الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

التعليم والتدريب.. كيف تواجه الدولة مرض التوحد في الأطفال؟.. عضو الأطباء يجيب

مرض التوحد
مرض التوحد

توجهت الدولة للاهتمام بالأطفال الذين يحملون مرض التوحد، وتسعي بشدة للقضاء على هذه الظاهرة، ووعي الأهالي نحو الكشف المبكر لتشخيص مرض التوحد.

في هذا الشأن، أطلق الرئيس عبد الفتاح السيسي عدة مبادرات للكشف المبكر عن الأمراض التي تصيبهم، وآخرها اهتمام وزارة الصحة بإطلاق مبادرة للكشف المبكر عن التوحد.

جهود الدولة لمجابهة مرض التوحد 

ومن جانبه، تقدم الدكتور أيمن محسب، عضو مجلس النواب، إلى المستشار الدكتور حنفي جبالي، رئيس المجلس، بسؤال موجه إلى الدكتور خالد عبد الغفار، وزير التعليم العالي والبحث العلمي القائم بأعمال وزير الصحة، بشأن خطة الحكومة للتعامل مع مرض التوحد.

وقال محسب إن مرض التوحد هو أحد الاضطرابات العصبية، ويظهر في سن مبكر في مرحلة الرضاعة وقبل بلوغ الطفل سن الثلاث سنوات، يتضمن ثلاثة خصائص أساسية هي قصور في التواصل الاجتماعي، قصور في الاتصال واللغة، والسلوكيات النمطية المتكررة.

وأوضح أن الشخص يصاب بأعراض التوحد في مرحلة الطفولة المبكرة، وتستمر هذه الإصابة طوال الحياة وتؤثر في سلوك الشخص وتفاعله مع الآخرين وفي كيفية تواصله وتعليمه ومشاركته في المجتمع.

وتابع: "على الرغم من أن بعض مصابي التوحد قد يعانون من إعاقات ذهنية كبيرة ويحتاجون إلى الرعاية والدعم مدى الحياة، إلا أن البعض الآخر قد يمكنه مع التدريب والعلاج التمتع بحياة مستقرة".

كما طالب محسب بدعم التخصصات التي تتعامل مع هذه الفئة من المرضى، حيث أن علاج التوحد لا يكون مع طبيب واحد وإنما مجموعة من الأطباء والتخصصات، منها طبيب مخ وأعصاب، طبيب أطفال، أخصائي تخاطب، أخصائي نفسي، أخصائي تربية خاصة، وهي تخصصات نعانى من النقص في أعدادها، الأمر الذي يتطلب خطة متكاملة لإعداد الفرق الطبية والنفسية التي يمكنها توفير الرعاية لهم.

أسباب إصابة الأطفال بمرض التوحد 

وفي هذا الصدد، قال الدكتور خالد أمين، عضو مجلس نقابة الأطباء، إن نقابة الأطباء المصرية تسعي لقيام مشروع كبير من خلال لجنة "مصر للعطاء"، لتأهيل وتدريب وعناية الأطفال المتوحدين وذوي الإعاقة عامة، معقبا "أطفال التوحد لديهم ذكاء ووعي كبير جدا، ولكن مشكلتهم تكون من خلال التواصل المجتمعي، لذلك هم أفضل أشخاص مؤهلين للتعليم والتدريب".

وأضاف أمين خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن هناك العديد من الأشخاص الذين يحملون هذا المرض، يصبحون لهم دور فعال في المجتمع في جميع المجالات، بعد تدريبهم وتأهيلهم، مكملا أن الرئيس السيسي دعا مجموعة كبيرة من هؤلاء الأطفال في مؤتمر منذ 6 أشهر، ووجه حينها مؤسسات المجتمع المدني للعناية بهم، كما أنه وجه الحكومة بوضع خطة طويلة الأجل لظاهرة التوحد، وخصص مبلغ من الموازنة العامة للدولة، للإنفاق عليهم. 

وأشار أمين، إلى أن عند تأهيل هؤلاء الأطفال يكون هناك فائدة اقتصادية وليس اجتماعية فقط، حيث أنهم يصبحون أشخاص فعالة في المجتمع، وهؤلاء الأشخاص يعطون العمل كل جهدهم، حيث أنهم لم يكونوا لديهم أي اهتمامات أخرى ينشغلوا بها عن العمل. 

وتابع أمين: "توجيه سؤال عضو مجلس النواب إلى الدكتور خالد عبد الغفار عن جهود الحكومة لأطفال التوجد، يجب أن يوجه أفضل لوزارة التضامن الاجتماعي، حيث أنها صاحبة الدور الأبرز للعناية بهؤلاء الأطفال". 

واختتم: "هناك العديد من الحالات التي يصعب تشخيصها، ويتم تشخيصها بعد سن المدرسة، وهناك أطفال يتم تشخيصهم في أعمار متأخرة، والسبب الذي يؤدي إلى إصابة الطفل بالتوحد هو جميع وسائل التواصل الاجتماعي، وجلوس الأطفال على هذه الوسائل لفترات كبيرة، مما تساعدهم هذه الوسائل على أنهم يكونوا متلقين فقط وليس متفاعلين".

وسبق وأعلن الدكتور خالد عبدالغفار وزير التعليم العالي والبحث العلمي والقائم بأعمال وزير الصحة والسكان، بدء وزارة الصحة في دراسة تدشين مبادرة للكشف المبكر عن مرض التوحد في الأطفال من عمر عامين.

جاء ذلك في كلمة الدكتور خالد عبدالغفار، خلال المؤتمر الافتراضي الذي عقده المكتب الرئيسي لمنظمة الصحة العالمية بجنيف في أبريل الماضي، حول التدريب على مهارات مقدمي الرعاية لعائلات الأطفال الذين يعانون من التأخر النمائي أو الإعاقات.

وأكد عبد الغفار، اهتمام الرئيس عبدالفتاح السيسي، بأصحاب الهمم، حيث شارك مرات عديدة في احتفالية "قادرون باختلاف" والتي تقام في ديسمبر من كل عام بمناسبة اليوم العالمي لـ الأشخاص ذوي الإعاقات، ليؤكد التزام الدولة برعاية مختلف الفئات وأصحاب الاحتياجات.

علاج مصابي مرض التوحد بالمجان 

وأشار إلى أن نسب الأطفال الذين يعانون من صعوبات في الفهم والتواصل تبلغ نحو 2.7% من الأطفال في الفئة العمرية 5 أعوام فأكثر، مؤكداً أن مصر لها تجارب رائدة في برامج الكشف المبكر ورعاية الأطفال المصابين بالتأخر النمائي والإعاقات، ومنها البرامج التي تتبناها المراكز التابعة للأمانة العامة للصحة النفسية لعلاج التوحد والتأخر الذهني النمائي عند الأطفال، إلى جانب العديد من البرامج التي تنفذها الإدارة العامة للحد من الإعاقة التابعة لقطاع الرعاية الأساسية.

ومن ناحية أخرى، نظمت كلية الصيدلة بـ جامعة القاهرة، تحت رعاية الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس الجامعة، وإشراف الدكتور محمد سامي عبد الصادق نائب رئيس الجامعة لشؤون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، ندوة بعنوان "التوحد والتحديات"، والتي قدمتها الدكتورة رنا سعد الدين محمد رئيس وحدة التخاطب بمستشفى الحسين الجامعي ومستشفى سيد جلال، وذلك بمناسبة اليوم العالمي للتوعية بمرض التوحد.

واستهدفت الندوة رفع درجة الوعي لدى أعضاء هيئة التدريس والعاملين والطلاب بمرض التوحد، وتصحيح بعض المفاهيم المغلوطة لديهم حول هذا المرض، وطرق علاج هذا المرض، وتعريفهم بالأماكن المتاحة داخل المستشفيات الحكومية لعلاج مصابي مرض التوحد بالمجان.

تسعى الدولة لتحسين نوعية حياتهم

وحرصت الندوة على توفير فرص متساوية لجميع أفراد المجتمع، وتسليط الضوء على مرضى التوحد بهدف تحسين نوعية حياتهم لكي يتمكنوا من العيش حياة كاملة باعتبارهم جزءا لا يتجزأ من المجتمع.

والجدير بالذكر، أن عدد المصابين بمرض التوحد في مصر يصل إلى 800 ألف مصاب في 2017، حيث يوجد طفل مصاب من بين كل 160 طفلًا بدرجات مختلفة من الأعراض، وأن هذا المرض يسبب مشاكل فى التواصل الاجتماعي والعاطفي، وأن بعض المصابين لديهم قدرات خاصة مميزة عن أقرانهم ولديهم تفوق.

أما في 2019، كان عدد المصابين بمرض التوحد في مصر يصل إلى يتراوح ما بين المليون والمليون ونصف وفقاً للإحصائيات الأخيرة، كما أن معدلات الإصابة بالمرض تزداد بصورة سريعة عالميًا.

وبحسب أرقام الأمم المتحدة، فإن حوالي 1% من سكان العالم مصابون بمرض التوحد، أي حوالي 70 مليون شخص، مع العلم أن رقعة المرض آخذة في الاتساع. وتكشف الأرقام أن الذكور معرضون للإصابة بالتوحد أكثر من الإناث بمعدل 4 أضعاف، إذ يصيب التوحد 1 من كل 37 طفلا ذكرا، و1 من بين كل 151 طفلة حول العالم.