الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

شارك بفكرة

صدى البلد

خلق الله الكون، وجعل الأرض تدور، والبحار تمور والطيور تحوم، الأزهار تتفتح والسماء تتلون، كائنات تتقلب نباتات تتبدل جماد يتحول، والكل سواسية يعيش التناقضات المنطقية ويتعامل مع التغيرات اليومية، وما عليه إلا أن يتقبل الإرادة الربانية وكلمة الحق الكونية.

ولكن الإنسان هذا الكائن المُفكر وهبه الله الفضول والحاجة للمعرفة وشغف الاكتشاف فميزه عن باقي المخلوقات التي تشترك معه في كثير من الصفات المادية والمعنوية إلا العقل، ذلك الآلة البشرية المنفردة التركيب العظيمة التكوين المسؤولة عن التفكير.

لذا فأبرز ما يميز الأنسان هو أفكاره السبب الأول في كل ما شهدته الأرض من تغيير، فلو لم يفكر الإنسان البدائي ما تعلم الصيد وما اخترع النار وكان مصيرنا إلى اليوم أن نكون حفاة عراة نكافح الطبيعة ونحن نقطن الكهوف البعيدة، ولكن كل الفضل للأفكار تلك النعمة المملوكة للأخيار وأيضاً الأشرار، فالفكرة تمامها بكيفية تطبيقها.

ألفريد نوبل مثال حي على ذلك، عندما اخترع الديناميت كان  يقصد أن يستخدم في مجال التعدين وبناء شبكات النقل والطوربيدات البحرية، ولم يقف الانفجار الذي أودى بحياة أخيه وخمسة من أفراد أسرته عائقاً أمام رغبته في تطوير مادة النيتروجليسرين حتى وصل للديناميت، الذي تدين له البشرية بالفضل في مساعدتها على إعادة تشكيل الطبيعة الصلبة بما يتماشى مع احتياجاتها التوسعية في شق الطرق وإقامة المدن والتنقيب عن ثروات الأرض، وهذا الخير الذي وُلد من رحم الفكرة، أما استخدام الديناميت في الحروب فهو الشر الناتج من فكرة أحدهم.

فالأفكار تولد حُرة طليقة لا قيود عليها ولكن تطبيقها وتنفيذها هو رهن استقبالك للفكرة الذي يولد ألف فكرة وفكرة، وتلك من أهم خصائص الأفكار أنها ولادة ومفرخة للابتكار ودائماً ما تقبل التجديد والتطوير وإذا حسن استخدامها فأنها الطريق الآمن للازدهار.

وإذا كان المثل يقول عقلين أفضل من عقل، فما بالك بمئة مليون عقل! ومن ذلك المنطلق البنائي القائم على المشاركة والذي يمد جسور التواصل ويعتمد على التشاور جاءت المبادرة الرئاسية شارك بفكرة، والتى يمكن المشاركة فيها على الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية في خطوات بسيطة وغير معقدة، فهل لديك فكرة تشاركها ونكون شركائك فيها في تلك السابقة المصرية!

على مدار الساعة جلسات المحاكمة مفتوحة لكل قرار أو تصريح، الكل خبير استراتيجي ومستشار اقتصادي وطبيب غير متفرغ وحكم كروي ومحلل عسكري، لذا فبحسب تلك الشواهد نحسب أن المشاركة في المبادرة ستكون تاريخية وإلا فنحن فقط كلامانجية (محترفي الكلام دون الفعل).

ولأبدأ بنفسي سأسطر لكم بعض مما يدور برأسي، على غرار المركز الإعلامي للرد على الشائعات التابع لمجلس الوزراء، أتمنى أن يكون هناك مركز إعلامي للرد على التساؤلات، فالإشاعة في أصلها تساؤل بلا رد، ويتم ذلك بالتنسيق بين الوزارات المختلفة بل ويكون المركز معنى بالتواصل مع المحليات والإدارات المركزية للرد على كل ما يتعلق بتساؤلات المواطنين، وحرصاً على الرسالة المرجوة من هذا الموقع، فلتكون منصة محددة الحروف مثل منصة تويتر، حتى لا يتحول من وجهة للتساؤل لمنصة شكاوى.

والفكرة الثانية التى تراودني متعلقة بالكِتاب رفيق الدرب الخلاب، فكل كتاب عند إصداره يجب أن يتم إيداع ١٠ نسخ منه في دار الكتب في خلال ثلاثة أشهر من الحصول على رقم الإيداع، فماذا لو تم تغيير العدد لعشرين كتاب!
ويتم توزيع تلك الكتب بحسب ملائمة محتواها للمدارس المختلفة والمكتبات العامة، لاحياء فكرة المكتبة المدرسية، ولا تستصغر العدد ففي مصر يصدر سنوياً حوالي ٣٠ ألف اصدار وهذا يعني أنه في خلال خمس سنوات يمكن أن يكون لدينا مليون ونصف كتاب، حتى مع استبعاد الغث ستكون نسبة السمين مُبشرة.

وفي ذات الاطار أتمنى أن تتبنى مؤسسة الرئاسة فكرة عقول كريمة على نفس نهج حياة كريمة وهي فتح باب التبرع بالكتب للقرى المختلفة، فالكثير منا لديه كتب زائدة عن حاجته، وأيضاً الفئة التى تشتري الكتب سترحب بالمساهمة في تلك المبادرة بل وستسعد بذلك.

ومن الممكن أن تتطور الفكرة، ويتم ادراج نشاط القراءة مرة أخرى في المدارس، وعلى التلميذ أن يكتب تقرير مفصل عن عدد من الكتب كل عام بشكل مفصل ويكون من شروط أن يعتمد نجاحه من صف لآخر، فمن شبّ على شئ شاب عليه، لذا علينا أن نضع الكتاب الغير مدرسي بين يدي اليافعين، فالتجربة أثبتت أنهم لن يذهبوا إليه إلا من رَحم ربي، وذلك من الخطوات الهامة في صناعة الوعي.

أفكار وأفكار تموج ليل نهار، أطلِق لها العنان، فبلادك تتمنى أن تتكلم، فبدلاً من التنظير الغير مُجدي، وجه طاقتك الابتكارية نحو طريق التحقيق.
ولا تستصغر الفكرة مهما بدت بسيطة، فبساطة الأفكار سر تميزها، وكل ما تراه حولك من الإبرة للصاروخ هو محض فكرة!

وكما قال محمد علي كلاى "إذا كان عقلي يتصوّر أمراً ما، وقلبي يؤمن به، فبإمكاني تحقيقه" وهذا ربما يفسر لما قد لا تصل أفكارنا للنور فربما أنها لم تكن واضحة بالأساس ففقدت ظلها، أو بعيدة المنال فصعب تطبيقها، وهنا يجب أن نفرق بين الفكرة والحلم، فالحلم بحاجة لمجموعة أفكار لتحقيقه، أما الفكرة فيجب أن تكون محددة وواضحة وقابلة للتطبيق والتطويع وإلا فإنها لن تغادر دِكة الاحتياطي.
قيمة أفكارك تعتمد على قدر إيمانك بها، وأعلم أن أفكارك كالديناميت فلا تجعلها تنفجر في غير موضعها، ونحن بانتظار أفكارك البراقة فقد سئمنا من المنصات الندّابة، لذا شارك ولو بفكرة.