الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الجمهورية الجديدة (٢) .. توشكى الخير

نهال علام
نهال علام

" من يأكل لقمتي ينصاع لكلمتي " مثل قديم في صحيح أثر الجدات، ومع الأزمات وجدنا له أكبر الأثر في الحياة، صادقة حكمة هؤلاءالنساء، ثاقبة رؤية تلك السيدات، فمع كل الأزمات أول ما يتأثر به الإنسان هو (رغيفه) الذي إذا لم يمتلك مسبباته فَقد مقدراته.

وذلك حال الأفراد والأوطان، التي يعلمها كل من أوتي الحكمة والبرهان، فكانت أول قرارات الرئيس عند توليه، زيادة الرقعة الزراعية بما يساوي ٥٠٪؜ من المساحة الحالية، وذلك عن طريق الكثير من الجهد والتشريع لقوانين تمنع التعدي على الأراضي الزراعية وتتيح شريان للحياة في الأراضي الصحراوية.

منذ أيام قليلة كان موسم الحصاد وفي تلك المناسبة احتفل الرئيس في توشكى بأول حصاد للقمح من أراضيها، تلك المعجزة التى طال انتظارها لما يزيد عن ٢٥ عام، حيث بدأ المشروع في عهد الرئيس الأسبق مبارك في عام ١٩٩٧، ولقي حتفه بعدها بسنوات قليلة، حتى تولى الرئيس السيسي وأعاد الحياة لهذا المشروع الذي يهب الحياة للمصريين، ولأن الصورة بألف كلمة، والأرقام هي صور مقولبة لذا لنتأمل همس الأرقام ونستمع للحقائق التى ترويها كما هي الحقيقة، فالأرقام لا تكذب ولا تتجمل!

-تقع توشكى جنوب محافظة أسوان حيث تبعد عنها بحوالي ٦٠ كم، مساحة المشروع ٤٨٥ ألف فدان، بدأ المشروع في ٢٠٢٠ بعمل جاد يسابق الزمن.
-يهدف المشروع إلى زيادة الرقعة الزراعية ب٥٤٠ ألف فدان لتصل في المستقبل لمليون فدان مما يعظم فرص تصدير المنتجات الزراعية وتوفير فرص عمل لكثير من الشباب وخاصة شباب الصعيد، الذين أحتلوا أول مراتب الهجرة وأول المراكب الغير شرعية، فأصبح حضن الصحراء كحضن الأم الذي يحميهم من إلقاء أنفسهم في تهلكة البحر.

-تم حفر وتبطين ترع بإجمالي طول ١٩،٨ كم كما جاري حفر ترع بطول ١٨،٢ كم.
-لتوفير المياه بشكل دائم واستغلال مياه منخفض توشكى التى كانت تذهب هباء تم إنشاء عدد ٥٢ محطة طلمبات للمياه تضم ٢١٩ طلمبة وجاري إنشاء ٤٧ محطة أخرى تضم ٢٣٩ طلمبة بإجمالي ٩٩ محطة تضم عدد ٤٥٨ طلمبة.

-تخطيط توشكى قائم على التقنيات الحديثة، التى توفر  أعلى محصول وباستخدام أمثل للموارد مما تطلب تنفيذ عدايات خطوط مواسير شبكات الري و الترعة المغذية بإجمالي ١١ عداية، ومد شبكات ري بإجمالي أطوال ٤٢٠ كم إضافة إلى ٦٧٠ كم جاري تنفيذها لتصل أطوال شبكة الرى ١٠٩٩ كم.
-في هذا الوادي الساكن الذي لم يطئه بشر فلم يعرف الكهرباء تم تركيب عدد ٢٩٠٧ برج هوائي بطاقة ٦٥٠ كم هوائيات لتوفير الطاقة اللازمة لتغذية أعمال الطلمبات وأجهزة الرى المحوري مع عدد موزع جهد متوسط مع ٩١ كشك لتحويل الجهد المتوسط لجهد منخفض.

-إذا أردت أن تحدثني عن التنمية فحدثني عن شبكات الطرق في تلك الأرض الصحراء لذا من المخطط مد الطرق والمدقات بمساحة ١٠٩٢كم تم الانتهاء من ٤١٥ كم وجاري تنفيذ ٦٧٧ كم أخرى.
-في تلك الأرض الصفراء قد يبدو الوصول للون الأخضر حلماً بعيد المنال لكن بالإرادة القوية والإدارة الحكيمة تم توريد وتركيب وتشغيل عدد٤٩٧ جهاز رى محوري واستكمالها ل٨٠٠ جهاز كمرحلة أولى.

-اليوم تحتفل مصر في موسم الحصاد بحصاد زراعة ٤٨٥ ألف فدان قمح.
-تنتج مصر اليوم ١٠ مليون طن قمح كما قاربت على تحقيق الاكتفاء الذاتي من الأرز والسكر والعديد من السلع الاساسية، وبذلك تستورد مصر حوالي ٨ مليون طن قمح مما يعني أنه لولا الزيادة السكانية الغير مخططة كنا على شفا الاكتفاء الذاتي من القمح.

الجدير بالذكر أن الهند التي يبلغ عدد سكانها حوالي ١٢ضعف عدد المصريين لديها اكتفاء ذاتي من القمح، ولكن أليس للطبيعة الجغرافية كلمة في تقرير مصير الشعوب فالهند مساحتها ثلاث أضعاف ونصف مساحة مصر، لديها حوالي ٤٥ نهر عذب ومساحة أراضي صالحة للزراعة حوالي ٣٩٥ مليون فدان، بينما مصر مساحتها الإجمالية ٢٣٨ مليون فدان تشكل منهم الصحراء ثلثي مساحة مصر  والمساحة الفعلية المزروعة حوالي ٨.٥ مليون فدان في عام ٢٠١٤ يضاف إليهم ٤.٥ مليون فدان جاري استصلاحهم ضمن المشروع الرئاسي لاستصلاح الأراضي، ولكن مصر بالرغم من ذلك استطاعت أن تتصدر المراكز الأولى عالمياً في تصدير البرتقال والتمور.

ولازالت مشاريع التنمية الزراعية تتنامى في كل ربوع الوطن، فنجد أن مشروع الريف المصري الجديد بإجمالي ١.٥ مليون فدان في أماكن متفرقة في الصحراء الغربية وجنوب سيناء.

ومشروع التنمية الزراعية بوسط وشمال سيناء بإجمالي ٤٧٥ مليون فدان، ولن ننسى مشروع ١٠٠ ألف صوبة زراعية بإجمالي إنتاجية مليون فدان، ليصبح ما أضيف بالفعل للرقعة الزراعية وماهو مخطط إضافته خطوة حقيقية لنمتلك لقمتنا فلا نخشى أبداً على مقدراتنا، هذا ولا يزال لحديث الأرقام بقية.