخاطفون بتعرية الطفل وضربه بشكل وحشي وأرسلوا الفيديو للعائلة من أجل الضغط عليها، كما هددوا ببتر أصابع الطفل، في حال عدم تسليم الفدية المطلوبة خلال المهلة التي حددوها.

وعقب ذلك، بدأت أسرة فواز القطيفان في نشر قصته على نطاق واسع، وطلب المساعدة لتأمين الفدية، حيث تصدرت عبارة فواز "مشان الله لا تضربوني" مواقع التواصل الاجتماعي في سوريا والعالم العربي، ودشن رواد مواقع التواصل الاجتماعي هاشتاج # "أنقذوا الطفل فواز القطيفان"، بل أعلن بعضهم عن حملة تبرعات لإنقاذ الطفل.

الطفل السوري فواز

ورغم أن الطفل فواز القطيفان مختطف منذ أكثر من 90 يوما، إلا أن فيديوهات تعذيبه جعلت قصته تتصدر محركات البحث ومواقع التواصل الاجتماعي من جديد، خاصة أنها جاءت بالتزامن مع مأساة وفاة الطفل المغربي ريان داخل بئر سقط فيها لمدة 5 أيام وأودت بحياته.

وقد انتهت الأربعاء الماضي، المهلة التي حددتها العصابة لتسلم مبلغ الفدية، لكن أسرة فواز لم تتلق أي اتصال لتحديد مكان وموعد استلام الفدية وتحرير الطفل، رغم إعلان العائلة عن جمع الفدية المطلوبة بالكامل قبل انتهاء المهلة.

وأكد محمد قطيفان، والد فواز لوسائل إعلام محلية، أن الخاطفين لم يتواصلوا معه رغم تجهيزهم الفدية المطلوبة لإنقاذ فواز، ورغم محاولته التواصل مع العصابة لكن دون رد منهم.

تهديد مستمر وتفاعل المشاهير

وقد سبق وأجرت أجهزة الأمن في سوريا تحريات واسعة حول أي معلومات تقود إلى أفراد العصابة، واعتقلت قوات الأمن في قرى درعا عددا كبيرا من أصحاب السوابق والمشتبه فيهم في محاولة للوصول إلى أي خيط يقود إلى العصابة، حيث لا تزال هوية المختطفين مجهولة، رغم تقارير عن التواصل إلى معلومات مبشرة لكن جرى التعتيم عليها لضمان نجاح العملية حتى تم إنقاذ الطفل فواز اليوم.

وكان يسود قلق شديد على مصير الطفل فواز، القاطن في منطقة إبطع بريف محافظة درعا جنوبي سوريا، حيث رأى معلقون بمواقع التواصل الاجتماعي السورية والعربية، أن هذا الصمت من قبل الخاطفين قد يكون نذير شؤم وعلامة لا تبشر بالخير.

الطفل فواز 

وأرجعت مصادر انقطاع الاتصال إلى خوف العصابة من أن تكون الاتصالات مع عائلة الطفل مراقبة بعد تدخل الأجهزة الأمنية عقب تحول اختطاف الطفل لقضية رأي عام.

وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان، في وقت سابق، إلى وصول قوات عسكرية تابعة لـلفيلق الخامس إلى بلدة إبطع بريف درعا الأوسط وتطويقها بشكل كامل للوقوف على خلفية قضية الطفل المختطف، بعد ورود معلومات بأن الطفل متواجد لدى العصابة في البلدة.

وقد سبق وقال مصعب القطيفان، عم الطفل فواز، إن الخاطفين هددوهم ببتر أصابع الطفل في حال عدم إرسال المال المطلوب. 

وتداول رواد "السوشيال ميديا" صورا للطفل المختطف فواز قطيفان، كما تم تداول الفيديو الذي يظهر فيه الطفل شبه عار وهو يتعرض للجلد، ولا يملك سوى استجداء خاطفيه بعبارة "مشان الله لا تضربوني".

وتفاعل فنانون مع قضية الطفل فواز القطيفان، مطالبين ببذل كل الجهود لإطلاق سراحه، ونشرت المغنية اللبنانية نانسي عجرم على ستوري صفحتها في موقع "إنستجرام"، صورة لفواز القطيفان للتعبير عن حزنها للوضع والتعنيف الذي يعيشه الطفل.

تحرير الطفل فواز 

ونشرت الفنانة اللبنانية سيرين عبد النور تغريدة على موقع "تويتر" كتبت فيها: "شفتو إنو الشياطين عايشين بيناتنا، شفتو إنو الحرب قائمة بين البراءة والنجاسة، الله يسامحكن ويهديكن الرحمة لقلوبكن الظالمة يا بلا ضمير، ولك طفل عم تستقوي عليه يا ويلكن من الله يا شياطين".

وبالفعل انتهت مأساة الطفل السوري المختطف فواز القطيفان بإعلان وزارة الداخلية السورية تحريره بعد شهور من اختطافه، وكان الجميع في حالة رعب شديد وتوتر خوفا عليه، ولكن بفضل الله تم إنقاذه وإعادته لأهله سليما معافى من كل شر.

عودة الطفل فواز 

الأمم المتحدة وحماية الأطفال

لا تعد قضية الطفل السوري فواز قطيفان هي الأولى من نوعها أو حالة فردية، بل يعاني الكثير من الأطفال في العديد من دول العالم من عدم الأمان والكثير من المخاطر مثل المجاعات والأوبئة واستخدامهم من قبل الجماعات المسلحة وغيرها من المشاكل التي تواجههم.

ولم تقف منظمة الأمم المتحدة مكتوفة الأيدي وهي تنظر إلى حال الأطفال يزيد سوء في مناطق النزاعات والمجاعات، بل تقوم بدورها في حماية هؤلاء الأطفال برعايتهم وإرسال الطعام والشراب لهم، وحث الحكومات علي رعاية أبنائهم ووقف العنف ضدهم.

لذلك جعلت الأمم المتحدة، وبالأخص اليونيسيف التابعة لها، قانونا خاصة بمعاملة الأطفال وحمايتهم، ونص القانون على حماية الأطفال وحقوقهم في العيش والتعليم والحياة والصحة وعدم استغلالهم في أعمال العنف والكراهية والنزاع المسلح.

ففي أعقاب الحرب العالمية الثانية، كانت محنة الأطفال في أوروبا وخيمة، وأنشأت الأمم المتحدة وكالة جديدة وكثفت عملها في توفير الغذاء والملبس والرعاية الصحية لهؤلاء الأطفال.

وفي عام 1953، أصبحت اليونيسف جزءا دائما من الأمم المتحدة، وبدأت حملة عالمية ناجحة ضد الداء العليقي، وهو مرض تشوهات يؤثر على الملايين من الأطفال، و يمكن معالجته بالبنسلين.

وفي عام 1959، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة إعلان حقوق الطفل، الذي يحدد حقوق الطفل في الحماية والتعليم والرعاية الصحية والمأوى والتغذية الجيدة.

وبعد أكثر من عقد من التركيز على قضايا صحة الطفل، وسعت اليونيسف مصالحها لتشمل تلبية احتياجات الطفل ككل. 

وهكذا بدأت بالاهتمام بالتعليم، بدءا من تقديم الدعم لتدريب المعلمين وتوفير أدوات الفصول الدراسية في البلدان المستقلة حديثا.

وفي عام 1965، منحت المنظمة جائزة نوبل للسلام لتعزيزها الأخوة بين الدول، وتعمل اليونيسف اليوم في 190 بلدا وإقليما، وتركز جهدا خاصا على الوصول إلى الأطفال الأكثر ضعفا واستبعادا لمصلحة جميع الأطفال في كل مكان .

حقوق الطفل ووضعهم العالمي

وتسترشد اليونيسف في عملها باتفاقية حقوق الطفل (1989)، وأصبحت أسرع اتفاقية لحقوق الإنسان اعتماداً وأكثرها اتساعاً في التاريخ. وغيرت الاتفاقية الطريقة التي ينظر فيها إلى الأطفال ومعاملتهم – أي كبشر يتمتعون بمجموعة متميزة من الحقوق بدلا من النظر اليهم من خلال الرعاية والمحبة فقط. ويظهر القبول غير المسبوق للاتفاقية بوضوح التزام عالمي واسع من أجل النهوض بحقوق الطفل.

لقد تم إنجاز الكثير منذ اعتماد الاتفاقية، من انخفاض وفيات الرضع إلى ارتفاع معدلات الالتحاق بالمدارس، ولكن لا يزال هناك الكثير الذي يتعين القيام به.

ونص ميثاق اليونيسيف على أنه لكل طفل الحق في الصحة والتعليم والحماية، وكل مجتمع لديه مصلحة في توسيع فرص الأطفال في الحياة، ولكن ففي جميع أنحاء العالم لا يزال الملايين من الأطفال يحرمون من فرصة عادلة بسبب البلد أو الجنس أو الظروف التي يولدون فيها.

ويؤثر الفقر على الأطفال بشكل غير متكافئ. في جميع أنحاء العالم، يعيش طفل من بين كل ستة أطفال في فقر مدقع بأقل من 1.90 دولار أمريكي في اليوم. تكافح أسرهم من أجل تغطية تكاليف الرعاية الصحية الأساسية والتغذية اللازمة لتوفر لهم بداية قوية. ترك هذا الحرمان بصمات دائمة؛ في عام 2019، كان 149 مليون طفل دون سن الخامسة يعانون من التقزم.

وعلى الرغم من التقدم الكبير في معدلات الالتحاق بالمدارس في أجزاء كثيرة من العالم، فإن أكثر من 175 مليون طفل غير مسجلين في التعليم قبل الابتدائي، ويفقدون فرصة استثمارية مهمة ويعانون من عدم المساواة بشكل متأصل منذ البداية. 6 من كل 10 يتركون المدرسة الابتدائية دون تحقيق الحد الأدنى من مستويات الكفاءة في لقراءة والكتابة أو القيام بعملية حسابية أساسية، ويتفاقم هذا التحدي من خلال الطبيعة المطولة بشكل متزايد من الصراع المسلح.

كما أن العالم اتحد منذ أكثر من عشرين عاما في حشد الدعم ضد استخدام الأطفال في النزاعات المسلحة، ومنذ ذلك الحين تم إطلاق سراح الآلاف من الأطفال نتيجة لخطط العمل التي قررها مجلس الأمن للأمم المتحدة وغيرها من الإجراءات التي تهدف إلى إنهاء ومنع تجنيد واستخدام الأطفال من قبل القوات والجماعات المسلحة، ومع ذلك لا تزال هناك تحديات خطيرة تواجه حماية الأطفال المتضررين من النزاع المسلح.

وفي عام 2019، كان 1.6 مليار طفل (69٪) يعيشون في بلد متضرر من النزاع، وكان ما يقرب من 426 مليون طفل (أكثر من واحد من كل ستة) يعيشون في منطقة نزاع. هناك الملايين من الأطفال، والكثير منهم غير مصحوبين بذويهم أو منفصلين أسرهم ينزحون بسبب النزاع المسلح، هؤلاء الأطفال هم عرضة لمخاطر عالية من الانتهاكات الخطيرة داخل وحول مخيمات ومناطق أخرى من ملجأ. 

لذلك مطلوب على وجه السرعة القيام بإجراءات للتخفيف من محنة الأطفال المشردين بسبب النزاع المسلح، ويشجع الأمين العام الدول الأعضاء على احترام حقوق الأطفال المشردين واللاجئين وتقديم لهم خدمات الدعم اللازمة.

اليونيسيف والعنف ضد الأطفال

كما اعترفت اليونيسيف أيضا بحق الطفل في العيش بدون عنف، ونصت على أن حق الأطفال في الحماية من العنف منصوص عليه في اتفاقية حقوق الطفل، ومع ذلك فإن بليون طفل يتعرضون إلى نوع من العنف العاطفي أو البدني أو الجنسي كل عام؛ ويموت طفل واحد من العنف كل سبع دقائق.

ولا يعرف العنف ضد الأطفال حدودا للثقافة أو للطبقة أو للتعليم. فقد يحدث ضد الأطفال في المؤسسات، في المدارس، وفي المنزل. إن العنف بين الأقران هو أيضا مصدر قلق، وكذلك هو تزايد التنمر عبر شبكة الإنترنت، حيث يعيش الأطفال المعرضون للعنف في عزلة ووحدة وخوف، ولا يعرفون أين يتوجهون للمساعدة، خاصة عندما يكون الجاني قريبًا. قد يزيد جنس الأطفال أو إعاقتهم أو فقرهم أو جنسيتهم أو أصلهم الديني من خطر العنف، حيث يكون الأصغر سنا معرضين بشكل خاص لأنهم أقل قدرة على التحدث وطلب الدعم.

وفي عام 2006، قدمت دراسة للأمم المتحدة مجموعة من التوصيات بشأن كيفية إنهاء العنف ضد الأطفال؛ وعيّن الأمين العام ممثلاً خاصاً لضمان المتابعة الفعالة ورصد التنفيذ.

الطفل فواز 

وقد كان هناك بعض التقدم الحقيقي: يوجد الآن العديد من الولايات التي لديها الآن تشريعات لحظر العنف الجسدي والعقلي والجنسي ودعم الضحايا؛ إضافة إلى حملات توعية بالآثار السلبية للعنف؛ والتسلط، والعنف الجنسي والممارسات المؤذية ضد الأطفال يتم التعامل معها. لدينا أيضا المزيد من البيانات حول حجم وطبيعة العنف ضد الأطفال.

إن كل هذه التطورات تعتبر خطوات هامة ولكن هناك الكثير الذي يتعين القيام به، وقد أظهر إدراج هدف محدد (16.2) في خطة عام 2030 التزام العالم بإنهاء جميع أشكال العنف ضد الأطفال، ويجب أن نعمل على وجه السرعة لضمان أن تصبح الرؤية النبيلة حقيقة لكل طفل.