الولادة القيصرية.. برستيج ومفاخرة أرهقت بطون النساء

زاد الحديث عن الولادة القيصرية خلال السنوات الأخيرة، خاصة بعد أسعار هذه العمليات المبالغ فيها وتأثيرها بشكل كبير على صحة الأم والجنين، فطالب العديد من الأطباء والبرلمانيات بضرورة تقليل عدد عمليات الولادة القيصرية،  للحد من خطر مضاعفاتها على صحة الأمهات والأطفال.

يسارعون إلى شق بطون النساء

ويلجأ العديد من السيدات إلى الولادة القيصرية، كنوع من أنواع المفاخرة والبرستيج.

وتعتبر زيادة معدل الولادات القيصرية إحدى المشاكل بجميع دول العالم وليست مصر فقط، والتي واجهها الاتحاد العالمي لأمراض النساء والتوليد، وتم تناول تلك المشكلة بالبحث والدراسة المستفيضة.

وزيادة معدل الولادات القيصرية في مصر لها أسباب عديدة، أولها الولادة في سن مبكرة والتي يصحبها  إجراءات خطيرة علي الأم مما يُلزم الطبيب بالتدخل حفاظاً عليها بعملية قيصرية.

وفي هذا الصدد، استنكر عدد كبير من الأطباء والنقابيين والبرلمانيين، تحميل الأطباء مسئولية ارتفاع نسب الولادة القيصرية في مصر، بالمقارنة بالمعدلات العالمية.

ومن جانبهما، تقدم كل من الدكتورة عبلة الألفي والدكتورة إيناس عبد الحليم عضويّ مجلس النواب بطلبي إحاطة حول زيادة معدل الولادات القيصرية في مصر والمشاكل المترتبة عليها، وضرورة التوسع في تخصص طبيب الأسرة وكذلك المدربات في ظل تطبيق قانون  التأمين الصحي الشامل.

وسبق وحذر الدكتور خالد عبدالغفار القائم بعمل وزير الصحة والسكان، من الولادة القيصرية، وأشار إلى أن 85% من حالات الولادة في مصر قيصرية، و60% من الأطفال حديثي الولادة يحتاجون لدخول حضانة، وأكد أنه كلما اعتمدنا على الولادة الطبيعية، قل عدد الأطفال المحتاجين للحضانات، كما أنه ليس من حق الحامل اختيار نوعية ولادتها لأن الطب هو الفيصل في هذه العملية.

على نفس الصعيد وصلت نسبة عمليات الولادة القيصرية في الولايات المتحدة الأمريكية إلى حد قياسي،  حيث بلغ عدد المواليد عن طريق الولادة القيصرية 1,4 مليون طفل أي بنسبة 32 % سنة 2007، حسب دراسة أجراها المركز الوطني الأميركي للإحصاءات الصحية. 

وأوضحت الدراسة، أن عدد عمليات الولادة القيصرية في الولايات المتحدة ارتفع 71% بين العامين 1996 و2007، واعتبرت عمليات الولادة القيصرية سنة 2006 من أكثر العمليات الجراحية التي أجريت في المستشفيات الأمريكية.

يتعامل معها الأطباء كـ"بيزنس"

وأشار الباحثون إلى أن الولادة القيصرية شملت نساء من كل الأعمار إلا أن النسبة الأكبر كانت بين النساء دون 25 عاما إذ ارتفعت بين العامين 2000 و2007 بنسبة 57 %، حيث إن الفئة الأكبر في هذا المجال هي النساء فوق سن الـ 40 إذ أن 48% من هذه الفئة بين سن الـ 40 و54 عاما خضعن لعملية ولادة قيصرية خلال عام 2007 في مقابل 23% لدى النساء دون سن 20.

ومن ناحية أخرى، بعض الأطباء ينظرون إلى الولادة القيصرية نظرة مادية، حيث تتكلف القيصري أضعاف ثمن الولادة الطبيعية فيتعامل بعض الأطباء مع الحالة كـ "بيزنس" وهؤلاء يخالفون ضميرهم المهني ويحولون مهنة الطب من رسالة سامية إلى تجارة خبيثة دون النظر إلى الحالة الصحية للأم.

وهناك الكثير من السيدات الحوامل يفتقد الوعي بأسباب الولادة القيصرية وليست لديهن الثقافة الطبية الكافية وهو ما يجعلهن فريسة لبعض أطباء النسا والتوليد الذين يتعاملون مع الولادة القيصرية علي أنها "بيزنس" للتربح وليست مهنة تحمل رسالة سامية فيقومون بإقناعهن بالولادة القيصرية دون مبررات طبية حقيقية لإجرائها.

ولكن أحيانًا تكون الولادة القيصرية أكثر أمنًا للأم والطفل من الولادة الطبيعية، وقد يوصي الطبيب بالولادة القيصرية في بعض الحالات التالية، وفقا لما نشر في موقع "مايو كلينك" الطبي، ومن أبرز الحالات التي تحتاج للولادة القيصرية، ما يلي :

- عدم المعاناة من آلام الطلق، أو توقفه:
توقف الطلق من أكثر الأسباب الشائعة للولادة القيصرية. ربما لا يفتح عنق الرحم بما يكفي رغم الانقباضات القوية التي تحدث على مدى عدة ساعات.

- عدم حصول الجنين على الأكسجين :
وإن رأي الطبيب أن الطفل لا يحصل على ما يكفي من الأكسجين، وضربات القلب كانت أضعف تعتبر الولادة القيصرية الحل الأمثل في هذه الحالة.

- الجنين بوضع غير طبيعي :
يمكن أن تكون الولادة القيصرية أكثر الوسائل أمنًا لولادة الجنين إذا كانت قدماه لأسفل وموجودة داخل قناة الولادة في المقدمة، أو إذا أخذ الجنين وضعًا جانبيًا، أو كانت كتف الجنين في المقدمة .

- الحمل في توأم :
وتكون الولادة القيصرية ضرورية إذا كنتِ حاملًا في توأم وكان الطفل الأول في وضعٍ غير طبيعي أو إذا كانت الأم حامل في أكثر من ثلاثة أطفال أو أكثر.

حلول لتقليل الولادات القيصرية 

 يجب على الأمهات الاهتمام بالوعي الصحي لأولادهن من خلال توفير التغذية الصحيحة للفتيات، وممارسة الرياضة بشكل أساسي للحفاظ على العضلات والتعرض للشمس، والتركيز على الأطعمة التي يتوافر فيها الكالسيوم، والابتعاد عن الأطعمة المشبعة بالدهون.

ولا تزيد أسعار الولادة القيصرية كثيرا على الولادة الطبيعية، ولذلك لا يوجد استسهال من الأطباء في إجراء ولادة قيصرية.

والولادة الطبيعية أفضل صحيا للأم والمولود ولا يمكن لطبيب أن يجري ولادة قيصرية لأم يساعدها طبيعة على الولادة الطبيعية.

ونرصد لكم الحلول لمشكلة زيادة معدل الولادات القيصرية بمصر:

• ضرورة توعية الرأي العام بفوائد الولادة الطبيعية وذلك من خلال ندوات موجهة للفتيات،و إعداد مادة علمية و توعوية عن الصحة الإنجابية كمقرر دراسي أساسي في جميع الجامعات.
  إنتاج إعلانات ممولة من وزارة الصحة في وسائل الإعلام المختلفة عن أهمية و فوائد الولادة الطبيعية أسوة بإعلانات المبادرات الطبية المختلفة. 
• ضرورة الالتزام بالقواعد الإكلنيكية والدواعي الطبية لاختيار طريقة الولادة الآمنة من قبل مقدمي الرعاية الطبية.
• تمسك المرأة بحقها في المعرفة والحصول علي جميع المعلومات الخاصة بحملها وجميع المضاعفات محتملة الحدوث نتيجة الولادة الطبيعية أو القيصرية، وإتاحة البدائل حال سماح الحالة الصحية لها بذلك.
• يجب أن يكون للنساء الحق في الإقرار بحرية ومسؤولية طريقة الولادة بعد المعرفة الكاملة بالتفاصيل.
• يجب على جميع مقدمي الرعاية الطبية تقديم تفسير وشرح وافٍ لكل إجراء طبي والشعور المترتب عليه للمرأة الحامل.