الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

إسماعيل المسحراتي: المهنة متوارثة في العائلة منذ القدم في واحات الوادي الجديد

المسحراتي
المسحراتي

ارتبطت مهنة المسحراتي في كافة محافظات الجمهورية  بشهر رمضان والدي يشتهر بالكثير من المناسبات والعادات والتقاليد الحميدة  وتعد محافظة الوادي الجديد من المحافظات التي تتمسك بالعادات والتقاليد ومنها "المسحراتي"

(المسحراتي) وهو رجل يطوف بالبيوت ليوقظ الناس قبيل أذان الفجر يضرب على الطبلة ويردد بعض العبارات مثل (قم يا نائم وحد الدائم) أو (سحور يا عباد الله) وأحيانا ينادي أهل الحي كل بإسمه نظير أجر رمزي يجودون به عليه وقد يصاحب المسحراتي ابنه الذي يرث هذه المهنة من بعده، وهي عادة تكاد تكون مشتركة بين الدول الإسلامية وخاصة في القرى الريفية ولكن المدينة تكاد تنقضي هذه العاده.

يقول "المسحراتي " اسماعيل محمد والمقيم بقري عزب القصر التابعة لمركز الداخلة بالوادي الجديد، إنه ورث مهنة المسحراتي من الده والذي ورثها أيضاً عن أجداده وهو يعتبر علي حد علمه المسحراتي الثاني عشر  في العائله 

وأضاف أنه كان يمشي مع والده قبل أن يتوفاه الله ليسحر الناس في القرية وحينها كان لايوجد ساعات او اي مظاهر للتكنولوجيا حيث كانوا يسهرون طوال الليل حتي ميعاد السحور ليوقظوا الناس لاعتمادهم عليهم في ايقاظهم للسحور.

وتابع  اسماعيل أنه حاصل علي دبلوم ولم يحصل علي اي وظيفه ويعمل ارزقي بالنهار ويعمل مسحراتي بالليل, موضحاً أن المسحّر هو الرجل المميز في رمضان، فهو الذي يوقظ الناس للسحور، ولكل حي أو قرية مسحر أو أكثر حسب مساحة الحي وكثرة سكانه، ويبدأ المسحر جولته قبل موعد الإمساك بساعتين، ويحمل المسحراتي طبلته بحبل في رقبته فتتدلى إلى صدره، أو يحملها بيده، ويضرب عليها بعصا خاصة، ويرافقه شخص أو آخر، والمسحراتي يعرف اصحاب القرية، فيقف عند أبواب المنازل وينادي عليهم كلا باسمه.

واضاف اسماعيل، إنه يردد أثناء تجواله: "قم يا نايم وحّد الدايم.. يا نايم اذكر الله.. يا نايم وحّد الله.. قوموا لسحوركم يرحمكم الله"، مضيفا أنه مازل معظم الناس في القري يعتمدون علي المسحراتي بالرغم من ظهور التكنولوجيا والتلفاز.

واوضح ان كافة القري بواحات الوادي الجديد تعتمد علي المسحراتي  طوال شهر رمضان وإن عمت التكنولوجيا كافة القري الا ان اهالي القري  يتمسكون  بالعادات والتقاليد عن غيرهم من سكان  المدن  والحضر.

جدير بالذكر أن مهنة “المسحراتي” ارتبطت بالشهر الكريم منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم، فكان بلال بن رباح رضي الله عنه أول “مسحراتي” في التاريخ الإسلامي، حيث كان يجوب الشوارع والطرقات لإيقاظ الناس للسحور بصوته العذب طوال الليل، وكان النبي يقول “إن بلالًا ينادي بليل، فكلوا واشربوا حتى ينادي ابن أم مكتوم”، وكان ابن أم مكتوم هو الذي يتولى آذان الفجر، ومنذ ذلك التاريخ أصبح المسحراتي مهنة رمضانية خالصة.