الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الحمى النزفية تهدد بلاد الرافدين.. هل يستطيع العراق التخلص من الوباء

انتشار الحمى النزفية
انتشار الحمى النزفية بالعراق

تسيطر على العالم حالة من الخوف والقلق، خاصة مع ظهور عدد من الجوائح والأوبئة التي بدأت بـ فيروس كورونا ومتحوراته "تسبب في مقتل 6,29 مليون شخص"، بجانب أيضا جدري القرود، "أصبح مصدر قلق جديد للبشرية"، حيث أعلنت أكثر من 16 دولة عن تسجيل إصابات به

 الحمى النزفية بالعراق

الحمى النزفية تضرب العراق

الجوائح والأوبئة لم تقف عند كورونا وجدري القرود، بل تخطى الأمر ذلك فمثلا يعاني العراق الشقيق من ارتفاع كبير في الإصابات بـ"حمى القرم الكونغو النزفية"، التي طغت على وباء "كوفيد-19".

فأصبح مشهد قيام فريق طبي بتعقيم بقرة وصغارها بمبيدات حشرية داخل حظيرة صغيرة في إحدى قرى جنوب العراق النائية من اليوميات في مزارع البلاد.

فالأرقام تتكلم عن نفسها فمنذ يناير الماضي، سجلت البلاد 111 إصابة بين البشر بالمرض، بينها 19 وفاة، وفق منظمة الصحة العالمية.

وفي السنوات السابقة، "كانت الحالات التي تسجل لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة سنويا"، بحسب مدير شعبة السيطرة على الأمراض داخل دائرة الصحة في محافظة ذي قار الجنوبية حيدر حنتوش.

وسجلت هذه المحافظة الفقيرة والريفية وحدها نصف الإصابات الإجمالية بالحمى النزفية في العراق. 

وتنتشر في هذه المنطقة تربية المواشي من جواميس وبقر وماعز وغنم، وهي الحيوانات الوسيطة في نقل حمى القرم الكونغو إلى الإنسان.

وبحسب منظمة الصحة العالمية، يحدث انتقال حمى القرم الكونغو إلى الإنسان "إما عن طريق لدغات القراد أو بملامسة دم أو أنسجة الحيوانات المصابة خلال الذبح أو بعده مباشرة".

واكتشف الفيروس للمرة الأولى في العام 1979 في العراق، وهو يسبب الوفاة بنسبة تتراوح بين 10 إلى 40% من الإصابات. 

منظمة الصحة العالمية 

أسباب أدت لارتفاع الإصابات 

وبحسب منظمة الصحة العالمية، "ينتقل الفيروس من إنسان إلى آخر نتيجة الاتصال المباشر بدم الشخص المصاب أو إفرازاته أو أعضائه أو سوائل جسمه الأخرى".

وفي العام الماضي 2021،  سجلت محافظة ذي قار 16 إصابة بينها 7 وفيات، في حين تسجل المحافظة هذا العام 43 إصابة بينها 8 وفيات وأكثر المصابين من مربي المواشي والقصابين، وهذا وفق السلطات.

ويرجع الارتفاع في أعداد الإصابات بالحمى النزفية في بلاد الرافدين إلى أسباب متعددة منها ما يلي:

  • غياب حملات التعقيم التي تجريها السلطات للحيوانات خلال عامي 2020 و2021، بسبب الإغلاق المرتبط بفيروس كورونا وبالنتيجة، "نمت أعداد الحشرات".
  • "تكاثر الحشرات" ويرجع الارتفاع "بحذر شديد بجزء منه إلى الاحترار المناخي الذي تسبب بتمديد لفترة التكاثر عند الحشرات".
  • قلة توعية الناس حول طرق انتقال هذا المرض وعدم أخذ الأمر بجدية، لا سيما بشأن الإرشادات التي يقدّمها الأطباء.
  • انتشار الحيوانات" المشردة.

غالبية المرضى هم في "مرحلة الشباب، معدل الأعمار حوالى 33 عاما"، على الرغم من أن إصابات سجلت عند طفل يبلغ من العمر 12 عاما، ورجل يبلغ 75 عاما.

وفي الحالات الأكثر تقدما للمرض، يعاني المريض من النزف من الفم والأنف وتحت الجلد وفي الجهاز الهضمي والجهاز البولي.

الحمى النزفية تسبق كورونا في العراق 

أبرز المعلومات عن المرض

ولا يقتصر هذا الفيروس على العراق، فهو يسجل إصابات أيضا منذ سنوات في البلقان كما في السودان وناميبيا وإيران وتركيا

كما شهد ارتفاعا ملحوظا في أفغانستان في العام 2018 مع 483 إصابة، وفي العام 2019 مع 583 إصابة، وفي العام 2020، سجل 184 إصابة بينها 15 وفاة، بحسب منظمة الصحة العالمية.

ويكثف العراق، إلى جانب الأمم المتحدة، في الآونة الأخيرة حملات التعقيم والتوعية في أوساط السكان.

وأدخلت المستشفيات علاجا جديدا بمضادات فيروسية "بدأ بإعطاء نتائج جيدة"، حيث جعل "معدل الوفيات يتراجع".

قرب مدينة النجف في جنوب العراق، تراقب السلطات الصحية إجراءات النظافة التي تعتمدها المسالخ، فيما تراجع استهلاك اللحم الأحمر في المحافظة بنسبة 50%.

ويستعرض موقع «صدى البلد»، أبرز المعلومات عن الحمى النزفيةا:

يطلق مصطلح الحمى النزفية على مجموعة من الأمراض الفيروسية، والتي تختلف في شدتها وحدتها، فمنها العادي ومنها الخطير الذي قد يؤدي للموت.

تتسبب الأمراض الفيروسية المسؤولة عن الحمى النزفية بضرر في جهاز الدوران والأوعية الدموية، مما يتسبب في ظهور نزيف ما يكون طفيف، ومن هنا أخذت هذه الأمراض اسمها، أمراض الحمى النزفية، وأحد أكثر أنواع الفيروسات المسؤولة عن أمراض الحمى النزفية شهرة هو فيروس الإيبولا.

الحمي النزفية ترعب العراق 

أنواع أمراض الحمى النزفية

الحمى النزفية هو مصطلح يضم مجموعة من الأمراض الفيروسية، ويتم تصنيفها في 4 مجموعات رئيسة وهم:

ـ مجموعة الفيروسات الرملية.

ـ مجموعة الفيروسات الخيطية.

ـ مجموعة الفيروسات البنيوية.

ـ مجموعة الفيروسات المصفرة.

بعض الأمثلة على أمراض الحمى النزفية  

ـ حمى لاسا.

ـ الحمى النزفية إيبولا.

ـ حمى الضنك.

ـ الحمى الصفراء.

ـ حمى الأرجنتين النزفية.

تعتمد أعراض الحمى النزفية الظاهرة على الفيروس الذي كان قد سبب المرض، كما قد تختلف أعراض الحمى النزفية من شخص لآخر حتى مع الإصابة بذات النوع من الفيروسات، لكن أهم الأعراض التي قد تظهر:

ـ ارتفاع في درجة الحرارة الجسم.

ـ إرهاق وتعب.

ـ دوخة.

ـ آلام متنوعة في العضلات.

ـ شعور بالوهن والضعف العام.

ويتم انتقال الحمى النزفية عن طريق لمس حيوانات مصابة أو سوائل جسم حيوانات مصاب، أو التعرض لعضة أو قرصة من حشرات حاملة للمرض، مثل: البعوض، والبق، أو التواصل الجسدي المباشر مع شخص مصاب أو لمس سوائل جسدية لشخص مصاب.

ما قد يجعل الشخص أكثر عرضة للإصابة بالحمى النزفية هو مجموعة من الأمور، منها:

ـ العمل أو التطوع للعمل مع مرضى الحمى النزفية في بيئات أو دول تنتشر فيها هذه الأمراض.

ـ ذبح حيوانات مصابة أو التعامل معها.

ـ استخدام أدوات طبية ملوثة أو تم استخدامها مع شخص مصاب مسبقا.

ـ العمل في مباني أو بيئات تنتشر فيها الجرذان والفئران.

علاج يستخدم للحمى النزفية

يتم علاج الحمى النزفية بمحاولة علاج الفيروس المسبب لها، حيث أن لكل من هذه الفيروسات طريقة علاج مختلفة، لكن لا علاج معروف  لمرض الحمى النزفية حتى الآن .

ولكن يمكن الوقاية من الحمى النزفية عن طريق : 

ـ القضاء على القوارض الموجودة في البيت أو بيئة العمل.

ـ تنظيف البيئة المحيطة وتعقيمها جيدا في حال وجود شك بأن هناك قوارض موجودة.

ـ العمل على القضاء على البعوض والبق في البيئة المحيطة.

ـ اتخاذ الاحتياطات اللازمة عند السفر لبيئات تنتشر فيها أمراض الحمى النزفية، مثل: ارتداء ملابس طويلة وساترة للجسم تم رشها بمواد طاردة للحشرات، واستخدام أسرة وفرشات خاصة ومعقم، وتجنب ملامسة أي قوارض أو حيوانات قد تكون مصابة في البيئة المحيطة.

طرق الوقاية من الحمى النزفية