غلاء الأسعار، اصبح الشغل الشاغل، للكثير من المواطنين، في الآونة الأخيرة، بعد بداية الحرب الروسية الأوكرانية، حيث يعيش المصريون في حالة خوف من تأثير تلك الحرب على الاقتصاد، وتسبب ارتفاع في أسعار السلع.
ما يزيد الأمر سوء، وقلق، هو أن الأسعار بالفعل قد ارتفعت مؤخرًا بسبب الزيادة الأخيرة في أسعار المواد البترولية، الأمر الذي يؤرق المواطنون البسطاء من أن يترتب عليها رفع أسعار جميع السلع الأخرى وفي مقدمتها الدواء، الذي شهد زيادة في أسعاره تجاوزت الـ 50% خلال الشهور الأخيرة، وكذلك السلع الغذائية ووسائل النقل.
كان الرئيس عبد الفتاح السيسي قد وجه توجيهات مشدده للمسئولين لضبط الأسواق لتخفيف العبء عن كاهل المواطنين، لا سيما محدودي الدخل والبسطاء والغير مقتدرين ماديًا، فلماذا مازلنا نعاني من ارتفاع الأسعار؟
لماذا تعاني مصر من ارتفاع الأسعار؟
يتهافت القادرون ماديًا على تخزين السلع فور انتشار أي أخبار عن وجود أزمات فيها، ما يؤدي إلى قلتها في الأسواق وبالتالي ارتفاع الأسعار، الذي يدفع ثمنه الغير قادرين، وأشار الخبير الاقتصادي رشاد عبده، إلى أننا نعاني من الاستغلال، لأن استيراد السلع من الخارج بالأسعار الجديدة سيأخذ فترة من الزمن، فلماذا نعاني من ارتفاع الأسعار؟!، مطالبًا الحكومة بأن تفرض عقوبات رادعة على التجار الذين يتلاعبون بالأسعار.
هل تتجاوز مصر الأزمة؟
تنتج أزمة ارتفاع الأسعار، عن التكالب على السلع، وقلتها في الأسواق، ما يؤدي إلى ارتفاع ثمنها، ووفقًا لما أكده الخبير الاقتصادي، رشاد عبده، أن مصر قادرة على تجاوز الأزمة كما تجاوزت ازمة كورونا، فلديها مخزون كافي من السلع لفترات طويلة، وفي مقدمتها القمح.
تمتلك مصر ما يكفيها من القمح لمدة 5 أشهر، إلى جانب المخزون المحلي الذي يكفي لـ 4 أو 5 أشهر ، ما يعني أن مصر تمتلك ما يكفي من القمح لمدة 10 أشهر، وفي هذه المدة يمكن أن تنقضي الأزمة، وفقًا لما أشار إليه رئيس المنتدى المصري للدراسات الاقتصادية والاستراتيجية.

هل تنتهي أزمة ارتفاع أسعار اللحوم؟
في الفترة القليلة الماضية، ارتفعت أسعار الدواجن والبيض واللحوم الحمراء، مع زيادة تكلفة الإنتاج والطلب المتزايد عليها، أرجع التجار والمنتجون تلك الزيادات المتتالية في أسعار اللحوم والدواجن، إلى ارتفاع أسعار الأعلاف، نتيجة الارتفاع الكبير في مدخلات الإنتاج عالميًا حيث يتراوح سعر طن العلف بين 8100 و 8150 جنيهًا.
تستورد مصر 80% تقريبًا من الذرة والفول الصويا المستخدمة في علف الدواجن والحيوانات من أمريكا والبرازيل وأوكرانيا.
بدأت وزارة الزراعة البحث عن آليات تساهم في انخفاض الأسعار، حيث لا يمكن ان تتحكم في أسعار السلع سوى قوى العرض والطلب فقط، وبعد اجتماع السيد القصير وزير الزراعة مع رئيس البورصة المصرية محمد فرد، تم الإتفاق على ضم سلعتي الدواجن والبيض إلى البورصة السلعية، لذا فمن المتوقع ان تشهد أسعار الدواجن أستقرارًا خلال الفترة المقبلة.