تعمل دولة الاحتلال الإسرائيلي على تهدئة الأجواء مع جيرانها في الآونة الأخيرة تزامنا مع زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن وللتنسيق فيما بينهم والتشاور في مختلف القضايا، خاصة مع الفلسطينيين بعد زيارة وزير الدفاع الإسرائيلي للرئيس الفلسطيني محمود عباس وبعدها الاتصال الهاتفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي.
إجراءات بناء الثقة بين إسرائيل وفلسطين
أعلنوزير الدفاع الإسرائيلي، بيني جانتس، قبل زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لإسرائيل والضفة الغربية، عن سلسلة إجراءات تهدف إلى "بناء الثقة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية"، بحسب بيان صادر عن وزارة الدفاع الإسرائيلية.
ومن بين الإجراءات الأربعة التي أعلنها جانتس، منح 5500 فلسطيني وأجنبي غير مسجلين وضعا قانونيا في الضفة الغربية وقطاع غزة.
ويُعتقد أن هناك عشرات الآلاف من هؤلاء الأشخاص يعيشون حاليا دون وثائق كاملة في الأراضي الفلسطينية، وقد وصل الكثير منهم من الخارج للزواج من فلسطينيين، ويتعرض هؤلاء الأشخاص لخطر الترحيل إذا تم القبض عليهم.
وقال بيان وزارة الدفاع الإسرائيلية إن 5500 اسم جديد ستضاف إلى سجل السكان الفلسطيني إضافة إلى 12 ألف شخص وافقت عليهم بالفعل حكومة نفتالي بينيت ويائير لابيد منذ توليها السلطة قبل عام.
وأعلن جانتس أن 6 مشاريع سكنية للفلسطينيين في الضفة الغربية حصلت أيضا على الموافقة، وسيتم توفير 1500 تصريح إضافي لسكان غزة لدخول إسرائيل للعمل أو الأعمال التجارية.
ويوجد الآن 15500 تصريح من هذا القبيل لإجمالي عدد سكان غزة البالغ أكثر من مليوني نسمة.
وكذلك أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي أنه سيكون هناك أيضا معبر جديد للسيارات والمركبات الأخرى بين إسرائيل وشمال الضفة الغربية.
وتتماشى مثل هذه الإعلانات مع السياسة الأمريكية الحالية تجاه الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، والتي تتمثل في إعطاء الأولوية لما يسمى أحيانا مبادرات "السلام الاقتصادي" للفلسطينيين، مع تجنب التحركات السياسية أو الدبلوماسية، التي من المحتمل أن تؤثر على إسرائيل.
تهدئة الأوضاع مع السلطة الفلسطينية
ومن جانبه، قال الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية الفلسطيني والقيادي بحركة فتح، إن الأراضي الفلسطينية شهدت خلال الأشهر الماضية تصعيدا إسرائيليا كبيرا، حيث كانت تغتال يوميا شبابا ونساء وأطفالا من فلسطين.
وأضاف الرقب في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن البيت الأبيض طلب من الاحتلال تهدئة الأجواء، خاصة في الضفة الفلسطينية والقدس قبل زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، ولكن الاحتلال لم يستجب لهذا المطلب واستمر في التصعيد بالأراضي الفلسطينية.
وتابع: "خلال الأيام الأخيرة أعلن عن زيارة وزير الدفاع الإسرائيلي جانيتس للرئيس الفلسطيني أبو مازن بمقر إقامته في رام الله وخلال اللقاء، أنه تم الحديث عن تهدئة الأوضاع وزيادة التعاون الأمني وتحسين الظروف الاقتصادية للفلسطينيين والتي أعلن عنها أمس عشية زيارة الرئيس الأمريكي بايدن للمنطقة وهي عبارة عن منح لم الشمل 5500 فلسطيني و 1500 تصريح عمل لعمال من قطاع غزة و الإفراج عن بعض الأموال الفلسطينية المحجوزة لدى الاحتلال .
ولفت الرقب إلى أنه لم يتم التطرق للإفراج عن أسرى فلسطينيين في سجون الاحتلال والذين يزيد عددهم عن خمسة آلاف معتقل ، كذلك لم يتم التحدث عن أي أفق سياسي.
إسرائيل لا تؤمن بحل الدولتين
وأشار القيادي بحركة فتح إلى أن كل القيادات الإسرائيلية الحالية بمن فيهم جانيتس لا يؤمنون بحل الدولتين ولا حل الدولة الواحدة وفقط، بل يؤمنون بالحل الاقتصادي والأمني وبقاء الكيان الفلسطيني كيانات متقطعة دون تماسك ودون قيام دولة، وللأسف قيادة السلطة التي رفضت في الاعلام صفقة القرن قبلت بتنفيذها عمليا عندما تحولت لهذه الحالة من قبول السلام الاقتصادي وقبول الرشاوي الأمريكية والإسرائيلية .
وأوضح أن السلطة لم تقبل على خطوات لمواجهة هذا المخطط من خلال إعلان قيام دولة فلسطين على الأراضي التي احتلت عام 1967 والاعلان أن دولة فلسطين دولة تحت الاحتلال، وبالتالي قبلت بما يتم تنفيذه بهدوء، متابعا: "ولا ألوم صناع القرار لأنهم بحثوا عن مصالحهم وبقائهم على حساب المصلحة العامة الفلسطينية".
وأضاف الرقب أن المستفيد الأكبر من زيارة بايدن هو الاحتلال الإسرائيلي الذي سيحصل على دعم لمنظومته الدفاعية وتسويقها من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، خاصة القبة الحديدية وصاروخ حيتس ومقلاع الليزر، كما سيمنح بايدن الإسرائيليين حق دخول الولايات المتحدة الأمريكية دون فيزا وسيوقع اتفاقية الدفاع المشترك بين الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، في حين سيتلقى الفلسطينيون بعض المساعدات المالية من قبل الولايات المتحدة.