EN 
سألني ابنى وهو صغير عن صدقات الفنانين وبخاصة الراقصات هل يقبلها الله وهل نأخذها منهم ؟ لصغر سنه فقد كان ذلك لى وسيلة للتهرب من إجابة عن سؤال اعترف أننى لم أفكر فيه أبدا، ولم يدر بخلدى وربما سألني ابنى لكون صديقه ابنا لممثل شهير.
تحايلت على ابنى بالإجابة وتهربت بإجابات تندرج تحت نهج أن القبول والرفض بإيدى الله ونحن لا يحق لنا أن نتدخل فى العلاقة بين العبد وربه. ابنى لم يكن مقتنعا بكلامي وقال لي حينها : فلوسهم حرام صح يبقى إزاى ربنا يقبلها وهو طيب لا يقبل إلا الطيب ؟ أجبته بأنني سأسأل فى إذاعة القرآن الكريم لكوني أعمل فى مبنى الإذاعة والتلفزيون ولى زملاء كثر في الإذاعة الغراء، وسيعرضون التساؤل على أهل الدين.
واخذتني الدنيا ونسيت ولم يذكرني ابنى حتى احضر ندوة فى الشهر الكريم عن فضل الصدقة والزكاة واذا بطفل يقترب سنه من سن ابنى حينما سألني نفس سؤاله ويتوجه لمولانا الجليل فى منصة الحضور بالحكم فى تصدق أهل الفن . كان الشيخ من الذكاء بأنه لم يرد ردا قاطعا وتحدث كثيرا عن عظمة الخالق واطلاعه على قلوب عباده وبأنه يبسط يده بالليل ليتوب مسىء النهار ويبسطها نهارا ليتوب مسىء الليل.
وأسهب فى الحديث عن خواتيم البشر وبأنها بيد الله سبحانه وأن الدنيا دوارة وفاجر الأمس هو بار اليوم وبأن العاصي من الممكن أن يتحول إلى تائب فى غمضة عين وقس على ذلك جلة ممن ذكرهم التاريخ بالمعربدين، وأصبحوا بين غمضة عين وفتحها اتقياء ورعين.
على مدى استرسال الشيخ، وأنا اراقب السائل لا المجيب ومنتظرة للسؤال الأعظم الذى سألنى إياه ابنى قديما وهو مادام الله طيبا لا يقبل الا الطيب، فمن المؤكد أن هذه الصدقات مرفوضة لأن مصدرها غير طيب؟ وبالفعل داهم الصبى الشيخ بنفس السؤال وعينيه كلها تحدى وإصرار بل أنه طالب الشيخ بإجابة قاطعة لأن صديقه المقرب إليه على خلاف دائم مع أمه التى تمتهن مهنة الرقص وتخرج صدقات لا عد لها ولا حصر ويعيش على حسها كما يقال مئات من الأسر، لم يجبه الشيخ إجابة قاطعة لأسباب كثيرة عل أهمها مكان انعقاد الندوة والجهات المنظمة لها، والأهم ما سيتم نشره عبر السوشيال ميديا والإعلام كافة من آراء حول تصدق شريحة فاعلة من المجتمع.
خرجت من الندوة وأنا لست أقل خزيا من الشيخ الذى لم يجب السائل إجابة قاطعة، واكتفى كما اكتفيت أنا قديما بالتحايل واللف والدوران. والآن أريد ممن بيده الإجابة على التساؤل الأزلى وهو الحكم فى صدقة الفنانين ؟ هل من مجيب !!!!
