الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

فتاة بيلا روسيا السعودية

نسرين حجاج
نسرين حجاج

السوشيال ميديا.. عالم افتراضي مليء بالمخاطر والفرص، وساحة مفتوحة لتبادل الأفكار أو لتشويهها.. وستظل التكنولوجيا الرقمية سلاحاً ذا حدين، ويجب علينا أن نتأهل ونؤهل أبناءنا لخطورتها قبل فوائدها؛ "فالطريق إلى جهنم مليء بالنوايا الحسنة".

"أليونا"؛ هى فتاة روسية سعودية، وهي نموذج للجانب الإيجابي لتكنولوجيا الاتصال..  "أليونا" من "بيلا روسيا" (روسيا البيضاء) لأم وأب منفصلين.. تبناها والدها السعودى بعد أن تزوج والدتها،  تكفل الأب السعودي بها من عمر السنتين، فتعلمت أن الرجولة والإنسانية لا تقتصر على جنس أو بلد بل هى لجميع البشر. تقول إن والدها جعلها سعيدة؛ ربما تكون هويتى وشكلى لبلد اخر ولكن عندما أتحدث لغتى الأم عربية، ولهجتى سعودية.. تربيت فى مجتمع سعودى، وشعرت أننى منهم.. عندما أتحدث أثبت أننى سعودية الهوى، بل أنا من أعماقى سعودية.  

"أليونا" إنسانة دافئة، شخصيتها بها جمال تراكمي.. روحها الطيبة مع جمالها الخارجي، مع ثقافتها، وحداثة عمرها، يجعلها تدخل القلب مع كرات الدم البيضاء والحمراء.. متسامحة مع ذاتها برغم أنها فتاة متبناة..  زوجها أردني من أصول فلسطينية، وترى أنه يمتلك نفس الإنسانية والرجولة التي يمتلكها الأب السعودي .

"أليونا" وزوجها أنشأ قناة على اليوتيوب.. قناتهما كانت مجرد هواية.. قناتهما دافئة، والأجمل "الميكس" الذي ستجده.. فتاة ملونة، وزوج عربي، واندماج ثقافات، وروحهما التي بدأت في الظهور.. " أليونا" تخرجت من علوم سياسية وتحضر ماجيستير الآن وزوجها مهندس مدني.. أهم ما يميز قناتهما الاحترام، ورقى أخلاقهما، وهدفهما محاربة كل ظاهرة سلبية.

من أحلام "أليونا" وهي تتكلم بلسان حال الشباب "نحن جيل نحلم بتكاتفنا ونبذ العنصرية بلون أو بجنس .. ما فى أحد أحسن من أحد".. وتقول: "حاليا أنا و"يزن" شغالين على برنامج أسبوعي ثقافي توعوي اجتماعي، ونناقش بعض الموضوعات معتمدين على الأطروحات الإيجابية.. وأتمنى نكون قدوة حسنة للشباب".

أعجبت كثيراً بشخصية أليونا فهى قدوة حسنة لبنات مجتمعنا العربى.. إن مكتسبات "السوشيال ميديا" اليوم أصبحت قليلة، وخطورتها كبيرة، لذلك دعم البدايات الجيدة هو واجب علينا لنواجه الوحوش الخفية للعالم الافتراضي.. وكما قال أرسطو: "السعادة مرهونة بما نحن".