الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

رافعة لإنقاذ العالقين.. هدية الطفلين نور وعمر مكي لروح ريان المغربي

هدية الطفلين نور
هدية الطفلين نور وعمر مكي لروح ريان المغربي

بدافع الحزن على الوفاة المأساوية للطفل ريان المغربي الذي لقي مصرعه داخل بئر بضواحي مدينة شفشاون شمال المغرب بعد بقائه بها لمدة 5 أيام متواصلة وسط محاولات جلية لإنقاذه ورغبة في إنقاذ أي شخص عالق في بئر أو غارق في مياه، صنع الطفلان المعجزة نور وعمر مكي رافعة من أجسام الألعاب الإلكترونية وورق الكرتون المقوى. 

وعن تفاصيل صنعهما للرافعة قالت الطفلة نور مكي، صاحبة الـ 6 سنوات، والطالبة بالصف الأول الابتدائي بالأزهر الشريف: «أنا وأخويا عمر صاحب الـ 8 سنوات عايشنا مشاعر حب من كل الدول العربية، وخوفهم على ريان، واهتمامهم بإنقاذه وقتها حسينا كمان بالمسؤولية وإنه لازم نعمل علشان ريان أي شيء حتى لو كان بسيط، واتفقنا نعمل الرافعة دي حتى لو كانت بسيطة». 

«ريان 1» هو الاسم الذي اختاره الطفلان المعجزة عمر ونور مكي من محافظة الشرقية للرافعة الإلكترونية مشيرين إلى أنهما صنعاها من الكرتون، ومواتير الألعاب، ويوجد بها جزء للتحكم في غرفة المتابعة، وموتور التنزيل والسحب، وزجاجة تمثل البئر، لافتين إلى أن هذا أول إصدار منه وسيعملان على تصنيع آخر بأحجام مختلفة كما تمنيا تبني رافعتهم وتصنيعها بشكل حقيقي. 

الجدير بالذكر أن الطفل عمر مكي يعد أصغر حافظ للقرآن الكريم، وأصغر عضو بنقابة قراء القرآن، كما حصل على درع من القوات المسلحة، ومحافظة الشرقية، ودرع المنجزين العرب، وغيرها من الجوائز كما أنه يقوم بإلقاء الخطبة في عدد كبير من المساجد ومنها جامعة الأزهر، كما أن لديه موهبة فن الإلقاء.

وكشف أحد أفراد الأسرة، فى تصريحات لوسائل الإعلام، أن الطفل ريان المغربي لم يكن محط استحسان وحب من أهل القرية فقط، بل كانت له علاقة طيبة مع العديد من الحيوانات في المنطقة، ومنهم الكلب الذي ظل مرابطاً بين الناس أثناء تشييع جنازته وبعدما غادروا ظل هو يحرس قبره وعيناه مليئتان بالدموع وتبدو على وجهه الملامح الحزينة المنكسرة.

وأضاف أحد أفراد الأسرة أن الطفل ريان لم يكن يتعامل مع الكلب الأسود الذي لم يفارقه حتى بعد موته لكنه - رحمه الله- كان يربي عنزة هي الأخرى، وكانت تتبعه في أي مكان مشى إليه، ما يميز ريان عن باقي أطفال القرية.

وأثارت واقعة سقوط ريان في البئر تعاطفا عربيا ودوليا، حيث شهدت أحداث التنقيب والحفر لإخراجه من البئر بإزالة أكثر من 750 ألف طن من الأتربة، متابعة دولية عبر وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة والقنوات التلفزيونية عبر العالم.