تنتظره ملفات شائكة وتحقيق أرقام مميزة.. ماذا يعني فوز ماكرون بولاية ثانية؟

فاز إيمانويل ماكرون، أمس بـ الانتخابات الفرنسية، أمام منافسته مارين لوبان، حيث تم إعادة انتخابه رئيسا لفرنسا لولاية ثانية، بعد فوزه على مرشحة اليمين مارين لوبان في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية، ونجح ماكرون صاحب الـ 44 عاما بالحصول على 58% من إجمالي الأصوات فيما حصلت لوبان على 42% من الأصوات.

ماذا يعني فوز ماكرون؟

فوز إيمانويل ماكرون، كان له العديد من الدلائل، فكانت جميع استطلاعات الرأي أن نجاحه في الانتخابات مجرد مسألة وقت، فكان الأمر شبه محسوبا لدى الشعب الفرنسي، كما أصبح بذلك أول رئيس فرنسي ينجح في الحصول على ولاية ثانية منذ 20 عاما، حيث كان جاك شيراك هو آخر من حظى بولاية ثانية في انتخابات مايو 2002، وهو الرابع الذي يعاد انتخابه منذ اعتماد الدستور الحالي في عام 1959.

كما سلطت الانتخابات الفرنسية الضوء على خوف قادة أوروبا من صعود تيار اليمين المتطرف، والمتمثل في مارين لوبان، وفي سابقة لم تحدث تدخل قادة ألمانيا وإسبانيا والبرتغال في الشأن الفرنسي وهو ما تمنعه لوائح الاتحاد الأوروبي، مطالبين من الفرنسيين أن يختاروا مرشح التيار الوسطي إيمانويل ماكرون.

ووعد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الأحد، بأنه سيكون "رئيسا للجميع"، وأن فترة ولايته الجديدة لن تكون مجرد استمرار للسنوات الخمس الماضية، موضحا أنه على علم بأن المواطنين صوتوا له ليس للأفكار التي يحملها ولكن لعرقلة أفكار اليمين المتطرف، وأنه مدين لشعورهم بالواجب وتعلقهم بالجمهورية واحترامهم للخلافات التي تم التعبير عنها الأسبوع الماضي.

تداعيات الأزمة الأوكرانية

في هذا الصدد، قال خالد شقير، الصحفي المصري المختص بالشأن الفرنسي والمقيم في فرنسا، إن الفرنسيين يريدون من ماكرون الاهتمام بعدة ملفات أهمها الملف الأوكراني، لما له من تداعيات اقتصادية على القدرة الشرائية والأسعار داخل فرنسا، بجانب الملف الصعب للغاية والذي يمكن أن يتسبب في تظاهرات في الشوارع وهو ملف التقاعد نظرا لرغبة ماكرون في رفع سن التقاعد إلى 65 عاما، مشيرا إلى أن هذا القرار لا يلقى قبولا من الجميع، ومن الممكن أن يدفع إيمانويل ماكرون للتراجع، والقبول بتقليل سن التقاعد إلى 64 أو 63 عاما.

الاهتمام بالطبقات الفقيرة

وأضاف شقير خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن هناك جولة أخرى للانتخابات الفرنسية، وهي الانتخابات التشريعية، المقررة يونيو المقبل، موضحا أن الشعب الفرنسي، يريد من ماكرون القيام بجهود أكبر من أجل تحسين القوة الشرائية للشعب، حتى يعيش في حالة أفضل، وأن يصدر بعض القرارات الخاصة بالطبقة الفقيرة والمتوسطة، وألا يكون دائما مع الطبقة الغنية، كما هو الحال، مشيرا إلى أن ماكرون لمس ذلك من خلال جولاته الانتخابية.

أسباب هزيمة لوبان

استطلاعات الرأي في الانتخابات الفرنسية، كانت تشير إلى امتلاك إيمانويل ماكرون حظوظا أفضل للفوز بولاية ثانية، خاصة وأن مارين لوبان، غير مقبولة بالنسبة لكثير من الناخبين، بالرغم من محاولاتها تحسين صورتها، ولكن يعيق جهودها عوامل كثيرة، مثل رأيها عن الإسلام والحجاب، وأيضا احتمال أنها تتفق مع سياسة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مبتعدة عن الحضن الأوروبي، وهو ما دفع قادة ألمانيا وإسبانيا والبرتغال لمطالبة الفرنسيين باختيار ماكرون، في أول تدخل من دول الاتحاد الأوروبي في الشؤون الداخلية لدولة بالاتحاد، رغم أن اللوائح تمنع ذلك.

ظهر الخوف الأكبر من صعود مرشحة اليمين المتطرف، عن حزب التجمع الوطني مارين لوبان، خلال المناظرة التي أجرتها مقابل ماكرون، فقد اتهمها بشكل مباشر بأنها قد تشعل حربا أهلية في فرنسا حال تم انتخابها رئيسا، ونفذت تعهدها بحظر الحجاب في الأماكن العامة، وقد أكدت خلال المناظرة تمسكها بفكرتها بشأن حظر الحجاب الإسلامي الذي تعتبره "زيا موحدا فرضه الإسلاميون"، موضحة أنها لا تحارب الإسلام.

صعود لوبان ونشوب حرب أهلية

رد عليها ماكرون: "سوف تتسببين بإشعال حرب أهلية. أقول ذلك بصدق، إنك تدفعين الملايين من مواطنينا إلى خارج الفضاء العام أون ذلك القانون سيكون قانون نبذ، وأن فرنسا بلد التنوير وستصبح أول دولة في العالم تحظر الرموز الدينية في الأماكن العامة، ما تقترحينه غير منطقي".

هذه ليست النقطة الوحيدة التي تثير الجدل بشأن لوبان، فهناك أيضا غموض حول موقفها من الحرب بين روسيا وأوكرانيا، بعدما اتهمها ماكرون أيضا بأنها تحصل على قروض من بنوك روسية، وكانت قد ردت بأن المصارف الفرنسية رفضت إعطاءها القروض.