الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

وثائق بريطانية سرية: السعودية وقطر أيدتا زيارة السادات التاريخية للقدس

وثائق بريطانية سرية:
وثائق بريطانية سرية: السعودية وقطر أيدتا زيارة السادات للقدس

كشفت وثائق بريطانية سرية أنه على عكس الغضب العربي المعلن، بشأن مبادرة السلام للرئيس الراحل أنور السادات تجاه إسرائيل، أيدت السعودية وقطر ودول أخرى الخطوة.

وذكرت الوثائق التي نشرها عامر سلطان بهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" أن السادات فاجأ، بالفعل، إدارة الرئيس الأمريكي جيمي كارتر التي باشرت حملة دبلوماسية عالمية لدعم خطوة الزعيم المصري.

وفي نوفمبر عام 1977 أعلن الرئيس السادات، في مجلس الشعب المصري، استعداده لزيارة إسرائيل ومخاطبة شعبها عبر برلمانهم "الكنيست".

وفي الشهر ذاته، سلم السفير الأمريكي السادات دعوة رسمية من رئيس الوزراء الإسرائيلي مناحيم بين لزيارة إسرائيل.

وبينما قالت السعودية إنها غضبت من مبادرة السادات، ذكرت "بي بي سي" أن الأمير فهد بن عبد العزيز، ولي العهد السعودي في ذلك الوقت " أظهر للأمريكيين بالفعل أنه يؤيد الآن السادات سرًا".

وحسب الوثائق، طلب محمد سامح أنور، السفير المصري في لندن لقاء وزير شئون الشرق الأوسط في الخارجية البريطانية فرانك جو، وأبلغه بأن "السعوديين يؤيدون نهج السادات".

وقالت إن الوزير حرص على معرفة موقف السعودية من مبادرة السادات، وأكد أنور حينها أن مصر "تتمتع بمساندة المملكة العربية السعودية".

وأشارت الوثائق إلى أن قطر أيضا، أيدت زيارة السادات التاريخية للقدس، حسبما أبلغ السفير البريطاني في الدوحة حكومته، بعد 5 أيام من عودة السادات من إسرائيل.

وقال السفير ديفيد كراوفورد "اتخذ الأمير خليفة بن حمد آل ثاني، جد الأمير الحالي تميم بن حمد سرا، موقف مساندة حذرة لمبادرة السادات.. ونصح فيما يبدو مندوبي سوريا ومنظمة التحرير الفلسطينية  في قطر بالتريث بعدم الهجوم قبل معرفة نتائجها".

كما لم يكتف أمير قطر بتأييد المبادرة سرا، بل سعى لدى الأمريكيين والأوروبيين، كما أبلغ كراوفورد وزارته، كي يعملوا على إنجاحها، حسب الوثائق.

وأوضح السفير البريطاني أن لا يمكنهم تصور أن السادات ذهب إلى القدس، بدون رسائل دعم سرية من زعماء عرب آخرين.

واعتبر أن ردود الفعل العربية العنيفة وقتها، كانت متعمدة لجلب تنازلات إسرائيلية ضرورية من أجل تحقيق تسوية مقبولة.

ماذا درا بين السادات والإسرائيليين؟

كشفت التقارير عن أهم ما دار في المباحثات السرية بين السادات والمسؤولين الإسرائيليين، حيث وضع الرئيس المصري الراحل  القضية الفلسطينية في مكانة متقدمة على الأجندة.

وخلال الحديث عن مبعث القلق الأمني الإسرائيلي، رفض السادات أن يقبل مفهوم إسرائيل للحدود التي يمكن الدفاع عنها، حسب "بي بي سي".

وأشارت الوثائق إلى أن السادات لم يكن مهتما بالحديث عن الإجراءات، وأكد ضرورة الإعداد الحريص لجوهر المباحثات قبل انعقاد مؤتمر جنيف للسلام في الشرق الأوسط.

يشار إلى أن زيارة السادات للقدس مهدت الطريق لاتفاقية كامب ديفيد عام 1978، كما استعادت مصر في نهاية المطاف في أبريل عام 1982، شبه جزيرة سيناء التي احتلها إسرائيل في 1967.