الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حب من أول نظرة.. قصة زواج المايسترو صالح سليم وإخفاء مرضه بالسرطان عن المقربين

صدى البلد

«الاسطورة.. الأب الروحي.. المايسترو».. ألقاب كثيرة التقت بأسم الراحل العظيم صالح سليم، رئيس النادي الأهلي السابق وأحد أبرز رموزه على مر التاريخ.

تحل اليوم الذكرى 20 لرحيل صالح سليم، الذي رحل في 6 مايو 2002 عن عمر يناهز 72 عاما.

مولد مايسترو الكرة المصرية

ولد صالح فى 11 سبتمبر عام 1930، وبدأ مسيرته مع كرة القدم عام 1944 في قطاع الناشئين بالنادى الأهلى، قبل أن يتم تصعيده للفريق الأول عام 1948، وظهر لأول مرة فى مباراة الأهلى أمام المصرى البورسعيدى بملعب الأهلى بالجزيرة، وفاز الأهلى بثلاثية نظيفة سجل خلالها صالح سليم باكورة أهدافه الرسمية، وكان ذلك يوم الجمعة 5 نوفمبر 1948 فى الأسبوع الثالث لأول مسابقة دورى ممتاز، واستمر حتى موسم "1966-1967"، حيث لعب آخر مباراة له أمام الطيران يوم 11 نوفمبر 1966.

واستطاع صالح سليم أن يحقق مع النادى الأهلى 11 بطولة دورى من أصل 15 بطولة شارك فيها منذ بداية الدورى المصرى لكرة القدم، وحقق بطولة كأس مصر 8 مرات، كما أحرز مع فريقه كأس الجمهورية العربية المتحدة عام 1961.، وواصل عطائه للأهلي مديرا للكرة ورئيسا للنادي، وأرسى مبدأ «الأهلي فوق الجميع».

حُب من أول نظرة على متن باخرة

ساقته الصدفة نحو رحلة نيلية، ليقع في الحب للمرة الأولى، بعد رؤيته "زينب لطفي"، وكان يبلغ من العمر 18 عامًا، وكانت زينب في عامها الـ12، عزما على الزواج، لكن طلبهما قوبل باعتراض والديهما، بسبب عدم استكمال "صالح" لدراسته الجامعية، فقررا تأجيل الزفاف حتى انتهى المايسترو من الدراسة.

وبعد حصول صالح سليم، على شهادته العليا، أصبح الزواج طلبا مشروعا، حينها كان يبلغ من العمر 25 عامًا، وتم الزواج بالفعل، وانجبا خالد وهشام.

السينما تخطف المايسترو 

شعبية صالح سليم كانت هي السبيل لجذبه للمجال الفني والسينمائي، خاصة انه عقب تألقه في ملاعب كرة القدم، استطاع أن يسجل هدفا سينمائيا رائعا، عندما جسد شخصية الكفيف من خلال الفيلم الشهير "الشموع السوداء"، حيث لعب دور الأديب الأعمى، وبرع في تجسيد الشخصية حيث رأى الكثيرون أن هذا الفيلم أعاد اكتشاف صالح سليم، وكانت الجماهير تهتف بأسم صالح سليم في مدرجات ملاعب الكرة، تشجيعا للدور الذي جسده، ولم يكن يتوقع أحد أن ينال "صالح" كل هذا الاعجاب من الجماهير، في الفيلم الذي كتبه وأخرجه عز الدين ذو الفقار، وحصل خلاله المايسترو على أجر 300 جنيه.

وشارك في عدة أفلام سينمائية أخرى منها فيلم السبع بنات، وفيلم الباب المفتوح أمام سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة، وتلقى الكثير من العروض من قبل أصدقائه الممثلين والمخرجين للقيام بتمثيل أدوار أخرى في  السينما، لكنه رفض كل العروض التي قدمت له، مؤكداً أنه "غير ناجح" على الصعيد الفني.

مرض المايسترو ووفاته عام 2002

في عام 1998، بدأت رحلة صالح سليم مع مرض سرطان الكبد، حيث كان صالح يقوم بفحوصاته الدورية التي يجريها كل 6 أشهر لدى طبيبه، ليخبره الطبيب أنه مصاب بمرض السرطان، وعند مناقشة صالح لأطبائه لبدء العلاج علم أن الورم السرطاني الذي ظهر في نصف كبده لا يمكن استئصاله لأن النصف الآخر من كبده مصاب بتليف بسبب إصابته في وقت سابق من حياته بفيروس سي.

كما علم أن سنه لا تسمح بإجراء زراعة الكبد، ولم ييأس صالح، بل رضخ لنصائح الأطباء بإتباع أسلوب جديد للعالج، وهو العلاج الكيماوي الموضعي، كما نصحه الأطباء باتباع "علاج حراري" إلى جانب العلاج الكيماوي، وذلك لقتل الخلايا السرطانية، وكان يداوم على زيارة  لندن لمتابعة حالته الصحية والوقوف على تطوراتها، إلا أنه لم يفصح للرأي العام عن سبب زياراته المتكررة للندن، وكات يبرر ذلك بأنه "يسأم من تواجده لفترة طويلة في القاهرة"، وازدادت حالة صالح سليم الصحية سوءاً، فانتشرت الخلايا السرطانية خارج الكبد  وانتقلت إلى الأمعاء  فاضطر الأطباء إلى إجراء عملية استئصال لأجزاء من الأمعاء.

لكن ساءت حالته أكثر، ودخل في "غيبوبة متقطعة" إلى أن وافته المنية صباح يوم 6 مايو عام 2002 عن عمر يناهز 72 عاماً، وشيّع جثمانه مئات الآلاف من المصريين.