الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

سوس ينخر في المجتمع..لماذا كثرت جرائم القتل داخل الأسرة؟..أستاذ علم جريمة يرد

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

خلال الآونة الأخيرة، أصبحت جرائم الأسرة خطرا يهدد المجتمع المصري يوميا، حيث إنها تتكرر كل يوم داخل البيت المصري، وتختلف ظروفها ومكانها وأسبابها ما بين الميراث أو الاكتئاب أو الادمان.

مذبحة مرعبة في قنا 

كان آخر تلك الجرائم المتكررة يوميا في حياتنا، ارتكاب شاب مذبحة مرعبة لأفراد أسرته، بقرية أبومناع التابعة لمركز دشنا شمال قنا، حيث أطلق عليهم وابلا من الأعيرة النارية، نتج عنه مقتل والده و ٤ من أشقائه" ٢ رجال و ٢ سيدات".

كانت الأجهزة الامنية بمديرية أمن قنا، تلقت بلاغا بمقتل 5 أشخاص وإصابة سيدة بطلقات نارية بقرية أبومناع غرب مركز دشنا، وتم الدفع بسيارات الإسعاف إلى موقع الحادث، وبالفحص تبين مقتل «عبدالناصر» 70 سنة وأبنائه الاربعة وهم "أحمد" و"محمد" و"وحيدة" و"نجاة" وإصابة زوجته "سعاد" بطلق ناري بالساقين، وتم نقلها إلى مستشفى قنا العام، وإخطار النيابة العامة بالواقعة لمباشرة التحقيقات.

وأطلق جمال عبد الناصر إبراهيم أبو مناع، أعيرة نارية على أسرته، نتج عنها مقتل كل من: والده عبد الناصر إبراهيم أحمد، وشقيقيه أحمد عبد الناصر إبراهيم أحمد ، ومحمد عبد الناصر إبراهيم أحمد.

وكذلك مقتل شقيقتيه وحيدة عبد الناصر ابراهيم احمد ، و نجاة عبد الناصر ابراهيم احمد، و إصابة والدته سعاد وحيد على ٥٠ عاماً، بطلق نارى بالساقين.

أسباب حدوث جرائم الأسرة 

وفي هذا الصدد، قال الدكتور فتحي القناوي أستاذ علم الجريمة، إن القاتل في هذه الجريمة له ظروف معينة، حيث إن لديه احتياجا للمال، كما أنه يعاني من حالة نفسية شديدة، كما أصبح القاتل الآن يقوم بجريمة القتل بهدف الوصول إلى غايته وهدفه ومطلبه، أو الحصول على الميراث أو المخدرات.

وأضاف القناوي- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أصبحت المشكلة الأساسية في مجتمعنا الآن هي سهولة ارتكاب الجرائم، حيث إنه من المعتاد الآن هو أخذ الحق بالجرائم وليس بالقانون، وحينها لا يري القاتل أنه يقتل أو يدمر أسرته، ولكن كل ما يهمه هو الوصول لهدفه فقط.

وأشار، إلى أن الفكرة هنا في ارتكاب الجرائم هي احتياج الشخص، والظروف التي تحيط بالانسان هي التي تؤدي به إلى القتل وأساسها الاحتياج، فهنا يفكر القاتل في كيفية الوصول إلى هدفه وعدم تنفيذ الشيء، الذي يعتبر من أسباب اعتلال الصحة النفسية.

وتابع القناوي: "كل جريمة لها ظروفها وتحليلها  وتكوينها النفسي، والظروف التي أدت للقاتل أن يقوم بهذه الجريمة، ويجب الرجوع للدين والأخلاق وبناء الانسان ليشعر بقيمة نفسه".

إحصائيات للعنف الأسري بالمجتمع 

أكدت التحريات الأولية، أن ابن المجني عليه الأكبر أطلق النار على والديه واخوته وأمه بسبب خلافات على الميراث، تمكنت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن قنا من القبض المتهم، وعرضه على النيابة العامة.

وفي السياق ذاته دفع مرفق إسعاف قنا، بعدد من السيارات لنقل الجثث إلى مشرحة مستشفى قنا العام، لوضعها تحت تصرف النيابة العامة، كما تحرر محضر بالواقعة وأخطرت النيابة العامة لمباشرة التحقيقات.

والجدير بالذكر، أن إحصائيات العنف الأسري بالمجتمع في الربع الثاني من عام 2021، رصدها تقرير من منظمة الصحة العالمية بأن هناك طفرة وزيادة مقلقة في معدلات العنف، بواقع 191 جريمة عنف خلال 3 أشهر بشكل عام.

وسجلت فيها جرائم العنف الأسري نسبة 39.7% من جرائم العنف ضد النساء والفتيات من قبل أسرهن. فيما تصدرت جرائم القتل لأسباب متنوعة أعلى نسبة 28.2%، وبحسب المؤسسة غالبًا ما يدعي مرتكب الجريمة أنه ارتكب فعلته بغرض الدفاع عن الشرف للحصول على أحكام مخففة.

كما  رصد التقرير حوالي 66 جريمة قتل للنساء والفتيات على يد أحد أفراد الأسرة، أو الزوج الحالي أو السابق، وكانت أعلاها في محافظة الجيزة، كما سجلت أعلى نسب هذه الجرائم في وجه قبلي، حيث بلغت 37 حالة قتل، منها 8 حالات قتل للنساء والفتيات تحت مسمى "جرائم الشرف"، اثنتان منها بسبب الخلاف على الميراث، بينما زادت خلال تلك الفترة معدلات جرائم العنف الأسري، وبلغت حوالي 46.6% وقد تصدرت فيها معدلات جرائم القتل “بدافع الشرف” نسبة 27.7 %.