الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خطيب المسجد الحرام: صلوا رحمكم ولو قطعوكم أو كانوا على غير الإسلام

خطيب المسجد الحرام
خطيب المسجد الحرام

قال الشيخ ماهر المعيقلي ، إمام وخطيب المسجد الحرام : صلوا رحمكم حتى لو قطعوكم، أو  كانوا على غير الإسلام، منوهًا بأن صلة الرحم صفة كريمة تعلو بها المراتب وتحسنُ بها العواقب.

صلوا رحمكم

واستشهد «المعقيلي» خلال خطبة الجمعة اليوم من المسجد الحرام بمكة المكرمة، بما قال الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز : « وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا» الآية 83 من سورة البقرة.

وأشار إلى أن صلة الرحم تزيد في الأعمار وتَبسُط بركة الأرزاق، وهي من أسباب الفوزَ بالجنان والنجاة من النيران.

 

علامة القبول دوام العبادة 

وكان في الجمعة الماضية قد نبه الشيخ بندر بن عبدالعزيز بن بليلة إمام وخطيب الحرم المكي، إلى أن علامةَ القبولِ دوام العبادة، وعلامةَ الردِّ رُجُوعِ المرء لِمَا اعتادَه، فما كان من خيرٍ ناله في رمضان فتجِبُ المحافظةُ عليه، وما كان من شر اجتنبه فلا يعودُ إليه، وإنََّ أبوابَ الخيرِ مُشرَعة، فأين القاصدون ، ومَناهِلَ البِرِّ مُترَعة، فأين الواردون.

وأضاف «بليلة » ،  أن الصلاة عمود الإسلام، ورأسُ العبادات، وهي تهذيب وُجدان، وطهارة أَردان، ورياضةُ أبدان، قال النبيُّ  - صلى الله عليه وسلم- : «الصلواتُ الخمس، والجُمعةُ إلى الجُمعة، ورمضانُ إلى رمضان، مُكفِّراتٌ لما بينهنَّ إذا اجتُنِبَت الكبائر» .

 

بيت في الجنة

وتابع:  ومن أتى بنوافلها بُنيَ له بيتٌ في الجنة، قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- : «ما مِن عبدٍ مسلمٍ يصلي لله كلَّ يوم ثِنتَي عَشْرةَ ركعةٍ تطوعًا غيرَ فريضة، إلا بنى اللهُ له بيتًا في الجنة»، وقيامُ الليلِ وإحياؤه بالصلاة مشروعٌ في ليالي السنةِ كلِّها لا في رمضانَ فحَسْبْ.

واستند لما قال - صلى الله عليه وسلم- : «أفضلُ الصلاةِ بعد الفريضةِ صلاةُ الليل» ، والصيامُ مِن أجَلِّ الأعمال قَدرا، وأجْزلها أجرا، ففي الحديث القُدسي: «كلُّ عمل ابن آدم له إلا الصوم، فإنه لي وأنا أجزي به»، وصيامُ سِتةِ أيامٍ من شوال، فمن فعل فكأنما صام الدهرَ كلَّه ، صيامُ ثلاثةِ أيامٍ من كل شهر، والاثنينِ والخميس، ويوم عرفة، وشهر اللهِ المحرَّم وشهرِ شعبان.

 

القرآن أصدق الكلام

وأفاد بأن القرآن وهو كلامُ اللهِ أصدقُ الكلام، وأحسنُ الحديث، يَنبوعُ الهداية، ومَصدرُ الرحمة، ومَبعَثُ النور، منَ قرأه وتَلاه فكأنما خاطبَ الرحمنَ بالكَلِمْ، وهو موعودٌ بعظيم الثواب، وكريم المآب، ولا يقتصِر الأمرُ على ما مضى؛ فاللهُ نوَّعَ العباداتِ وعدَّدها، ووَسَّعَ الطاعاتِ وكثَّرَها؛ ليُقبِلَ العِبادُ عليها، وتَشتدَّ رَغبتُهُم إليها، فما أغْزَرَ الإنعام، وأظْهَرَ الإكرام.

وأكد أنَّ ما قلَّ من العمل ودام، خيرٌ مما كثُرَ وانقطع، وما كان خالصًا صوابًا فهو المقبول، وما عَرا منهما أو من أحدِهِما فالعاملُ مُحاسَبٌ مسؤول، واللهُ سبحانه تعالى شكورٌ كريمٌ يَجزي العاملَ على عمله في الدنيا سعادةَ قلب، وانشراحَ صدْر، وقوةَ نفْس، وقُرةَ عين، وعِصمةً من الشيطان، وفي الأُخرى الرحمة والعفو والرضوان، والفوز بالجِنان .