الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ماهي العبادة التي تجمع أنواع الصبر؟ .. وأفضل دعاء لكشف الكرب الشديد

ماهي العبادة التي
ماهي العبادة التي تجمع أنواع الصبر؟

ماهي العبادة التي تجمع أنواع الصبر ؟ .. يتساءل كثيرون عن ماهي العبادة التي تجمع أنواع الصبر ؟، وماهي أنواع الصبر؟ وما جزاء الصابرين كما ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة؟

ومن خلال التقرير التالي نوضح ماهي العبادة التي تجمع أنواع الصبر؟ وأهمية الصبر وجزاؤه الدنيوي والأخروي.

الصبر على الابتلاء

ماهي العبادة التي تجمع أنواع الصبر؟ 

ورد ذِكر الصبر في القرآن في أكثر من سبعين موضعًا في موطن المدح والثناء والأمر به، وذلك لعظم موقعه في الدين.

ويقول الشيخ محمد وسام أمين الفتوى بدار الإفتاء خلال لقائه ببرنامج «فتاوى الناس»، أن بعض العلماء قال: كل الحسنات لها أجر معلوم إلا الصبر، فإنه لا يحصر أجره لقوله تعالى: «إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ» [الزمر 10].
وأشار إلى أن الناس تحصر الصبر في نوع واحد وهو الصبر على البلاء، منوهًا بأنه 3 أنواع: الصبر على طاعة الله، وهو أفضلها، والصبر عن معصية الله عز وجل، الصبر على -البلاء- امتحان الله عز وجل، موضحاً أن المراد بالصبر على الطاعة: الصبر على أداء العبادات والطاعات التي فرضها الله سبحانه على عباده المسلمين؛ لأن النفس بطبعها تنفر عن العبودية وتشتهي الربوبية ، وذلك لثقل أداء العبادات ولا سيما عند تسلط الشيطان وغلبة الهوى وحب الركون إلى الراحة والخمول والكسل.

وتابع: من العبادات ما يثقل على النفس أداؤها بسبب الكسل كالصلاة، ومنها ما يثقل على النفس أداؤها بسبب البخل كالزكاة، ومنها ما يثقل على النفس أداؤها بسببهما معا، كالحج، فالصبر على الطاعة صبر على الشدائد ، وحاجة المسلم إلى هذا النوع من الصبر لا شك حاجة ماسة، وفيه جاء قوله جل شأنه خطابا لرسوله صلى الله عليه وسلم: «رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا» (سورة مريم الآية: 65).

ماهي العبادة التي تجمع أنواع الصبر؟ 

وفي بيان العبادة التي تجمع أنواع الصبر وهي الصوم، يقول الشيخ محمد عبد ربه من علماء وزارة الأوقاف ، إن أيام شهر رمضان أيام مباركة قال عنها النبي صلى الله عليه وسلم هي أيام الصبر ، وقد أوصى النبي أصحابه بصيام هذا الشهر وقال : "صم شهر الصبر رمضان وثلاث أيام من كل شهر".

وأضاف عبد ربه خلال برنامج "نصائح للصائمين" المذاع عبر صفحة صدى البلد الرسمية بالفيسبوك: يجب على الصائم التحلي بصفة الصبر التي قال عنها النبي بأنها خلق الصائمين، ولا سيما في هذه الأيام المباركة حتى يحصل على الثواب كاملا.

ولفت الى أن الصبر هو خلق النبي الكريم ، والصبر أيضا من صفات رب العزة سبحانه وتعالى فقال تعالى : " والله غفور حليم " تلك الآية الكريمة تكررت في أكثر من موضع في القرآن الكريم بما يعكس أن الصبر من صفات الله عز وجل.

وأوضح عالم الأوقاف أن جميع الأنبياء والرسل تحملوا الأذى والشدائد مع أقوامهم حتى يكملوا رسالاتهم ، والنبي صلى الله عليه وسلم تعرض لأذى شديد لا يتحمله بشر إلا انه صبر وتحامل على نفسه.

وتابع: فضل الصبرعظيم وثوابه أعظم فلنتحلى بالصبر للفوز والنجاة ، فالصيام مدرسة تدرب الإنسان على أشياء قد لا يفعلها طوال العام فيخرج من رمضان وتعلم الكثير والكثير منها الصبر والعطاء والجود وقراءة القرآن والذكر والصلاة . 

من جانبه، قال الشيخ رمضان عبد المعز، الداعية الإسلامي، إن الصبر هو مفتاح الفرج والنصر لكل ضعيف أو مظلوم أو محسود.

وأضاف عبد المعز، في لقائه على فضائية "دي إم سي" في برنامج "لعلهم يفقهون"، أن الإمام الشافعي يقول "يخاطبني السفيه بكل قبح فأكره أن أكون له مجيبا، يزيد سفاهة فأزيد حلما كعود زاده الإحراق طيبا" منوها بأن هذا التصرف نوع من الصبر.
وأشار إلى أن النبي كان حلمه يسبق غضبه ، وكلما ازداد الناس عليه جهلا كلما ازداد حلما، منوها بأنه بالصبر يبلغ الإنسان ما يريد.

دعاء الصبر

الصبر على ستة أقسام

قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، والمفتي السابق، إن الصبر أنواع يذكرها الشيخ الماوردي الشافعي.

يقول الماوردي : "واعلم أن الصبر على ستة أقسام, وهو في كل قسم منها محمود . فأول أقسامه وأولاها : الصبر على امتثال ما أمر الله - تعالى - به, والانتهاء عما نهى الله عنه; لأن به تخلص الطاعة، وبها يصح الدين وتؤدى الفروض ويستحق الثواب, كما قال في محكم الكتاب : {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} [الزمر: 10]، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم : (الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد) [رواه أحمد].

ويكمل علي جمعة :"ليس لمن قل صبره على طاعة حظ من بر ولا نصيب من صلاح, ومن لم ير لنفسه صبرا يكسبها ثوابا. ويدفع عنها عقابا, كان من سوء الاختيار بعيدا من الرشاد حقيقا بالضلال، وقد قال الحسن البصري رحمه الله تعالى : يا من يطلب من الدنيا ما لا يلحقه أترجو أن تلحق من الآخرة ما لا تطلبه".

واستدل بقول أبو العتاهية رحمه الله تعالى: “أراك امرأ ترجو من الله عفوه .. وأنت على ما لا يحب مقيم.. تدل على التقوى وأنت مقصر .. فيا من يداوي الناس وهو سقيم”

وبين علي جمعة ، أن هذا النوع من الصبر إنما يكون لفرط الجزع وشدة الخوف فإن من خاف الله - عز وجل - وصبر على طاعته , ومن جزع من عقابه وقف عند أوامره.

وأما القسم الثاني من أنواع الصبر التى يذكرها الشيخ الماوردي الشافعي: الصبر على ما تقتضيه أوقاته من رزية قد أجهده الحزن عليها, أو حادثة قد كده الهم بها فإن الصبر عليها يعقبه الراحة منها, ويكسبه المثوبة عنها، فإن صبر طائعًا وإلا احتمل همّا لازمًا وصبر كارها آثما. وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : يقول الله تعالى : (من لم يرض بقضائي ويصبر على بلائي فليختر ربا سواي) [الطبراني في الكبير]. وقال علي بن أبي طالب -كرم الله وجهه- للأشعث بن قيس : (إنك إن صبرت جرى عليك القلم وأنت مأجور, وإن جزعت جرى عليك القلم وأنت مأزور). وقد ذكر ذلك أبو تمام في شعره فقال : “وقال علي في التعازي لأشعث ** وخاف عليه بعض تلك المآثم.. أتصبر للبلوى عزاء وخشية ** فتؤجر أو تسلو سلو البهائم”.

في حين أن القسم الثالث من أنواع الصبر التى يذكرها الشيخ الماوردي الشافعي : الصبر على ما فات إدراكه من رغبة مرجوة , وأعوز نيله من مسرة مأمولة فإن الصبر عنها يعقب السلو منها , والأسف بعد اليأس خرق . وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : "من أعطي فشكر , ومنع فصبر , وظلم فغفر , وظلم فاستغفر , فأولئك لهم الأمن وهم مهتدون" .

فيما تحدث الشيخ عبد القادر الطويل، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، عن فضل الصبر في الإسلام وجزاؤه من الله عزوجل.

وقال عبد القادر الطويل، في فيديو لصدى البلد ضمن برنامج "فضائل الأعمال" بالتعاون مع مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إن الذي يعرف الدنيا على حقيقته لن يحزن على بلاء يصيبه، أو يفرح على رخاء يصيبه، لأنه يعلم بداية الدنيا ونهايتها.

وأضاف، عبد القادر الطويل، أن التعب والبلاء يقل ألمه حينما يعلم المصاب به جزاؤه عند الله إذا صبر على المصيبة، منوها أن الله جعل الصبر على المصائب وأقدار الله في صورة مبهمة وذلك لعظم أجر ثواب الصبر.

واستشهد عضو مركز الأزهر العالمي، بقوله تعالى ( إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ) فالله يعد للصابرين جزاء كبير ، منوها أن الصبر على البلاء من صفات الأنبياء.

ذكر الله عند الجزع

دعاء الكرب الشديد 

« يا فارج الهمّ ويا كاشف الغم فرج همنا ويسر أمرنا، وارحم ضعفنا وقلة حيلتنا، وارزقنا من حيث لا نحتسب يا رب العالمين، اللهم إني نسألك أن تجعل خير عملنا آخره، وخير أيامنا يوم نلقاك فيه، إنّك على كل شيءٍ قَدير».

“اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الهَمِّ، وَالحَزَنِ، وَالعَجْزِ، وَالكَسَلِ، وَالبُخْلِ، وَالجُبْنِ، وَضَلْعِ الدَّيْنِ، وَغَلَبَةِ الرِّجَالِ”.

“اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ جَهْدِ البَلاَءِ، وَدَرْكِ الشَقَاءِ، وَسُوءِ القَضَاءِ، وَشَمَاتَةَ الأَعْدَاءِ”.

“اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ زَوَالِ نِعْمَتِكَ، وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ، وَفُجَاءَةِ نِقْمَتِكَ، وَجَمِيِعِ سَخَطِكَ”.

“لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين”.

«اللهُ اللهُ رَبِّي، لا شَرِيكَ لَهُ».

”اللهم ارفع مقتك وغضبك عنا، اللهم إنا نستغيث بك فأغثنا، نشكو إليك ضعف قوتنا وقلة حيلتنا”.

لا إله إلّا الله الملك الحق المبين، لا إله إلّا الله العدل اليقين، لا إله إلّا الله ربنا ورب آبائنا الأولين، سبحانك إنّي كنت من الظالمين، لا إله إلّا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحي ويميت وهو حيٌّ لا يموت، بيده الخير وإليه المصير وهو على كل شيء قدير اللَّهمَّ ربَّ السَّمواتِ السَّبعِ، وربَّ العرشِ العظيمِ، ربَّنا وربَّ كلِّ شيءٍ، أنتَ الظَّاهرُ فليس فوقَكَ شيءٌ وأنتَ الباطنُ فليس دونَكَ شيءٌ، مُنزِلَ التَّوراةِ، والإنجيلِ، والفُرقانِ، فالقَ الحَبِّ والنَّوى، أعوذُ بكَ مِن شرِّ كلِّ شيءٍ أنتَ آخِذٌ بناصيتِه، أنتَ الأوَّلُ فليس قبْلَكَ شيءٌ، وأنتَ الآخِرُ فليس بعدَكَ شيءٌ، اقضِ عنَّا الدَّينَ وأَغْنِنا مِن الفقرِ.

اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك، ماضِ في حكمك، عدل في قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدًا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني وذهاب همي.

بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم ياسامع كل شكوى، وياشاهد كل نجوى، وياعالم كل خفية، وياكاشف كل كرب وبلية، ويامنجي نوح وابراهيم وموسى وعيسى ومحمد عليهم السلام.  

أدعوك يا إلهي دعاء من اشتدت به فاقته وضعفت قوته وقلت حيلته، دعاء الغريق الملهوف المكروب المشغوف الذي لايجد كشف مانزل به إلا منك، لا إله إلا أنت فارحمنا ياأرحم الراحمين، واكشف عنا مانزل بنا من عدونا وعدوك الشيطان الرجيم.