الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مولد الشيخ عيسى والسوشيال ميديا

فى تراثنا القديم قرية من قرانا الكثيرة يقام فيها مولد سنوى يأتيه المسلمون والمسيحيون على حد سواء ولكل منهم فيه منسكا ومنساكا.

ويقول العارفون بالأمر أن عيسى كان فتى طيبا من أسرة كبيرة العدد تعيش فى صعيد مصر مثلها مثل أسر مسيحية كثيرة يقول التاريخ إنهم كانوا يخافون على دينهم من بطش دقلديانوس الحاكم الظالم الفاتك لكل من هو مؤمن ففروا إلى الصعيد والصحراء لينأوا بأنفسهم ويحافظون على دينهم ويتمسكون بميثاق العدل وكتاب السماء . 
عيسى هذا كان أقرب فتيان القرية إلى قلب كل ساكنيها وكان بشوشا دوما مطيعا لايعصى لأى شخص أمرا ويسارع فى عمل الخير مما جعله محبوبا وأطلقوا عليه لقب الدرويش لطيبته المبالغ فيها ، وكلما كبر عيسى زاد أحبابه ومحبوه ، تزوج عيسى شأن كل إخوته الكثر وأنجب مثلما أنجب أبيه الكثير وعاش عمره أكمله بإعلانه إسلامه ، ومضت السنون وحال عيسى كما هو محبوه من الجانبين يزدادون .
 وفى يوم صحت القرية على عويل وصراخ وبكاء معلنة وفاة عيسى وحينها أصر الناس على أن يكون له مقاما لأنه كان من الصالحين وبالفعل صار لعيسى مقام وجمع أهل القرية أموالا كثيرة لتشييده. ليصبح جديرا بالأعمال الصالحة التى عملها الشيخ عيسى وتطور المقام ليصبح مولدا سنويا يشبه العيد القومى لتحرير فرنسا من ملوكها وتولى الجمهوريون حكمها ، وفى مولد الشيخ عيسى ترى أهله منتشرين فى كافة أنحاء المقام بل أنهم يباشرون أعمال المولد ومقابلة زواره من كل صوب وحدب ، وفى المولد أيضا هناك مريدى الشيخ عيسى ورفقاء رحلته من المسلمين والكل يظهر حبه بطريقته ويحكى عن مولانا وكرماته ونفحاته. 
هذا المولد هو نتاج وحصاد السوشيال ميديا التى تجمع حولها البشر أجمعين كل يسعى لغرضه وهدفه وكل يطمع أن يجد ضالته ويحقق أهدافه ، ومولد السوشيال ميديا مختلف فى التوقيت فهو ليس سنويا بل وقتيا فحينما ترغب فى الذهاب إلى موقع الحدث ماعليك إلا أن تصغط على الزر فتدخل عالم السوشيال ميديا تفعل فيه ويفعل بك مايشاء.

وسائل التواصل الاجتماعى تحقق أهدافها فى منطقتنا بصورة خاصة لأنها سلاح عالمي موجه لهذه البقعة المليئة بالخيرات الربانية والزاخرة بالثروة البشرية المحاطة بالجهل والفقر وهما سلاحان فعالان فى أى حرب من حروب الجيل الرابع التى رسخت لها التكنولوجيا الحديثة بكافة أسلحتها الساعية لهدم تراث الشعوب واستباحة دمها واستنزاف ثرواتها والنيل من كل ميراث ثقافي وخلق بلبلةاجتماعية تنال من كل شىء وتترك الشعوب فى متاهةوعدم قدرة على معرفة الحلال من الحرام والحسن من الطيب . 

رحم الله الشيخ عيسى وألهمنا الصواب ونجانا من مغبات التواصل وأعادنا إلى التراحم  الاجتماعى .

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط