الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

علي جمعة يكشف عن مظاهر تغير الواقع وبناء الدولة الحديثة

علي جمعة
علي جمعة

قال الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف ، إن الواقع الذي نعيشه قد تغير، فمنذ 1830 وحتى 1930م اكتشف الإنسان واخترع ما استطاع به أن يغير برنامجه اليومي، ولقد حدد علماء الحضارة 1830 باعتبارها نقطة فارقة.

النقطة الفارقة

وأوضح علي جمعة من خلال صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، أن النقطة الفارقة يكون فيها حدث يتخذ كعنوان على بدء مرحلة أو انتهائها، ويكون لذلك الحدث دلالة، وفي هذه السنة أدخل الإنجليز الحديد في السفن، ولم يكن هناك بالمقابل في محور الجنوب أو على الأصح الإسلام (طنجة-جاكرتا ، غانا-فرغانة) ما يقابل ذلك الاختراع، والذي أمكن معه جعل الحديد يطفو على سطح الماء، وقد قلد العالمُ الإنجليزَ، وأدخلوا الحديد في سفنهم، ولكن الشعور بالإبداع والمبادأة والثقة بالنفس، مع شعور الآخر بالاحتياج وانتظار الإبداع حتى يتبعه ويقلده جعل هذه النقطة فارقة لما بعدها، وقدحت كثيرا في الندية بين الشرق والغرب، بعدما ذهب من قبل الشعور بالعلو أيام الحروب الصليبية.

وأضاف: في هذه المائة سنة ظهرت ونمت العلوم الإنسانية بشكل كبير، وظهرت أفكار أخرى غير الأفكار السائدة، وجاءت الدعوة إلى التنوير والحداثة، فأصدر البابا في الفاتيكان خطابه المشهور «باسنت» يلعن فيه سبعين علمًا ويحرمها؛ لأنها تكون في مفهومها ومناهجها هذه الفكرة الجديدة التي تسمى الحداثة، والتي جاءت وليدة النهضة الأوروبية ، ومتوجة لأربعة قرون من الزمن تمت فيها الاكتشافات الجغرافية والثورة الصناعية والمطبعة والثورة الفرنسية ...إلخ. وأصبح الإنسان لا يعيش غده كما يعيش يومه، ولا يومه كما عاش أمسه، وانتشرت الصحف، وحدثت ثورة في المواصلات والاتصالات والتكنولوجيا، واستطاع الإنسان أن يغادر الأرض إلى الفضاء.

وشدد على أنه مع بداية الثورة الهائلة في الاتصالات والمواصلات في القرن التاسع عشر واكتمال نموها في النصف الأول من القرن العشرين، بدأت تتغير معالم الحياة وأنظمة الدولة القديمة، وبدأت تنشأ الدولة الحديثة فقد شهد القرن التاسع عشر ظهور عدد كبير من وسائل الاتصال استجابة لعلاج بعض المشكلات الناجمة عن الثورة الصناعية، فقد أدى التوسع في التصنيع إلى زيادة الطلب على المواد الخام، وكذلك التوسع في فتح أسواق جديدة خارج الحدود، كما برزت الحاجة إلى استكشاف أساليب سريعة لتبادل المعلومات التجارية، وبالتالي أصبحت الأساليب التقليدية للاتصال لا تلبي التطورات الضخمة التي يشهدها المجتمع الصناعي. 

واختتم علي جمعة قائلا:بدأت تجارب واكتشافات واختراعات في الاتصالات السلكية واللاسلكية، انتهت بالاستقرار والانتشار للأجهزة الاتصالية الجماهيرية التي تشكل لب الثورة الاتصالية الآن ويطلق عليها مرحلة الاتصالات السلكية واللاسلكية أو الثورة الاتصالية أو الانفجار الاتصالي أو مرحلة الدوائر الإلكترونية؛ حيث بدأت محاولات عديدة لاستغلال ظاهرة الكهرباء بعد اكتشافها، وظهر العديد من المخترعات الجديدة، حيث اكتشف وليم سترجون عام 1824 الموجات الكهرومغناطيسية، واستطاع صمويل مورس اختراع التلغراف في عام 1837، وابتكر طريقة للكتابة تعتمد على النقط والشرط، وقد تم مد خطوط التلغراف السلكية عبر كل أوروبا وأمريكا والهند خلال القرن التاسع عشر.