الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خناقة الدولار واليورو.. رابحون وخاسرون للمال عقب إجازة عيد الأضحى

اليورو والدولار
اليورو والدولار

للأمور الاقتصادية المختلفة عبر التاريخ، رابحون وخاسرون، وذلك بحسب أي حدث اقتصادي والذي لا يشترط أن يكون حدثا جللا، وإنما هناك أمور بسيطة قد تجعل من شخص فاحش الثراء، وآخر مفلس وربما معرض للضياع. 

وخلال فترة إجازة عيد الأضحى في مصر والدول العربية، لا تزال الأسواق العالمية والبنوك حول العالم تعمل بشكل طبيعي، الأمر الذي ترتب عليه إحداث تغيير لم يحدث طيلة العشرين عاما الماضية خلال تلك الإجازة، وهو تعادل قيمة الدولار أمام اليورو في سلة العملات العالمية، وربما يتفوق الدولار على اليورو خلال الأيام أو الساعات المقبلة.  

وكما ذكرنا من قبل، فإن ذلك الأمر ربما يكون ذا فائدة لأحدهم وضرر لآخر، وذلك بحسب حوزة كل شخص للعملات، وأيضا طبيعة العمل التي تحتاج للعملة كالاستيراد مثلا أو غيره. 

رابحون 

مما لا شك فيه أن أي شخص كان يملك الدولار خلال الفترة الحالية، فهو رابح، حيث سيعاود العمل عقب الإجازة ورصيده قد زاد قيمته، وستشهد الأيام الأولى من العودة من العطلة سعرا جديدا للدولار أمام العملة المحلية لكل بلد يغلق بنوكه الآن، ومن الرابحين أيضاً العاملون بالخارج بعملة الدولار والذي لديهم فرصة الحصول على أموالهم بأي من هاتين العملتين، فاختيار الدولار يعني زيادة القيمة بالعملة المحلية للمغترب أيضاً.

ويتساءل مثل أولئك المغتربين ممن يملكون الفرصة:" هل أشتري أيا من العملتين كي أربح فيما بعد؟ فالوضع به شقا،ن أولهما أنه إذا قام بشراء الدولار الآن وواصل الارتفاع أمام اليورو، فإن الأمر سيكون مربحا بلا شك، أما إذا عادت الورقة الأمريكية لسابق عهدها ما قبل أزمة أوكرانيا وروسيا، فإن ذلك سيكون ذا خسارة لرأس المال. 

خاسرون 

أما الخاسرون فهم كل من يملك قيمة كبيرة حالية من اليورو، حيث سيفاجأون عقب العودة من الإجازة بانخفاض قيمة تلك الأموال بحسب العملة المحلية لكل بلد، وأيضا سيفقد جزءا من ماله كل من لا يستطيع الحصول على قيمة أمواله من عمله أو دخله بالدولار بدلا من اليورو، فيما تنطبق فكرة شراء أحد العملتين بحسب ما ذكرنا بالسابق.   

اليورو أمام الدولار 

تداعيات تراجع اليورو أمام الدولار 

انخفاض سعر اليورو أمام الدولار مسجلا أدنى مستوى له منذ العام 2002، سيؤدي إلى العديد من الأزمات أيضا، فما هي التداعيات الملموسة جراء هذا التراجع في قيمة العملة الأوروبية؟

التضخم والقدرة الشرائية

يتم تحرير فواتير ما يقارب نصف المنتجات الواردة إلى منطقة اليورو بالدولار مقابل أقل من 40 بالمائة باليورو، وفق بيانات مكتب الإحصاءات الأوروبي "يوروستات".

ويتعلق ذلك على سبيل المثال بالعديد من المواد الأولية، مثل النفط والغاز، والتي ارتفعت أسعارها بالفعل في الأشهر الأخيرة على خلفية الحرب في أوكرانيا. لكن ستكون هناك حاجة لمزيد من اليورو لشراء السلع المستوردة بالدولار.

وأوضحت إيزابيل ميجان، الأستاذة في جامعة "سيانس بو" في باريس: "تفقد المنتجات المستوردة قدرتها التنافسية، وستواجه منافسة، وبالتالي ستكون أكثر تكلفة"، مما يسهم في تسريع التضخم ويهدد القدرة الشرائية للعائلات. 

السياحة الأوربية 

وبالتالي، فإن انخفاض قيمة اليورو مقابل الدولار "سيعطل السياحة الأوروبية بشكل واضح، خاصة في الولايات المتحدة"، حسب ما حذر وليام دو فيجلدر، الخبير الاقتصادي في مصرف "بي إن بي باريبا". وبما أن السياح يحتاجون إلى المزيد من اليورو لتسديد نفس المبلغ بالدولار، سترتفع فاتورة إقامتهم في الولايات المتحدة وكذلك في البلدان التي ربطت عملتها بالدولار (قطر، الأردن، إلخ.)

وفي المقابل، يستفيد السياح الأمريكيون وكذلك القطريون والأردنيون من تبديل العملة، حين إقامتهم في منطقة اليورو، إذ يمكنهم أن يستهلكوا أكثر بنفس المبلغ بالدولار.

الشركات

تأثير انخفاض اليورو حسب اعتماد الشركات على التجارة الخارجية والطاقة متفاوت، إذ يرى فيليب موتريسي، مدير الدراسات في مصرف "Bpifrance"، العام أن التكاليف سترتفع بشكل حاد بالنسبة للشركات التي تعتمد على المواد الخام والطاقة والتي تصدر القليل، مثل شركات الحرفيين.

أما الرابح الأكبر من انخفاض اليورو، فهي الصناعة التحويلية التي تصدر منتجاتها إلى الخارج، خاصة صناعة الطائرات والسيارات والسلع الفاخرة والكيميائية.

وأشار موتريسي إلى أن الشركات الكبرى "مهيأة بشكل أفضل لتلقي الصدمات" لأنها تتمتع بآلية حمائية تسمح بتخفيف حدة تقلب أسعار العملات".

 وأوضح: "يشترون العملات مسبقاً بسعر مغرٍ يحمي من تقلبات أسعار الصرف".

النمو والديون

من الناحية النظرية، يجعل انخفاض قيمة اليورو الأسعار أكثر قدرة على المنافسة خارج منطقة اليورو، الأمر الذي سيحفز تصدير السلع والخدمات الأوروبية إلى الخارج، وقد يخفف ذلك من نتائج تنامي ارتفاع أسعار المنتجات على خلفية  الحرب في أوكرانيا، لا سيما في البلدان التي يعتمد اقتصادها على الصادرات، مثل ألمانيا.

أما بالنسبة لسداد ديون الدول الأوروبية، فإن التأثير يبدو أقل وضوحا، حيث ترى إيزابيل ميجان، الأستاذة في جامعة "سيانس بو" في باريس، أن المزيد من النمو من شأنه أن "يسهل سداد الديون"، شريطة أن تعتبر الأسواق الديون الأوروبية آمنة بما فيه الكفاية وأن تظل أسعار الفائدة منخفضة.

ولكن بالنسبة للدول التي أصدرت سندات بالدولار، فإن انخفاض قيمة اليورو مقابل الدولار سيرفع من تكلفة السداد.

البنك المركزي

قد يؤدي انخفاض قيمة اليورو، مع تسارع التضخم، إلى تشجيع البنك المركزي الأوروبي على رفع أسعار الفائدة بشكل أسرع، وهو يستعد لرفعها في يوليو، في سابقة منذ أحد عشر عاما.

وأوضح وليام دو فيجلدر، الخبير الاقتصادي في مصرف “بي إن بي باريبا”: "يمكن القول إنه لا ينبغي أن يرد البنك المركزي الأوروبي على ارتفاع أسعار السلع الأولية، ولكن التحدي المتمثل في استعادة السيطرة على التضخم يصبح أكبر لأن أسعار الواردات تزداد بسبب ارتفاع سعر الصرف".

وكان مصرف فرنسا المركزي اعتبر نهاية مايو أن ضعف اليورو قد يعرقل جهود البنك المركزي الأوروبي في السيطرة على التضخم.

اليورو أمام الدولار 

سعر اليورو أمام الدولار  

وتراجع سعر صرف العملة الأوروبية اليورو أمام نظيرتها الأمريكية، في نهاية تعاملات الأسبوع الماضي، إلى دون مستوى 1.01 دولار، وذلك للمرة الأولى منذ ديسمبر 2002، ووفقا لبيانات موقع "بلومبرج" فقد تراجع سعر صرف اليورو، بحلول الساعة 10:34 بتوقيت موسكو، بنسبة 0.72% إلى 1.0087 دولار.

وتتلقى العملة الأوروبية ضغوطات بسبب مخاوف من حدوث ركود اقتصادي في منطقة اليورو، وسط أزمة الطاقة المستمرة والتوقعات برفع سعر الفائدة من قبل البنك المركزي الأوروبي (ECB) في اجتماعه القادم في يوليو 2022.
منح تراجع طفيف في قيمة الدولار بعض الانتعاش لليورو مما سمح له بالارتفاع عن أدنى مستوياته منذ عقدين، والذي وصل إليه هذا الأسبوع بعد أن أدى ارتفاع أسعار الطاقة إلى تأجيج مخاوف الركود.

وبحسب تقرير عبر وكالة “سي ان بي سي عربية”، تمكنت الأصول المحفوفة بالمخاطر، ومن بينها اليورو، من تحقيق مكاسب تدريجية الخميس 7 يوليو حيث يتعامل المستثمرون بحذر مع ارتفاع مخاطر الركود والتوقف المؤقت المحتمل في إجراءات رفع أسعار الفائدة.

وارتفع اليورو 0.2% إلى 1.02 بعد أن سجل أدنى مستوياته منذ عقدين عند 1.01615 الأربعاء الماضي، وانخفض مؤشر الدولار الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل سلة من العملات الرئيسية 0.2% إلى 106.88، مبتعداً عن الذروة التي سجلها أمس الأربعاء عند 107.27، وهو مستوى لم تشهده السوق منذ أواخر عام 2002.

وصعدت العملات المرتبطة بالسلع مدعومة بارتفاع أسعار النحاس، وعاد بعض المستثمرين إلى السوق بعدما أدى تصاعد مخاوف الركود إلى انخفاض النحاس إلى أدنى مستوياته منذ ما يقرب من 20 شهراً. 

أسعار العملات

العملات 

وصعد الدولار الأسترالي 0.7% مقابل الدولار إلى 0.6822 بعد بلوغ أدنى مستوياته منذ 20 مايو عند 0.6762، ولا يزال الفرنك السويسري يحوم فوق أعلى مستوى منذ 2015 مقابل اليورو عند 0.9872.

وارتفع الجنيه الإسترليني في مواجهة انخفاض الدولار بعد أن ارتفع لأعلى مستوياته منذ أكثر من عامين مع تشبث رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون بالسلطة على الرغم من استقالة وزراء رئيسيين في حكومته، وارتفع الجنيه الإسترليني 0.5% إلى 1.1977، بينما ارتفع 0.2% مقابل اليورو عند 85.21 بنس.