الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بعد أريد حلا.. هل يغير فاتن أمل حربي بنود قانون الأحوال الشخصية؟

صدى البلد

أثار مسلسل فاتن أمل حربي، الذي تقوم ببطولته الفنانة نيللي كريم حالة من الجدل والنقاش غير العادي في الأسر المصرية، حيث يناقش حياة المرأة بعد الطلاق في مصر، ومدى الرغبة في إلقاء الضوء على بعض قوانين الأحوال الشخصية، كنوع من انصاف المرأة وسط دوامة الحياة.

ويطرح المسلسل، رحلة سيدة مع إجراءات الطلاق والقضايا المترتبة عليها في المحاكم، وهو ما خلق حلقات من النقاش عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بعد أن دشن رواد تلك المواقع جروبات نسائية للحديث حول قضايا المرأة، وتصدرت مشاهد نيللي كريم بالمسلسل تلك الجروبات.

دور الفن في تغيير الواقع

ساهمت عديد من الأعمال الفنية في تغيير واقع يعيشه الناس، سواء ذوق عام، أو سلوكيات، وحتى القوانين، والتاريخ الفني يحفل بمثل تلك الأعمال، حيث قدم المبدعين عشرات الأعمال الفنية التي ألقت الضوء على معاناة شرائح مختلفة من نسيج الوطن، بدأت منذ عام 1954 بفيلم جعلوني مجرما.

"جعلوني مجرما" ومعاناة المُفرج عنه

سطر فيلم "جعلوني مجرما"، عن قصة لنجيب محفوظ، وأخرجها للسينما عاطف سالم، وقدمه الفنان فريد شوقي سنة 1954، معاناة شخص بعد خروجه من السجن، ونجم عنه صدور قانون ينص على الإعفاء من السابقة الأولى، حتى يسمح للمخطئ ببدء حياته من جديد.

"كلمة شرف" وزيارة السجين لأهله في المرض

عاد فريد شوقي والمخرج حسام الدين مصطفى، إلى الموضوعات الشائكة، بفيلم "كلمة شرف"، عن معاناة السجين في التواصل مع أهله، ونجم عنه تغييرات في القوانين سمحت للسجين بأن يجري زيارة استثنائية خارج السجن في الأعياد والمناسبات، أو زيارة مريض من أقاربه حسب الحالة.

تعسف الزوج في “آسفة أرفض الطلاق”

في عام 1980 جاء فيلم "آسفة أرفض الطلاق" للمخرجة إنعام محمد علي، والفنانة ميرفت أمين، عن تطليق رجل لزوجته غيابيا، ونجم عنه تغيير قانوني يلزم بأن يكون التطليق بأمر القاضي.

"أريد حلا" ومعاناة المطلقات

وفي عام 1974، جسد فيلم "أريد حلا"، للراحلة فاتن حمامة، دور المرأة المطلقة التي تعاني من قضايا الطلاق في المحاكم في السبعينات، ونجم عنه تغيير في قانون الأحوال الشخصية فيما يخص "بيت الطاعة"، ثم ظهور قانون الخلع الذي اختصر إجراءات وسنوات قضايا الطلاق في المحاكم.

فيلم "الشقة من حق الزوجة" 

في عام 1985، قدمت الفنانة معالي زايد والساحر محمود عبد العزيز، تحت قيادة المخرج عمر عبد العزيز، صرخة مدوية، بمناقشة النزاع حول شقة الزوجية عقب الطلاق.
وتضمن الفيلم إشكالية هامة حول الوضع القانوني للشقة عقب انفصال الزوجين، خاصة أن القانون ينص على بقاء الزوجة في الشقة حتى انتهاء فترة الحضانة التي تصل إلى 15 سنة، حيث قام اتحاد نساء مصر بطلب توصيات اللجنة القانونية التي تم عقدها لإعداد تعديلات خاصة بقانون الأحوال الشخصية، لتحقيق مزيد من العدالة بين أفراد الأسرة، ونجح الفيلم في جعل أحد أهم البنود الممكن إضافتها لعقد الزواج، تحديد من سيكون له حق الانتفاع وحده بمنزل الزوجية في حالة الطلاق.

تفاوت عقوبات الخيانة في “عفوا أيها القانون”

ومن الأعمال التي اقتربت من منطقة شائكة، فيلم "عفوا أيها القانون" للمخرجة إيناس الدغيدي عام 1985، الذي رصد التفاوت في العقوبات القانونية للرجل والمرأة في حالات الخيانة الزوجية، والقتل دفاعا عن الشرف، وهو أمر ما يزال محل جدل.

تفعيل القانون التحرش بسبب “678”

وبعد انتشار الحديث عن "التحرش" في مصر والعالم، أخرج محمد دياب في عام 2010  فيلم "678" وساهم في تفعيل مواد قانونية تعاقب المتحرشين وتغليظ العقوبة.


نائبة برلمانية: أمل حربي دعوة لإنهاء صرخة الاف الأمهات

من جانبها كتبت البرلمانية الدكتورة نسرين صلاح عمر، عضو مجلس النواب عن حزب مستقبل وطن، عبر صفحتها على فيس بوك: "اعتادت الممثلة المصرية المتألقة نيللي كريم، أن تسلط الضوء على إحدى القضايا التي تهم المرأة في أعمالها، نجد هذا العام إبداعا جديداً وتجسيدا لصرخة العديد من الأمهات اللاتي ظللن يتألمن ويعانين أعواما عدة من توقف حياتهن وعدم استطاعتهن تربية صغارهن في بيئة آمنة مطمئنة سوية، دون أي عنف يتعرضن له من أزواجهن واسرهم بعد الطلاق".

وأضافت: هذا الأمر يضعهن تحت ضغط نفسي وعصبي شديد، يصيب حياتهن بالشلل التام ويمنعهن من ممارسة الأمومة بشكل طبيعي سوي، وهنا تحضرني جملة قالتها شخصية ”فاتن” أعتبرها صرخة الم وقهر من ام أصابها اليأس والإحباط: ”القانون اللى ميخليش الأم تعرف تربي عيالها يجب تغييره”، فكيف لزوجة تعرضت لشتى أنواع الأذى، وحلمت بالحرية من قيود العنف والتنمر بكل صوره، أن تفاجأ بتهديد من نوع اخر يصيب حياتها بالتوقف التام، تهديداً لغريزة الأمومة وتهديدا لادميتها وسلبها حقها في الحياة وبداية جديدة مع زوج آخر.

دعوة إعادة النظر في قانون الأحوال الشخصية

وقالت النائبة: اجد من معاناة شخصية ”فاتن أمل حربي”، دعوة لنا جميعاً كبرلمانيين، بإعادة النظر في بعض بنود قانون الأحوال الشخصية، أو بمعنى أدق ما قد يشكل ثغرات يعبر من خلالها بعض الرجال؛ لإلحاق الأذى بمطلقاتهن، كما أنه نداء للمتخصصين بضرورة تثقيف الشباب والفتيات المقبلين على الزواج، وتوقيع الفحوصات اللازمة عليهم صحيا ونفسياً، ونشر ثقافة الآثار المترتبة على العنف الاسري بجميع انواعه، وإبراز مدى تأثيره على الأبناء بصفة خاصة، وعلى المجتمع بصفة عامة.

وتابعت: كما يجب أن لا نغفل دور الأسرة في تنشئة رجل سوي يقدر معنى المسؤولية ويدرك جيداً المعنى الحقيقي الصحيح للقوامة، فكيف نغفل ذلك الأمر وجميع آيات القرآن الكريم تؤكد على تقوى الله في مسألة الزواج والطلاق، ووجوب ان يستشعر الطرفان، خاصة الزوج بأن الله يراقبه ويسمعه ويعلم سره وعلانيته، والتحذير من الظلم والتلاعب في حدود وأحكام الله، والتأكيد على عدم الإساءة إلى منزلة القوامة التي فضلهم الله بها، والزامهم بتجنب قهرها، أو امساكها؛ للإضرار بها واهانتها، وذلك لقول الله: “وإذا طلقتم النساء فبلغن أجلهن فأمسكوهن بمعروف أو سرحوهن بمعروف، ولا تمسكوهن ضرارا لتعتدوا”، مضيفة: فمن الاعتداء الصريح والظلم البين هو إبقاء الزوجة في عصمة زوجها؛ لمنعها من إكمال حياتها أو منعها من الزواج من غيره وهو يكره العيش معها، وينطبق ذلك أيضاً على إلحاق الأذى والاضرار بها لنفس الغرض بعد وقوع الطلاق، واستخدام الأبناء كأحد هذه الوسائل، كمحاولة انتزاع حضانة الأم لهم، مما يدفع بعضهن إلى الزواج عرفيا وبالتالي الدخول في المزيد من المشاكل المترتبة على ذلك.

دور وزارة التضامن الاجتماعي

واستكملت الدكتورة نسرين عمر: اثمن تواجد دور تابعة لوزارة التضامن الاجتماعي، تقوم باستقبال المرأة المعنفة وتوفير محامي لها، إلى جانب العديد من الخدمات بالمجان، ولا يجب أن أنسى مشاركتي في تأسيس وإنشاء وحدة المرأة الآمنة أو ما أطلقنا عليه ”العيادة البرتقالي” بجامعة المنصورة، آملة أن تشمل جميع محافظات الجمهورية.

إشادة بدعم الرئيس السيسي للمرأة


وأشادت النائبة بدعم رئيس الجمهورية، المشير عبد الفتاح السيسي، بالمرأة المصرية، قائلة: “يحضرني إشارة رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي خلال احتفالية تكريم المرأة المصرية، بأن الجميع مطالب بصياغة تشكيل فكر أبنائه، لافتا إلى أن الأهل يبحثون عن أعلى الدرجات العلمية وليس التركيز على الأدب”.

وأضافت: "إلى جانب انحيازه للمرأة المصرية لقناعته التامة وإيمانه الحقيقي بأن احترام المرأة وحمايتها وتمكينها واجب وطني والتزام سياسي، وليس هبة أو منحة، بل حق أساسي لها وعلينا جميعا أن نتخذه منهج حياة، فبدون ذلك لن يتحقق أي نجاح منشود".

نيللي كريم: توقعت عمق القضية وإثارة الجدل
 

وكشفت الفنانة نيللي كريم، أن ماندو العدل هو صاحب فكرة المسلسل، وكان يأمل في طرحها، وتناقش فيها مع المنتج جمال العدل الذي استطاع جمع كل هذه العناصر ليخرج العمل، وأضافت: "وجيت أنا في الآخر".

وأكدت أنها كانت تتوقع أن يثير العمل الدرامي جدلا واسعا، إضافة إلى توقعها بأن يحمل العمل عمقا يمس الأسر المصرية، وهو ما ظهر خلال الحلقات الأولى.

هالة صدقي: أتمنى التغيير في تشريعات القانون

قالت الفنانة هالة صدقي، إن أكثر ما شجعها للمشاركة بمسلسل “فاتن أمل حربي”، هو جرأة موضوعه ورسالته الهادفة.

وأضافت خلال مداخلة هاتفية مع برنامج “التاسعة” مع الإعلامي يوسف الحسيني، عبر شاشة القناة الأولى المصرية: “أكتر حاجة شجعتني للمسلسل هو الموضوع، لأن إحنا في عالم ذكوري حقيقي، مش مجرد حاجات إحنا بنقولها، والقوانين دي بقالها سنين والمجتمع اتغير ووضع المرأة اتغير”، وتابعت: “حاسة إن إحنا كتيبة بتحاول تقاتل عشان تحسن وضع الست، وأتمنى المسلسل يؤدي لتغييرات في تشريعات القانون زي فيلم أريد حلا، لأن هي دي رسالة الفن الحقيقية”.

واستكملت صدقي، بأن هناك تقصيرا في إنتاج مثل هذه الأعمال الهامة والهادفة، وهذا هو السبب وراء اختفائها عن الظهور في أعمال جديدة خلال الفترة الأخيرة.