الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

واقعة النقاب تثبت كذب طالبان.. كيف خدعت الحركة العالم بخطابها الإعلامي؟

مذيعات افغانستان
مذيعات افغانستان يرتدين النقاب بأمر من حركة طالبان

حركة طالبان عادت لتتصدر المشهد الإعلامي العالمي مرة أخرى بسبب القيود والاشتراطات التي فرضتها على المرأة الأفغانية خاصة العاملات في مجال العمل العام.

حركة طالبان

طالبان تتصدر المشهد 

المرأة الأفغانية تواجه صعوبات كثيرة تحد من حريتها وحركتها منذ وصول حركة طالبان للحكم مرة أخرى في أفغانستان في 15 أغسطس عام 2021، عقب خروج القوات الامريكية وخروج قوات الرئيس أشرف غني والحكومة الأفغانية.

المرأة الأفغانية كانت تظن انها تخلصت من حواجزها ومخاوفها خلال العشرين عام الماضية وهي فترة تواجد القوات الامريكية داخل الأراضي الأفغانية وابتعاد حركة طالبان على الحكم ولكن بعد سقوط العاصمة كابول في أغسطس الماضي عادت المخاوف مرة أخرى تطارد النساء الافغانيات، وأصبح هناك قيود تحد من حريتهم وحركاتهم.

ومشهد ظهور مذيعات يرتدين النقاب على شاشة التلفزيون الأفغاني خطف أنظار الجميع خاصة المهتمين بالشأن الأفغاني او بما تفعله حركة طالبان داخل أفغانستان منذ عودتها للحكم في أعقاب خروج الأمريكان من البلاد.

حيث ظهرت مذيعات ومراسلات في القنوات التلفزيونية الأفغانية مرتديات النقاب أثناء البث الحي أول أمس، تطبيقا للقواعد التي تفرضها حركة طالبان في البلاد في الفترة الأخيرة.

وتحدى بعض المذيعات والمراسلات في قنوات التلفزيون في أفغانستان المرسوم الصادر من طالبان في هذا الشأن وظهرن بوجوههن دون نقاب.

وقالت مذيعة تلفزيون أفغانية إن العاملات في هذه المهنة قاومن قرار طالبان، لكن القنوات التي يعملن بها تعرضت لضغوط.

مذيعات أفغانستان يرتدين النقاب بأمر من حركة طالبان 

قيود طالبان على النساء

ومنذ سيطرة طالبان على الحكم في أفغانستان العام الماضي، تستمر الحركة في فرض المزيد من القيود على النساء، خاصة في الأسابيع القليلة الماضية.

وبالفعل قدمت مذيعات ومراسلات تلفزيون نشرات أخبار وبرامج أخرى في عدة قنوات أفغانية مشهورة وهن يرتدين الحجاب والنقاب، من بينها قنوات تولونيوز، وأريانا تليفجن، وشامشاد، ووان تي في.

ومن جانبها، أعلنت وزارة منع الرذيلة ونشر الفضيلة في أفغانستان في وقت سابق قرارا يلزم جميع النساء بارتداء النقاب في الأماكن العامة، وإلا أصبحن عرضة لخطر العقوبة وهو القرار الذي بدأ تطبيقه على مذيعات التلفزيون بداية من السبت الماضي.

وبعد أن رفض بعض النساء اللاتي يعملن مذيعات ومراسلات في قنوات تلفزيونية الانصياع لأمر الوزارة، قال مسؤول في طالبان إن الحكومة سوف تتحدث في الأمر مع مديري هؤلاء المذيعات والقائمان على شؤونهن، مع إمكانية فرض عقوبات على القنوات التي يعملن بها.

وقال أحد كبار المسؤولين في قناة تلفزيونية إن المذيعات لديهن مخاوف من أن تكون المرحلة المقبلة هي منعهن من الظهور على الشاشة.

ولا يعتبر أغلب المسلمين حول العالم النقاب فريضة على النساء وعندما سيطرت طالبان على الحكم في أفغانستان في أغسطس الماضي، سادت توقعات بأن الحركة قد تتبنى منهجية أكثر مرونة مقارنة بما كانت عليه من قبل.

لكن الأسابيع القليلة الماضية شهدت فرض مجموعة من القيود على حياة النساء، منها تخصيص أيام محددة لهن أسبوعيا لزيارة الحدائق العامة ومنعهن من السفر لمسافات طويلة دون محرم.

هدف طالبان الأول 

وفي هذا الصدد، الباحثة بمركز دراسات الشرق الأوسط بباريس، نهلة عبد المنعم، قالت إن أي مرونة ابدتها حركة طالبان تجاه المرأة وحقوق الإنسان والإعلان منذ توليها السلطة كان بهدف تحسين صورتها ولتتجاوز الانتقادات الخاصة بـ استيلائها على السلطة بعنف حتى تحصل على الاعتراف الدولي.

وأوضحت "عبد المنعم" في تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن حركة طالبان عندها اعتقادات خاصة تربي بها عناصرها في التنظيم تجاه المرأة، وهي بالفعل أفكار متشددة تحافظ عليها وعن رؤيتها التنظيمية تجاه المرأة، لأنها تحتاج أن تجمع صفوف عناصر الدنيا وتخشى أن يحدث تفتت لهذه الصفوف ويحدث اختلاف على أيديولوجية طالبان.

وتابعت: يوجد تحديات كثيرة أمام طالبان فإنها تريد ترابطت صفوفها الداخلية للتنظيم لأن هذا سيؤثر على وضعها الحالي والمستقبلي، بجانب المنافسات العقائدية مع الجماعات التكفيرية الأخرى مثل تنظيم القاعدة وداعش، هذا وبخاصة تنظيم القاعدة.

وأضافت أن "الخطابات الأخيرة لـ أيمن الظواهري التي كان يتحدث فيها عن الجماعات التكفيرية الأولى بالاتباع وأنه كان ينتقد بشكل غير مباشر حركة طالبان لأنها اتجهت بانها تريد اعتراف دولي من هيئة الأمم المتحدة وهو في الأساس يكفر هيئة الأمم المتحدة لأنها لا تتبع تعليم الدين من وجهة نظرة.

 وبتالي هو يحث الاتباع في الطبقات الدنيا من التنظيمات التكفيرية لانهم كانوا جمهوره المستهدف وان تنظيم القاعدة الأولى من الجماعات الأخرى وبالأخص الجماعة التي تريد الطلب للانضمام هيئة الأمم المتحدة لأنها تبعد عن تعليم الدين والأسس التي تقوم عليها الجماعات التكفيرية.  

الباحثة بمركز دراسات الشرق الأوسط بباريس، نهلة عبد المنعم

الحفاظ على صورتها الذهنية 

وأكدت أن "حركة طالبان بالفعل أمام تحديات كثيرة في الفترة الحالية، فالحركة يهمها أن تحافظ على الصورة الذهنية لمعتقداتهم المتشددة تجاه المرأة وكذلك أمام عناصرها".

وأوضحت أن "خطاب طالبان الماضية بفك القيود على المرأة وغيرها من أمور أخري كان بهدف تحسين الصورة والاعتراف الدولي، أما وضعها الأن هي تريد أن تبقي على عناصرها في الطبقات الدنيا وتبقي على الاستمالات العقائدية والعاطفية بذلك لاستقطاب عناصر جديدة للحفاظ على قوامها الأساسي.

وأشارت إلى أن "حركة طالبان كانت واضحة تجاه المرأة فرأينا منع الطالبات من المدارس وحظر السفر على النساء بمفردهن بجانب حظر المواصلات للسيدات الغير محجبات وغير ذلك من أمور كثيرة فكانت الخطابات الأولى لطالبات لتحسين صورتها المكشوفة أمام الجميع.

ما تفعله طالبان شكل من أشكال التشدد 

واختتمت: ظهور النقاب للمحجبات يسير في نفس الإطار واستمرار وجودهم على الشاشة يسير وفق شروط الحركة فقط، وفي النهاية ما تفعله حركة طالبان هو شكل من أشكال التشدد الواضح تجاه المرأه.