الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

11 يوما من المعاناة|مشاهد إنسانية ترصد أكبر عملية هجرة منذ حرب البلقان

اللاجئون الأوكران
اللاجئون الأوكران

لا تزال رحى الحرب بين روسيا وأوكرانيا تدور لليوم الحادي عشر على التوالي، حيث يكثف  الجيش الروسي هجماته من أجل السيطرة على المدن الرئيسية الكبرى في طريقه للوصول للعاصمة كييف.

صمود مدينة ماريوبول

ويواصل الأوكرانيون صمودهم ويدافعون بكل قوة عن مدنهم وأحيائهم السكنية، خاصة داخل مدينة ماريوبول التي تشهد قتالا عنيفا هي، حيث يسعى الروس جاهدين للسيطرة عليها نظرا لما تمثله من أهمية استراتيجية.

الهروب من الحرب 

ومنذ اندلاع الحرب حتى اليوم، كشفت عمليات القتال الدائرة بين الجيشين عن مجموعة من المآسي والقصص التي يتعرض لها المدنيون الفارون من ويلات الحرب والضربات التي تلاحقهم إينما حلوا.

وفي التقرير التالي يستعرض "صدى البلد"، بعض القصص الإنسانية المتعلقة بالفارين من الحرب وكذلك قصص صمود المدنيين في مواجهة الحرب:

وغادر أكثر من 1,2 مليون شخص من أوكرانيا منذ بدء الحرب، وفق آخر إحصاء للأمم المتحدة أول أمس.

ويرتفع العدد يوما بعد يوم، وتتوقع الأمم المتحدة أن يتكثف تدفق اللاجئين، فيما يبدو أن الجيش الروسي يركز جهوده على المدن الأوكرانية الكبرى.

اللاجئون يعبرون حدود رومانيا وبولندا 

بينما يبدو المشهد الإنساني أكثر تأزما، فمع تصاعد الأعمال العسكرية غادر آلاف المدنيين العاصمة الأوكرانية ومناطق القصف إلى مناطق قد تكون أكثر أمانا في الغرب الأوكراني أو إلى الدول المجاورة مثل بولندا ورومانيا، بينما وقف آخرون في طوابير طويلة داخل محطات المترو للاختباء من الضربات المباغتة.

الحرب الروسية الأوكرانية 

الوضع الإنسانى في أوكرانيا يبدو أكثر تأزما فمع تصاعد الأعمال العسكرية اضطر الآباء إلى توديع أبنائهم وزوجاتهم إلى تلك المناطق الآمنة، حيث فضلوا البقاء بخطوط المواجهة مع الجيش الروسى، تلبية نداء الرئيس الأوكرانى بحمل السلاح للزود عن وطنهم.

الاختباء في محطات المترو 

وفي الوقت الذي فر فيه عدد كبير من سكان العاصمة البالغ عدد سكانها أكثر من 3 ملايين نسمة بحثا عن الأمان النسبى حاملين حقائبهم أثناء البحث عن وسيلة لمغادرة المدينة إما بالحافلات أو السيارات أو حتى سيرا على الأقدام، وقف آخرون في طوابير طويلة داخل محطات المترو للاختباء من الضربات المباغتة.

وبدأت المحلات التجارية داخل أوكرانيا خالية من السلع بعد أن اندفع الأوكرانيون لتخزين السلع الغذائية، في الوقت الذى اصطفت السيارات في طوابير طويلة أمام محطات البنزين.

المحلات التجارية خالية من السلع

ولا تزال مساعي عدد من الدول لإجلاء رعاياها من الأراضى الأوكرانية مستمرة، محاولين تلبية نداءات الاستغاثة المتتالية لإنقاذهم من ويلات القصف الروسي.

وفي وقت لاحق، عقد مجلس الأمن جلسة لبحث تداعيات الأزمة على الوضع الإنساني في أوكرانيا، وتحدث فيها مفوض شؤون اللاجئين، فيليبو جراندي، الألم على أوروبا، وتعصف بها الحرب مرة أخرى" وبينما يتجمع ملايين المدنيين الأوكرانيين الأبرياء في الملاجئ، ويسارعون لركوب القطارات المزدحمة ويفكرون بخوف بشأن مستقبل أطفالهم.

الأوكرانيون يختبئون في ملاجئ

الوضع الإنساني والألم 

وأشار إلى أن اللاجئين في حاجة إلى الأمان والحماية، أولا وقبل كل شيء، لكنهم يحتاجون أيضا إلى المأوى والغذاء والنظافة وغيرها من أشكال الدعم، وهم في حاجة ماسة إليه.

وقال: "يؤسفني أن أقول إنه ما لم يكن هناك وقف فوري للنزاع، فإن الأوكرانيين سيستمرون في الفرار".

بعض الفارين من الحرب

ويخططون لمساعدة ما يصل إلى أربعة ملايين لاجئ في الأيام والأسابيع المقبلة، إن مثل هذه الزيادة السريعة ستكون عبئا ثقيلا على الدول المضيفة وستضغط بلا شك على أنظمة الاستقبال والموارد ذات الصلة.

الأوكرانيون على الحدود

قال مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين: “لقد عملت في أزمات اللاجئين لما يقرب من 40 عاما، ونادرا ما رأيت مثل هذه الهجرة الجماعية السريعة بشكل لا يصدق، وهي الأكبر بالتأكيد داخل أوروبا منذ حروب البلقان”.

الوضع الإنساني للحرب الروسية الأوكرانية 

وفي إحاطته الافتراضية أمام مجلس الأمن من جنيف، قال وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، مارتن غريفيثس، إن العالم كان يراقب الهجوم العسكري في أوكرانيا بشعور من عدم التصديق والرعب.

احتياجات اللاجئين تتزايد 

وأضاف أن الاحتياجات الإنسانية تتزايد بشكل كبير في المناطق الأشد تضررا، وقال: "أصيب وقتل أطفال ونساء ورجال مدنيون، تضررت المنازل وحتى تعرضت أحيانا للتدمير.

 مدنيون في أوكرانيا 

وقد أفاد مكتب المفوضة السامية لحقوق الإنسان بسقوط 406 على الأقل من الضحايا المدنيين، من بينهم حوالي 100 وفاة على الأقل.

وتابع: “يمكن أن يكون الرقم الحقيقي أعلى بكثير، حيث إنه لم يتم التحقق بعد من العديد من الضحايا المبلغ عنهم”.

وأشار إلى أن الهجمات الجوية والقتال في المناطق الحضرية كل ذلك يضر بالمرافق المدنية الحيوية ويعطل الخدمات الأساسية مثل الصحة والكهرباء والمياه والصرف الصحي، وهذا يترك المدنيين بدون أساسيات الحياة اليومية، كما تم تدمير الجسور والطرق، مما أدى إلى قطع وصول الناس إلى الإمدادات والخدمات الحيوية. 

تدمير المنازل والجسور والطرق 

وأكد أن كلما طالت مدة هذا الهجوم، زادت الخسائر البشرية التي يتكبدها المدنيون، سوف يتغيب الأطفال عن المدرسة، ويواجهون مخاطر أكبر من الأذى الجسدي والنزوح والاضطراب العاطفي الشديد.

الأطفال أكثر ضحايا الحروب

كما تتأثر النساء في كثير من الأحيان بشكل غير متناسب بالنزاع، وتكون النساء أكثر عرضة لخطر العنف القائم على النوع الاجتماعي، وقد تتعرض النساء والأطفال لأشكال أخرى من الاستغلال.

مع ذلك، تتواصل المساعي لتقديم المساعدة إلى المحتاجين كلما سمحت نافذة صغيرة من الأمن النسبي بتوزيع المساعدات الإنسانية.

أما الاحتياجات الإنسانية الأكثر إلحاحا فهي الخدمات الطبية الطارئة، والمساعدة الطبية الحرجة، والإمدادات والمعدات الصحية والمياه الصالحة للشرب والنظافة، وكذلك المأوى والحماية للنازحين.

حياة الملايين من الأوكرانيين المدنيين على المحك

في الحقيقة حياة الملايين من المدنيين على المحك نتيجة الصراعات، لذلك يمكن أن تكون حرب المدن وحشية وقاتلة وطويلة الأمد.