الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خطيب المسجد الحرام: الإسلام جاء ليقضي على سنن الجاهلية وكل دعوى باطلة لها

خطيب المسجد الحرام
خطيب المسجد الحرام

قال الشيخ الدكتور فيصل غزاوي، إمام وخطيب المسجد الحرام، إن الإسلام ليقضيَ على كل سنن الجاهلية، وكلِّ دعوى باطلة لها. 

الشرع ذمها أشد الذم

وأوضح «غزاوي» خلال خطبة الجمعة اليوم من المسجد الحرام بمكة المكرمة، أن مِن هذه الدعاوى: العَصبيةُ القبليةُ التي بيّن الشرع تحريمَها وذمها أشد الذم، مستشهدًا بما قال تعالى: «إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّة».

وأضاف أنه تعالى جعل التقوى هي ميزانُ التفاضل فقال سبحانه « يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ »، منوهًا بأنه لما كان الصحابة رضي الله عنهم في غزاة كَسَعَ رجلٌ مِنَ المُهَاجِرِينَ رَجُلًا مِنَ الأنْصَارِ.

التقوى ميزانُ التفاضل

وتابع:  فَقالَ الأنْصَارِيُّ: يا لَلْأَنْصَارِ، وقالَ المُهَاجِرِيُّ: يا لَلْمُهَاجِرِينَ، فَسَمِعَ ذلك النبي صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فعابه مستهجنا له وقال: « مَا بَالُ دَعْوَى أَهْلِ الجَاهِلِيَّةِ؟ ثُمَّ قَال: مَا شَأْنُهُمْ، فَأُخْبِرَ بِكَسْعَةِ المُهَاجِرِيِّ الأَنْصَارِيَّ، فَقَالَ صلَّى الله عليه وسلَّم: دَعُوهَا، فَإِنَّهَا خَبِيثَةٌ».

وأشار إلى أنه  إذ يقبح بالمرء أن يترفع بحسبه ونسبه على أخيه المسلم وأن يحتقره ويزدريَه، لافتًا إلى أنه قد حث الشارع على صلة الرحم، وبين ما فيها مِن عظيم الأجر، ورغب في كل وسيلة مشروعة للإحسان إلى الأقربين.

ونبه إلى أنه لما أَعْتَقَت ميمونة زوجُ النبي ولِيدَةً لها، وأشْعَرَتِ النبيَّ بعد ذلك، نصح لها ودلها على ما هو أفضل لها وأقرب نفعًا ، مدللاً بما قال صلى الله عليه وسلم: «أَمَا إنَّكِ لو أَعْطَيْتِهَا أَخْوَالَكِ كانَ أَعْظَمَ لأجْرِكِ».

أحاط الأسرة بسياج حصين

وأردف: و يعني: كان أكثرَ ثَوابًا لكِ مِن إعتاقِها؛ لحاجتِهم إلى من يخدمهم. وفي هذا توجيه إلى مساعدة ذوي القربى وبرهم وإيصال ما أمكن إليهم من الخير، وأن يحرص المسلم على ما يعود عليه من الأعمال بأكثرِ نفع وأعظمِ أجر.

وأكد أن الدين الإسلامي دعا إلى حماية أعراض الناس وصيانتها، وحرم الاعتداء عليها بما يتوافق مع فطرة الغيرة على العرض، ومن أجل ذلك أحاط الأسرة بسياج حصين يمنع وقوع الرذائل ويكون وقاية من الافتتان كما حذر من الوسائل المؤدية إلى ذلك، وأعظمها الخلوة بالأجنبية قال صلى الله عليه وسلم: « لا يخلون رجل بامرأة إلا مع ذي محرم».