الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كم عدد الخلفاء الراشدين .. أعمالهم وفضائلهم

القرآن الكريم
القرآن الكريم

عدد الخلفاء الراشدين ، النبي صلى الله عليه وسلم بين لنا في مواضع كثيرة أهمية الاهتداء والاقتداء بسنة الصحابة والخلفاء الراشدين المهديين الذين يأتون من بعده، فقال:" :" عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ - وهي ضروس العقل"، وهذه كناية عن شدة التمسك.

 

من هم الخلفاء الراشدين 

 

الخلفاء الراشدون هم، أبو بكر الصديق، عمر بن الخطاب ، عثمان بن عفان ، علي بن أبي طالب، رضوان الله عليهم أجمعين.

القرآن الكريم

 

أبو بكر الصديق


أبوبكر الصديق عبد الله بن عثمان التيمي القرشي (50 ق هـ - 13هـ / 573م - 634م) هو أول الخلفاء الراشدين، وأحد العشرة المبشرين بالجنة، وهو وزير نبي الإسلام محمد وصاحبه، ورفيقه عند هجرته إلى المدينة المنورة.
يَعدُّه أهل السنة والجماعة خيرَ الناس بعد الأنبياء والرسل، وأكثرَ الصحابة إيماناً وزهداً، وأحبَّ الناس إلى النبي محمد بعد زوجته عائشة. عادة ما يُلحَق اسمُ أبي بكر بلقب الصّدّيق، وهو لقب لقبه إياه النبي محمد لكثرة تصديقه إياه.
ولد أبوبكر الصديق في مكة سنة 573م بعد عام الفيل بسنتين وستة أشهر، وكان من أغنياء قريش في الجاهلية، فلما دعاه النبي محمد إلى الإسلام أسلم دون تردد، فكان أول من أسلم من الرجال الأحرار. ثم هاجر أبو بكر مرافقاً للنبي محمد من مكة إلى المدينة، وشهد غزوة بدر والمشاهد كلها مع النبي محمد، ولما مرض النبي مرضه الذي مات فيه أمر أبا بكر أن يَؤمَّ الناس في الصلاة. توفي النبي محمد يوم الاثنين 12 ربيع الأول سنة 11هـ.
بويع أبوبكر بالخلافة في اليوم نفسه، فبدأ بإدارة شؤون الدولة الإسلامية من تعيين الولاة والقضاء وتسيير الجيوش، وارتدت كثير من القبائل العربية عن الإسلام، فأخذ يقاتلها ويرسل الجيوش لمحاربتها حتى أخضع الجزيرة العربية بأكملها تحت الحكم الإسلامي، ولما انتهت حروب الردة، بدأ أبو بكر بتوجيه الجيوش الإسلامية لفتح العراق وبلاد الشام، ففتح معظم العراق وجزءاً كبيراً من أرض الشام.
توفي أبو بكر يوم الاثنين 22 جمادى الآخرة سنة 13هـ، وكان عمره ثلاثاً وستين سنة، فخلفه من بعده عمر بن الخطاب.

 

عمر بن الخطاب

 

عمر بن الخطاب .. هو ثاني الخلفاء الراشدين، وأول من سُمّي بأمير المؤمنين، وهو الذي أيد الله -تعالى- به الإسلام، وفتح به الأمصار، وقد وردت الكثير من النصوص التي تدل على عِظم فضله، وترصد لكم « صدى البلد» جانبًا من سيرة عمر بن الخطاب - رضى الله عنه-.

عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رباح، من بني عدي بن كعب إحدى عشائر قريش، وأمه حنتمة بنت هاشم المخزومية، ولد بعد عام الفيل بثلاث عشرة سنة.

كان عمر بن الخطاب طويل القامة، ضخم الجسم، كثير شعر البدن، وقد انحسر شعره عن جانبي رأسه، أبيض البشرة، شديد الحمرة، يخضب شيبه بالحناء، له شارب كثيف، أعسر يسر -وهو الذي يعمل بيديه جميعًا.

السجود في الصلاة


 


أعمال الخلفاء الراشدين

 

بلغ الثلاثين من عمره وقت المبعث النبوي، فكان شديدًا على المسلمين، ودعا له النبي صلى الله عليه وسلم بالهداية فأسلم عمر في السنة السادسة من البعثة، فاعتز به الإسلام. وجهر بإسلامه فتعرض له المشركون وقاتلهم وقاتلوه.

وعرف في الجاهلية بالفصاحة والشجاعة، وعرف في الإسلام بالقوة والهيبة، والزهد والتقشف، والعدل والرحمة، والعلم والفقه وكان مسدد القول والفعل.

وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم خمسمائة وسبعة وثلاثين حديثًا، وقد وافقه القرآن في عدة آراء اقترحها على رسول الله صلى الله عليه وسلم منها اتخاذ مقام إبراهيم مصلى، وحجاب أمهات المؤمنين، ونصحه لأمهات المؤمنين قبل نزول آية التخيير.

وبشره رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة، وبالشهادة، وبما سيكون على يده من خير، ووصفه بالعبقري "لم أر عبقريًا يفري فريه" (البخاري). وبيَّن أنه إن كان في الأمة محدث -بمعنى ملهم- فهو عمر (البخاري). وأمر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه بالاقتداء بأبي بكر وعمر.

 

وقد غلبت الدولة الإسلامية في عهده الفرس والروم وحررت الهلال الخصيب ومصر، ومصرت الكوفة والبصرة والفسطاط، ومازالت في صعود وامتداد، حتى اغتاله أبو لؤلؤة المجوسي غلام المغيرة بن شعبة وهو يؤم المسلمين في صلاة الفجر ليلة الأربعاء لأربع ليال بقين من ذي الحجة سنة 23 للهجرة، بعد خلافة دامت عشر سنين وستة أشهر، وكان عمره ثلاثًا وستين سنة.

 

عثمان بن عفان


سيدنا عثمان بن عفان -رضي الله عنه وأرضاه- من السابقين إلى الإسلام، وثالث الخلفاء الراشدين، كان حسن الوجه، لا بالطويل ولا بالقصير، كبير اللحية، أسمر اللون.

كان يُلقَّب بذي النورين؛ لأنه تزوج بالسيدة رقية -رضي الله عنها- بنت رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-، وبعد أن تُوفيت تزوج بشقيقتها السيدة أم كلثوم -رضي الله عنها-، فقد جمع بين نوري ابنتي الرسول صلى الله عليه وسلم. وورد أنه بعد أن ماتت قال النبي - صلى الله عليه وآله وسلم-:«زَوِّجُوا عُثْمَانَ، لَو كَانَ لِي ثَالِثَةً لَزَوَّجْتُهُ، وَمَا زَوَّجْتُهُ إِلَّا بِالْوَحْيِ مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ»، رواه الطبراني.

 

أعمال الخلفاء الراشدين

 

قد كان لسيدنا عثمان -رضي الله عنه- فضلٌ كبيرٌ وجهدٌ وافرٌ في خدمة الإسلام وتثبيت أركانه؛ فإنه -رضي الله عنه- كان ثريًّا، وكان ماله في خدمة الدعوة وتبليغ الإسلام ونصرته، فقام -رضي الله عنه- بالكثير من الأعمال الجليلة في هذا المقام، فقد جهز جيش العسرة الذي كان ينوي أن يواجه جيش الروم حتى إذا وصلوا إلى تبوك علموا بتغيير هرقل لرأيه وقرر عدم قتال المسلمين.

فعن عبد الرحمن بن سمرة - رضى الله عنه- قال: جاء عثمان إلى النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- بألف دينار حين جهز جيش العسرة فنثرها في حِجره، قال عبد الرحمن: فرأيت النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- يقلبها في حجره ويقول: «مَا ضَرَّ عُثْمَانَ مَا عَمِلَ بَعْدَ اليَوْمِ» مَرَّتَيْنِ، رواه الترمذي.

وعن عبد الرحمن بن خباب - رضى الله عنه- قال: شهدت النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -وهو يحث على جيش العسرة فقام عثمان بن عفان فقال: "يا رسول الله عليَّ مائة بعير بأحلاسها وأقتابها في سبيل الله"، ثم حَضَّ على الجيش فقام عثمان بن عفان فقال: "يا رسول الله عليَّ مائتا بعير بأحلاسها وأقتابها في سبيل الله"، ثم حَضَّ على الجيش فقام عثمان بن عفان فقال: "يا رسول الله عليَّ ثلاثمائة بعير بأحلاسها وأقتابها في سبيل الله"، فأنا رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ينزل عن المنبر وهو يقول: «مَا عَلَى عُثْمَانَ مَا عَمِلَ بَعْدَ هَذِهِ، مَا عَلَى عُثْمَانَ مَا عَمِلَ بَعْدَ هَذِهِ»، رواه الترمذي.

كان يهودي يملك بئر "رومة" ولم يكن غير هذا البئر صالحًا للشرب في المدينة حين هاجر إليها المسلمون، فقال النبي- صلى الله عليه وآله وسلم:- «مَنْ يَحْفِرْ بِئْرَ رُومَةَ فَلَهُ الجَنَّةُ» فحفرها عثمان، رواه البخاري.

الدعاء

وعن أنس - رضي الله عنه- قال: "صعد النبي -صلى الله عليه وآله وسلم - أُحُدًا ومعه أبو بكر، وعمر، وعثمان، فرجف، وقال: «اسْكُنْ أُحُدُ -أَظُنُّهُ ضَرَبَهُ بِرِجْلِهِ- فَلَيْسَ عَلَيْكَ إِلَّا نَبِيٌّ، وَصِدِّيقٌ، وَشَهِيدَانِ»، رواه البخاري، فكان كما قال - صلى الله عليه وآله وسلم-، فمات عمر وعثمان رضي الله عنهما شهيدين، في نهاية خلافة كلٍّ منهما.

وذكر بعض الصحابة أن قوله - تعالى-: «أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ»، [الزمر: 9] قد نزل في سيدنا عثمان - رضي الله عنه-؛ حيث إنه كان شديد التعلق بالله كثير الذكر والعبادة، يخاف الله -عز وجل -ويرجو رحمته ورضوانه، وقد بشره رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم- بالجنة فكان من العشرة المبشرين بها، فرضي الله عنه وأرضاه ونفعنا بسيرته نزُكِّي بها أنفسنا ونتأسَّى به رضي الله عنه في سعينا وعملنا.

 

علي بن أبي طالب

 

وهو أمير المؤمنين على بن أبى طالب، رضي الله عنه وكرم وجهه، ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وزوج السيدة فاطمة الزهراء، وأبا لسيدا شباب أهل الجنة الحسن والحسين، كُنى: بأبى تراب، وأبى القسم الهاشمي.

أمه: فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف بن قصي، ويقال: إنها أول هاشمية ولدت هاشميا، وكان له من الأخوة طالب، وعقيل، وجعفر، وكانوا أكبر منه، بين كل واحد منهم وبين الآخر عشر سنين، وله أختان: أم هانئ، وجمانة، وكلهم من فاطمة بنت أسد، وقد أسلمت وهاجرت.

والإمام علي هو رابع الخلفاء الراشدين، والذي أسلم مبكرًا، وشهد الغزوات مع النبي (صلى الله عليه وسلم)، وتزوج ابنة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فاطمة، واشتهر بالشجاعة والفصاحة والبلاغة، وقد اغتاله الخارجي عبد الرحمن بن ملجم الحميري، وهو ابن ثمان وخمسين.

من فضائل الخلفاء الراشدين

 

كان على أحد العشرة المشهود لهم بالجنة، وأحد الستة أصحاب الشورى، وكان ممن توفى ورسول الله ﷺ راضٍ عنهم، وكان رابع الخلفاء الراشدين، وكان رجلا آدم شديدا الأدمة أشكل العينين عظيمهما، ذو بطن، أصلع، وهو إلى القصر أقرب، وكان عظيم اللحية، قد ملأت صدره ومنكبيه، أبيضها، وكان كثير شعر الصدر والكتفين، حسن الوجه، ضحوك السن، خفيف المشى على الأرض.

أسلم الإمام علي وهو ابن سبع، وقيل: ابن ثمان، وقيل: تسع، وقيل: عشر، وقيل: أحد عشر، وقيل: اثنى عشر، وقيل: ثلاثة عشر، وقيل: أربع عشرة، وقيل: ابن خمس عشرة، أو ست عشرة سنة، قاله عبد الرزاق، عن معمر، عن قتادة، عن الحسن، ويقال: إنه أول من أسلم.

والصحيح: أنه أول من أسلم من الغلمان، كما أن خديجة أول من أسلمت من النساء، وزيد بن حارثة أول من أسلم من الموالي، وأبو بكر الصديق أول من أسلم من الرجال الأحرار.

وكان سبب إسلام الإمام علي صغيرا: أنه كان فى كفالة رسول الله ﷺ لأنه كان قد أصابتهم سنة مجاعة، فأخذه من أبيه، فكان عنده، فلما بعثه الله بالحق آمنت خديجة وأهل البيت ومن جملتهم علي، وكان الإيمان النافع المتعدى نفعه إلى الناس إيمان الصديق رضى الله عنه.

وروى الإمام أحمد: من حديث شعبة، عن عمرو بن مرة، سمعت أبا حمزة - رجلا من موالى الأنصار - قال: سمعت زيد بن أرقم يقول: أول من أسلم مع رسول الله ﷺ علي، وفى رواية: أول من صلى، قال عمرو: فذكرت ذلك للنخعى فأنكره، وقال: أبو بكر أول من أسلم.

وذكر محمد بن كعب القرظي: أول من آمن من النساء خديجة، وأول رجلين آمنا أبو بكر وعلي، ولكن كان أبو بكر يظهر إيمانه وعلى يكتم إيمانه قلت: يعنى خوفا من أبيه، ثم أمره أبوه بمتابعة ابن عمه ونصرته، وهاجر على بعد خروج رسول الله ﷺ من مكة، وكان قد أمره بقضاء ديونه ورد ودائعه، ثم يلحق به، فامتثل ما أمره به، ثم هاجر، وآخى النبى ﷺ بينه وبين سهل بن حنيف.

كما شهد الفتح وحنينا والطائف، وقاتل فى هذه المشاهد قتالا كثيرا، واعتمر من الجعرانة مع رسول الله ﷺ، ولما خرج رسول الله ﷺ إلى تبوك واستخلفه على المدينة، قال له: « يا رسول الله أتخلفنى مع النساء والصبيان؟، فقال: ألا ترضى أن تكون منى بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبى بعدى "، ثم لما مات رسول الله ﷺ كان على من جملة من غسله وكفنه وولى دفنه كما تقدم ذلك مفصلا ولله الحمد والمنة.

واغتاله الخارجي عبد الرحمن بن ملجم الحميري، وهو ابن ثمان وخمسين، في مثل هذا اليوم.