الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

المدير الإقليمي للإيفاد: حياة كريمة مشروع متكامل.. الأسر الفقيرة الأكثر تضررا بالحرب الأوكرانية.. 22 دولة حول العالم تحتاج لمساعدات..نستهدف جمع 500 مليون دولار لمواجهة تغيرات المناخ

دينا صالح المدير
دينا صالح المدير الإقليمي لصندوق الإيفاد

المدير الإقليمي للإيفاد فى حوار لـ صدي البلد:

حياة كريمة مشروع متكامل يشمل التعليم والبنية التحتية والمراكز الصحية 


الأسر الريفية وقع عليها الضرر الأكبر جراء كورونا والحرب الأوكرانية


توزيع 120 مليون دولار على دول العالم لمواجهة كورونا 


اعتماد الدول على الاسواق الخارجية يمثل خطورة 


جمع 100 مليون دولار لدعم الدول الأكثر تأثر بتغيير المناخ 


مؤتمر الأطراف في مصر فرصة لتنفيذ تعاهدات COP26
 

يسعي الصندوق الدولي للتنمية الزراعية (الإيفاد) التابع للأمم المتحدة إلى الإستثمار في الأسر بهدف تمكينهم من زيادة أمنهم الغذائي وتحسين تغذية أسرهم ورفع مستوى دخلهم، ليس ذلك وفقط بل يعمل الإيفاد أيضا حيثما يضرب الفقر والجوع بجذوره في الأعماق في أبعد المناطق النائية من البلدان النامية وفي الأوضاع الهشة التي لا يُقدم على دخولها سوى قليل من الوكالات الإنمائية.

ولكن التحدي الأكبر الذى يواجه صغار المزارعين والفقراء هو تغيُّر المناخ، وتزايد عدد سكان العالم، وتقلب أسعار الأغذية والطاقة، الأمر الذي يدفع ملايين الأشخاص الضعفاء الآخرين إلى السقوط في براثن الفقر المدقِّع والجوع بحلول عام 2030. وفى هذا الإطار حاور موقع صدي البلد، دينا صالح المدير الإقليمي لمنطقة الشرق الأدني وشمال أفريقيا وأوروبا بالصندوق الدولي للتنمية الزراعية "الإيفاد IFAD"، التابع للأمم المتحدة.

حيث أكدت صالح أن أهداف الصندوق تتمحور حول دعم صغار المزارعين والفقراء وقالت إن غالبية المزارعين تأثروا بجائحة كورونا مشيرة إلى صعوبة تسويق منتجاتهم، وعدم توافر وسائل الاتصال نتيجة الحصار الذي تسبب به "كوفيد 19".

وإلى نص الحوار … 

-ما حجم الخسائر التى سببها وباء كورونا على القطاع الزراعي؟

فترة الجائحة شهدت ارتفاعًا فى الأسعار، كما أن تأثيرات الوباء لم تقتصر على فترة بعينها، وتبعتها صدمات لاحقة مثل الحرب الأوكرانية الروسية؛ الأمر الذى أدى إلى مضاعفة التأثيرات السلبية.

الأسر الريفية الأكثر فقرًا وقع عليها الضرر الأكبر جراء وباء كورونا، والحرب الروسية الأوكرانية كما أن الصندوق تعامل مع الصدمات التى أحدثتها الحرب الأوكرانية الروسية، مثلما واجه فيروس كورونا من بدايته.

-كيف تعامل الصندوق مع الصدمات التى أحدثتها الحرب الأوكرانية الروسية؟

تعلمنا من فترة مع وباء كورونا كثيرا وخصص الإيفاد مبالغ مالية بما يقرب من 120 مليون دولار توزعت على دول العالم؛ لمعالجة التحديات التي فرضها كورونا.وبنفس طريق التفكير تعامل الصندوق مع الحرب. لا شك أن صغار المزارعين والمشروعات القائمة سوف تتأثر بتلك الحرب فضلا عن جراء ارتفاع الأسعار. الإيفاد تحاول إيجاد حلول فبالنسبة للتسويق رأينا الكثير فى وباء كورونا وأيضا خلال الحرب، حيث أن هناك تسويق عبر الإنترت والمواقع الالكترونية وهذه الطريقة تساعد من حيث توافر المعلومات للمزارع بدون مرشد زراعي يقوم بتوجيهه.

-بالنسبة لتحقيق الأمن اغذائي ما الذي يقوم به الصندوق فى هذا الإطار ؟

الأمن الغذائي هو عملية مُركبة وتتأثر بالحرب، فـ روسيا وأوكرانيا تقريبا يصدروا 30% من احتيجات العالم، فدولة مثل الصومال تعتمد بنسبة 100% على القمح الروسي والأوكراني، لبنان بعدما حدث انفجار المخازن بها لم يعد لديها مكان للتخزين، لبنان وتونس تأثروا لديهم تخزين كافي فبعد شهرين من الحرب حدث نقص المخزون، ومع دخول شهر رمضان زاد إستهلاك فى السلع والقمح  بحوالى 60% زيادة استهلاك، كصندوق نراقب المؤشرات التى تؤثر على الأمن الغذائي 
نشوف الدول الأكثر احتياجا وتأثرا.

ثم قمنا بالعمل مع المانحين الذين يعملون مع الصندوق مثل هولندا ودول أوروبا وأمريكا  والخليج يتبرعون للدول الأكثر احتياجا والتى يبلغ عددها 22 دولة من بينها الصومال واليمن وافغانستان وهايتي وعدة دول نستهدفهم بتخصيص مبالغ ومنح المتضررين ليستفادوا من المنح.

-هل يقوم الصندوق بوضع خارطة طريق للدول الأكثر بتأثرا بالأزمات لتنمية مواردها الذاتية؟

هذا من أساس العمل فى الصندوق ومهمته كصندوق نستهدف صغار المزراعين وافقر الأسر الريفية، فالصندوق يحاول العمل على تحويل للانتاج بحيث يعتمد المزارع على نوعية من المنتجات ويمكن مساعدته لزراعة منتجات أخري.كما أننا نعمل مع الحكومات لتعديل سياسيتهم، هناك متضريين وعائلات فقراء يمكن للحكومات تقديم مساعدات لهم.

لدينا فى الإيفاد خطط قصيرة الأمد وأخري طويلة حيث نوجه المزارعين على اسواق مختلفة بدلا من الاعتماد على أسواق معينة قد تكون مغلقة بفعل الصدمات، كما نقدم مجموعة دعم للاسر الفقيرة لتلك الفترة حتى يسطتعيوا ان يقاوموا التحديات التى يواجهونها.

أما بالنسبة للخطة طويلة الأمد نعمل مع الحكومات لتعديل السياسيات، ففى العالم العربي يتم الإعتاد على الخبز والشعير والأرز بشكل أساسي، علينا أن نعدل هذا النظام الغذائي بحيث يتم تقليل استهلاك الخبز من خلال التعليم وتغير العقليات والعادات، وعمل برامج توعية للمزارعين لتعديل نظام الأكل.

ويحاول الإيفاد أن تحقق الدول اكتفاء ذاتي، حيث أن اعتماد الدول  على الاسواق الخارجية يمثل خطورة فلابد أن يكون الأمن الغذائي مثبت داخل البلد بدلا من الاعتماد على الاسواق الخارجية.

ويمكن عقد شراكت وتبادل بين الدول المجاورة التى لديها اكتفاء ذاتي بمنجات بعينها والعمل على بناء علاقات بينها، فهناك شراكة بين مصر ومالدوفا وهى دولة أوروبية لديها انتاج كبير من التفاح ومشتقاتها ولديهم كمية كبيرة، وتم عقد شراكة مع مصر من أجل تصدير التفاح إليها وفى نفس الوقت تستودر البلد الأوربي البرتقال والفواكه الأخرى من القاهرة.

وعليه فإن التعاون بين الدول يسهل ويخفض فى الاسعار التى عادة تكون خيالية.

-كيف يري الصندوق مبادرة حياة كريمة.

نثمن هذه المبادرة التى أطلقتها الحكومة المصرية، فالبرماج التنموية والتى تكافح الفقر لابد أن تكون متكاملة كصندوق لدينا تجربة مثل غرب النوبارية وهو نفس نموذج حياة  كريمة ورأينا نجاحها واستدامتها.

نحي الحكومة المصرية  بالفكرة وتوسيعها بشكل عام على مستوي الجمهورية، فحياة كريمة مشروع متكامل يشمل التعليم والبنية التحتية والمراكز الصحية، حيث يوجد كل المكونات للاسرة حتى يتحقق الاستقرار وتتكون لتلك الأسر الفقيرة مناعة لأى صدمات.

- مالذي يقوم به الصندوق من أجل التوزان الدقيق للطبيعة وزيادة الرقعة المزروعة؟

يضع الصندوق مبادئ قوية من أجل دعم المشروعات الجديدة بحيث تكون صديقة للبيئة  حيث أن أى مشروع يتم انشائه فى اي قرية، لابد ن الأخذ فى الإعتبار عدم إحداث اضرار للبيئة وتكافح أيضا مع تغير المناخ .

المشروعات التى ننصح بها المزارعين بها شروط كثيرة قوية. الإيفاد قام بإطلاق صندوق بداخل متخصص تعالج كل اثار التغير المناخي الذي يضر صغار المزرعين بقيمة 150 مليون دولار تقريبا، كما تم إطلاق صندوق اضافي هدفها جمع 500 مليون دولار  وقمنا بجمع 100 مليون دولار حتى الأن توزع فى المشروعات والدول الأكثر تأثر بتغيير المناخ.

هناك دولا متأثرة بتغير المناخ مثل كثير من الدول العربية لديها نقص فى المياه السطحية والأمطار والجفاف مثل المغرب العربي وتونس  و الجزائر، كما أن الأردن و اليمن لديهم اعتمادهم على الأمطار والتى لا توفر لهم أو تضمن لهم زراعة مستدامة.

الصندوق يسعي إلي إيجاد الحلول مثل حصاد مياه وصنع برك لحصاد مياه الامطار للري وللأستخدات المنزلية و عمل شبكات ري وتدريب المزارعين على الطرق الحديث والتى فيها ادارة موارد الطبيعة بشكل يحافظ على البيئة وتقويهم وتعطيهم الامكانيات وتكيفم مع التغير المناخي.

-كيف يري الصندوق استضافة مصر لمؤتمر الأطراف cop27؟

الصندوق يعقد شراكة مع الحكومة المصرية منذ 40 عامًا فى كافة الأنشطة والبرامج التى تخص الزراعة والأنشطة الريفية.

مؤتمر الأطراف  cop27  والذي يعقد فى مدينة شرم الشيخ فى نوفمبر المقبل هو حدث هام ليس فقط بالنسبة لمصر والعالم ولكنه أيضًا هام لمنظمة الإيفاد، لافتة إلى أن أهداف المؤتمر تتناول صغار المزارعين وتكيفهم للتغير المناخي، وبالتالي فإن تلك الأهداف تنطبق بنسبة 100% على مبادئ الصندوق.

الصندوق شارك فى مؤتمر الدول الأطراف COP26  فى جلاسكو حيث خرج هذا المؤتمر بمجموعة من التوصيات والتعاهدات.. وسيكون مؤتمر الأطراف فى مصر فرصة لتشجيع الدول على الالتزام بالوعود التي قدمتها الدول خلال الدورة السادسة والعشرين لمؤتمر الدول الأطراف COP26 وتبلورت في ميثاق جلاسكو للمناخ، ووضعها موضع التنفيذ خلال مؤتمر COP27 في شرم الشيخ في مصر.