الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عبيد الإخوان «4»

للعبيد تاريخ طويل، ولمحرريهم من العبودية صولات وجولات ومعارك شرسة؛ من أجل تحريرهم من العبودية، ويحكى أن الرئيس الأمريكي السادس عشر- أبراهام لينكون-، وهو من استطاع العبور  بالولايات المتحدة الأمريكية نحو التقدم والنجاح، و الاستقلال بالانفصال  عن الاتحاد بقوة السلاح، والقضاء على الحرب الأهلية التي كادت أن تُسقط بلاده، لم يعان فى حكمه إلا من قضية واحدة، وهى قضية تحرير العبيد الذين كان  يتجاوز عددهم حينها الـ 3 ملايين مستعبد، والعجيب أن من ثار ضده هم العبيد أنفسهم، رافضين الحرية.
 

وهكذا أيضًا الحياة تدور داخل تنظيم الجماعة الإرهابية  التي تربى أفرادها على السمع والطاعة، لكن هناك فارق بسيط فرضته التطورات الحالية فأصبح القيادي الإخواني الذى يرتكب فعلا فاضحا؛ منزه وصاحب فضيله وانه من المصطفين ويحق له فعل أي شيء لأنه من وجهة نظر عبيد الاخوان «مولانا».

لم يتعلم صبيان أو عبيد الجماعة أبدًا، رغم تكرار الوقائع المتشابهة وفى أزمنة مختلفة، ففي اربعينيات القرن الماضي على سبيل المثال، توالت الصدمات على الإرهابي الشاب محمود عبد اللطيف، وهو يرى بأم عينيه قياداته، ومثله العليا، تنهار، يسمع بأذنيه من حرضوه على قتل الرئيس جمال عبد الناصر، وأعطوه المسدس، وأقنعوه أن طاعتهم من طاعة الله والرسول، يكذبون ويحنثون اليمين، واصفين إياه بالمجرم الخائن، وأن ما ارتكبه من محاولة اغتيال الرئيس جمال عبد الناصر، جريمة وخيانة فى حق الوطن، لا يقرها دين الإسلام، ولا يرضى عنها المسلمون.

انهار عبد اللطيف عندما نكلت به قاداته داخل المحكمة، ووصفه هنداوى دوير بالقاتل، وأكد خميس حميدة  انه يستحق الإعدام شنقًا، وأخيرًا المرشد العام حينها حسن الهضيبي الذى أعلن أن الجماعة تتبرأ منه، ومع ذلك ظل الصبيان أو العبيد يسيرون على نفس المنوال، ليغتالوا احمد ماهر باشا، والنقراشى، والخازندار، ويحاولون اغتيال رئيس الوزراء إبراهيم عبد الهادي على طريق مصر حلوان الزراعي، وعبر السنوات الماضية استهدفوا النائب العام والقضاة ورجال الجيش والشرطة.


لم يتوقف صبيان الجماعة أو عبيدها للتفكير ولو قليلاً، فمن حرضوهم على القتل قديمًا، نكلوا به وتبرأوا منهم، ومن يحرضونهم حاليًا يقبعون فى قصور الدوحة وإسطنبول، بينما هم مطاردون بين شوارع تركيا وقطر، إذا كان حظهم أكثر من الذين تم القبض عليهم فى قضايا إرهابية داخل البلاد، والقصاص منهم فى أحكام نهائية قضيت بالإعدام أو المؤبد، وأخرى ستمتد عقوبتها لسنوات طوال داخل السجن.

والمؤسف ان القتلة فى عيون العبيد ليسوا فقط قادة وأصحاب بركة ومن  آل الخطوة  وجب طاعتهم العمياء، وإنما أيضا الفجرة فى عيونهم صاروا أنقياء، وأصحاب المغامرات الجنسية تحولوا إلى كبراء، وكأن مباحًا لهم إقامة الممارسات الجنسية الشنيعة بدون لوم أو عقاب، تمامًا كفضيحة ع ، ش ، أو م  ، ن المذيع الإخواني الذى تحول إلى "مغرد" بعدما انتشرت فضائحهم الجنسية على القنوات والصحف العالمية. والعجيب أن صبيان الجماعة أو بمعنى ادق عبيدهم يحاولون تخطى الفضيحة والتكتم عليها وكأنها لم تحدث، بل ان بعضهم يحاول تبرير أفعالهم بحجة أنهم بشر من الممكن أن يصيبوا أو يخطئوا، أو أن هناك مشاكل تفرق بينهم وزوجاتهم، تبرر لهم الزنا والتحرش بالنساء العربيات على الأراضي القطرية والتركية تحت زعم انهم مطاردين من قبل السلطات المصرية التي تقف حائل بينهم وبين زوجاتهم .

والحقيقة أنها ليست المرة الأولى، ومن المؤكد انها لن تكون الأخيرة، لقد التقيت مع  سيدة اخوانية  خلال الأيام الماضية كشفت  عن فضائح جنسية داخل الجماعة، مشيرة إلى أن هناك عناصر فى تركيا ترسل تبرعات إلى اسر الإخوان المسجونين على ذمة قضايا إرهابية، إلا أن المسئول عن توزيع التبرعات فى مصر، قطع مؤخرًا المساعدات أو التمويل، بحجة أن قيادات الخارج باتت لا ترسل أموالا، والعجيب أنه مع إلحاح زوجات وبنات السجناء على المسئول، أصبح يبتزهن، ويطلب منهن الممارسة الجنسية مقابل اعطائهن الأموال، وأقسمت تلك السيدة التي كانت تحكى والدموع لا تفارق عينيها ،  أن هناك بالفعل زوجات وبنات لسجناء إخوان، رضخن فى النهاية، وسلمن أجسادهن لذئب الجماعة؛ لينهش فيها، مقابل حصولهن على المال، ورغم الفضيحة المدوية التي انتشرت بين أركان الجماعة؛ إلا أن الصبيان أو العبيد ما زالوا يصدقون قياداتهم، ويحاولون التكتم على الأمر، فى حقيقة الامر، التفاصيل التي سمعتها لم تكن جديدة على مسامعي؛ لأنه سبق وكشفت عنها فتاة اخوانية منذ عدة اشهر.


.
وكشفت لىّ مصادر اخرى كثيرة التردد على إسطنبول، وتربطها علاقة قوية بالهاربين من جماعة الاٍرهاب وأيمن نور ، انهم بصدد تدشين تيار جديد يضم عدداً من شباب وأعضاء الجماعة الهاربين لتركيا بقيادة الهارب ايمن نور يضم ثلاثين شخصية اخوانية ، يهدف هذا التيار الى تحسين صورة الجماعة وتبرير افعالها ، من خلال اعلان التبرؤ من عمليات الدم التى ارتكبتها الجماعة، مدعين ان من قاموا بتلك العمليات لن يعبروا عن عقيدة الجماعة، بل مجرد فئة ضالة منشقة ضلت طريق الجماعة وأهدافها الحقيقية.

الغريب فى الأمر وليس بغريب وسيكون هذا الكيان هو احد صور الليبرالية حتى يتقبل الجماهير فكرة سماعهم والاقتناع بما سيروجون له نظرا لحالة الرفض المجتمعي لعودة التنظيم الإرهابي وتصدره المشهد مرة أخرى .


وأفصحت لىّ تلك المصادر ان الخلاف الدائر الان هو عدم الرغبة فى تصدر الهارب ايمن نور تلك المبادرة من قبل الشخصيات الإخوانية التي تستعد لإطلاق الكيان الجديد الذى سيحمل اسم "الناجون" الا ان رغبة الهارب ايمن نور فى تصدر هذا الكيان؛ تقف خلف استمرار المفاوضات بينهما فى محاولة لإقناعه ان ظهوره معهم سيفسد كل شيء يخططون له .

 

ولم يكن الغير شريف المقلب بالفاجر، أو كناريا، هم أوائل الإخوان الذين ينغمسون فى الممارسات الجنسية المحرمة، أو هذا القيادي الذى مازال يبتز نساء الإخوان فى مصر، وإنما هم مجرد جيل جديد يسير على درب اجداهم السابقين، بعضها تم تكتمه مثل هذا القيادي الإخواني الذى تم إلقاء القبض عليه فى اربعينيات القرن الماضي بالإسكندرية، وعثر فى بيته على صندوق خمور، ومعه سيدة يونانية يعاشرها معاشرة الأزواج، بدون زواج، أيضا عبد الحكيم عابدين، الأمين العام الأسبق لجماعة الإخوان، وهو زوج شقيقة حسن البنا، الذى اقام علاقات جنسية مع اكثر من 40 سيدة إخوانية، وقتما كان المسئول عن الأسر الإخوانية، وعجز التنظيم وقتها عن التكتم على الفضيحة، ليضطر حسن البنا الى إقامة لجنة للتحقيق فى القضية، والتي انتهى قرارها بإدانة زوج شقيقته والتأكيد على أنه بالفعل عاشر الزوجات الاخويات معاشرة الأزواج، وما كان من حسن البنا إلا أن أنهى عمل اللجنة، وفصل أعضاءها تباعًا، ليستمر عابدين فى منصبه كما هو.

ومن زوج شقيقة حسن البنا، إلى طارق رمضان حفيد البنا، المتهم فى قضايا جنسية فى فرنسا، بعدما تقدمت سيدتان وهما عياري وكريسيل، ببلاغات يتهمان فيها حفيد البنا باغتصابهما، وبعدها بأيام كان بلاغًا ثالثًا من سيدة من أصحاب الاحتياجات الخاصة، والمثير أنه ومع بدء التحقيقات تقدمت 3 سيدات أخريات ببلاغ يتهمنه بالتحرش بهن واغتصابهن.

قائمة الفضائح الجنسية داخل التنظيم الإرهابي طالت أيضًا المذيع "أ. م "، الذى تلاحقه السلطات المغربية بسبب بلاغ تقدمت به سيدة إخوانية تتهمه بإقامة علاقة معها وقت زيارته مراكش بحجة أنه سيتزوج منها فى القريب، لكن بعد أيام فوجئت بهروبه وسفره عائدًا الى قطر، كما تضم أيضا القائمة نجل الشيخ "م . ح "، الذى اقام علاقة مع فتاة كانت تعمل فى احدى الفضائيات المصرية ، واتهمته فى محضر رسمي أنه أجبرها على الإجهاض مرتين، وأن والده الشيخ يحاول الضغط عليها بدفع الأموال التى تريدها مقابل السكوت، إلا أن القضية انتهت بوفاة الفتاة فى ظروف مازالت غامضة، أيضا الصحفي الإخواني سامى كمال الدين، الذى اتهمته الإخوانية الهاربة زوجة هشام عبدالله الهارب أيضا فى تركيا، بأنه كان يرتب لقاءات جنسية بين عاهرات تركيا وقيادات إخوانية فى شقته ويصورهم من أجل ابتزاز قيادات الإخوان وأصدقاءه.

قراءة التحقيقات مع عناصر الجماعة الإرهابية فى أربعينيات القرن الماضي؛ تشير إلى أن التنظيم الذى ولد من الرحم البريطاني، تمت هيكلة نظامه السرى على أسس مقتبسة من نظام البوليس السري الروسي (الاوجيو)، والجستابو فى المانيا، و(الأوفرا) في إيطاليا الفاشية، لكن التطورات تؤكد أن نظامهم الجنسي قد أُسِّسَ على أُسُس مقتبسة من جماعات العبودية الجنسية، ومع ذلك لا يجد العبيد حرجًا فى الدوران فى فلك الأسياد، منصاعين، مستمتعين، متفاخرين بقادتهم المنحرفة.

اكتفى بهذا القدر وللحديث بقية فى المقالة القادمة إن شاء الله.

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط