الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

يوتيرن.. لأنكم تكرهون ريهام حجاج

من الأعمال اللافتة في دراما رمضان الحالي، مسلسل "يوتيرن" بطولة ريهام حجاج، تأليف أيمن سلامة، إخراج سامح عبدالعزيز، وإنتاج جمال العدل.

ورغم النجاح الذي يمكن أن يشعر به متابعو المسلسل بشكل يومي، إلا أنه يتعرض لهجوم ونقد غريبين، لأسباب يبدو أنها بعيدة كل البعد عن فنيات العمل نفسه.

حملة هجوم غير مبررة ضد بطلة العمل ريهام حجاج، يتم إسقاطها بشكل سلبي على العمل نفسه، ويبدو أن البعض يكره ريهام حجاج، لأسباب تخصهم، فيتحدثون عن فشلها في تمثيل الدور، كما يتحدثون عن فشل العمل الدرامي الذي تقوم ببطولته، وهو الفشل الذي لا يراه أحد غيرهم.

صحيح أن نسب المشاهدات لمقاطع الفيديو على صفحة القناة العارضة للمسلسل، أو الشركة المنتجة له، لا تكفي وحدها للدلالة على النجاح الفني، ولكن الصحيح أيضا أنها أحد مؤشرات نجاح المسلسل، لأن رواد "السوشيال ميديا" لن يحرصوا بالملايين على مشاهدة عمل سيئ بكل تأكيد.

تعمد الهجوم على ريهام حجاج؛ شديد الدلالة على كراهية البعض لها، والحكم على عملها الدرامي مسبقا بالفشل، ربما دون رؤيته أصلا؛ وهو ما يبرر انتشار الصورة المتداولة لها بأحد أزياء الدور الذي تقدمه، مع تعليقات السخرية اللاذعة من لبسها، في مشهد الخيانة، الذي أراه واحدا من أجمل مشاهد المسلسل، في تجسيد مشاعر صدمة الزوجة عند رؤية زوجها الخائن مع صديقتها “الأنتيم” التي تكشف لها كل أسرارها، وهما على سريرها، وفي غرفة نومها، مع تماس التحدي، وتغيير المشاعر، من الحب إلى الكراهية في نفس الوقت.

هذه الصورة لم تكن وحدها المؤشر على كراهية البعض لـ ريهام حجاج، بل شكل خبر إعلان الفنان توفيق عبد الحميد اعتزاله الفن؛ بمجرد انتهاء تصوير المسلسل، دليلا جديدا على هذه الكراهية، حين حمَّلها البعض مسؤولية قراره بالاعتزال، رغم أن الفنان المعتزل نفسه، أكد أنه يعتزل الفن لأسباب صحية، ورغم أن مخرج ومؤلف العمل نفسه نفى هو الآخر أن تكون ريهام حجاج السبب- وهو أمر منطقي جدا- لأن ريهام كـ بطلة للعمل، من المؤكد أنها وافقت على عودته بعد غياب سنين طويلة لمشاركتها العمل، فضلا عن علاقتهما في الكواليس التي كانت جيدة جدا، ونظرة سريعة لتفاعل ريهام حجاج على تعليقاته على حسابه على السوشيال ميديا تكفي للتدليل على حسن علاقتهما.

وبكل أسف، يربط الكثيرون من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، بين مشاعرهم الشخصية، وأحكامهم الفنية، فليس ضروريا أن تحب فنانا على المستوى الشخصي؛ كي ترى أنه ممثل جيد أو العكس، وتقتضي الموضوعية والأمانة أن تفصل بين الأمرين؛ حتى تستطيع أن تحكم على أي عمل بالعدل، وهنا فقط يصبح الجمهور بالفعل أعدل الحكام.

والحقيقة أن الربط بين الشخصي والفني، ليس مقتصرا على ريهام حجاج وحدها، وها نحن نرى الهجوم الذي يتعرض له مسلسل "بطلوع الروح" أيضا بسبب كراهية البعض لـ إلهام شاهين، رغم أن الحلقات الأولى من العمل الذي تخرجه كاملة أبو ذكري، تكذب وتناقض هذا الهجوم غير المبرر، الذي يشنه "السوشيالجية" على كثيرين من الفنانين لأسباب شخصية غير موضوعية، وهو ما تتعرض له ريهام حجاج أيضا.

وقدمت ريهام في "يوتيرن" واحدا من أجمل أدوارها، بمشاعر متناقضة، لفتاة تعيش أحداثا صعبة، بسبب غيرة زوجها الذي تحبه، وشكه في سلوكها، وارتباطها بأحد أقاربها، حيث أمسكت ريهام حجاج بخيوط الشخصية التي صاغها المؤلف أيمن سلامة باقتدار، في عمل أقل ما يوصف به، أنه: من أنجح أعمال رمضان؛ لينضم إلى قائمة الأعمال الناجحة للمؤلف نفسه، وأشهرها "مع سبق الإصرار" و"حكاية حياة" وغيرهما من الأعمال الدرامية التي رصدت قصصا وتفاصيل من حياة النساء، التي يبدو أنها تشغل جزءا كبيرا من عقل المؤلف، فيتألق عند الكتابة عن المرأة باعتبارها قضيته وشغله الشاغل.

لقد نجح معظم ممثلي المسلسل في تجسيد أدوارهم باقتدار، وعلى رأسهم الفنان الكبير توفيق عبد الحميد، وزوجته في العمل، صفاء الطوخي، فضلا عن عبير صبري وزوجها الذي يصغرها عمرا في المسلسل- كريم قاسم، حيث قدم الجميع أداء تمثيليا لافتا، واستطاعوا تجسيد شخصياتهم بقدرة لافتة للأنظار.

والآن عزيزي الذي تهاجم مسلسل "يوتيرن".. إذا كنت شاهدت العمل ولم يعجبك؛ فأنت حر، وأحترم رأيك، حتى إن اختلفت معه.. أما إذا كنت تهاجم المسلسل بسبب فقط كراهيتك لـ ريهام حجاج، وحتى دون أن تراه؛ فنصيحتي لك بـ أن تعمل "يوتيرن" وتعود إلى الطريق الصحيح.

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط