الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الجنرال "صقيع" حصان بوتين الأسود لكسر وحدة أوروبا تجاه أوكرانيا

الغاز الروسي
الغاز الروسي

أصبح ملف الطاقة الشغل الشاغل لأوروبا منذ بدء الحرب الروسية على أوكرانيا، خصوصا وأن موسكو لجأت بشكل أساسي إلى استخدام إمدادات الغاز كسلاح ضد الدول الأوروبية التي تدعم كييف.

وتخوض أوروبا سباقا لتنويع إمداداتها من الغاز قبل حلول الشتاء المقبل وسط مخاوف كبيرة بأن يكون كارثيًا، في ظل نقص الغاز الروسي، فيما يخشى الرئيس الأوكراني أمرًا آخر وهو رضوخ دول القارة العجوز لموسكو.

جنرال الصقيع

وحسب صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية، يخشى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من أن تستخدم روسيا تكتيك "جنرال الصقيع" لكسر الوحدة الأوروبية تجاه المسألة الأوكرانية.

وقال جيمي ديتمير في مقال بصحيفة "بوليتيكو"، إن زيلينسكي خائف من برودة الطقس، الأمر الذي سيجبر أوروبا على تقديم التنازلات لموسكو في مسألة العقوبات والأسلحة إلى كييف، مقابل الغاز الروسي.

وأضاف أن زيلينسكي يدافع بشدة عن الخط المتشدد المناهض لروسيا، مطالبًا أوروبا باتخاذ إجراءات أكثر شدة، وصولا إلى حظر الغاز.

ولكن موقفه المتصلب ورغبته في تصعيد الحرب الاقتصادية يمكن أن يقوض وحدة الاتحاد الأوروبي.

أزمة الغاز الروسي خلال الشتاء

من جانبه، حذّر المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية  فاتح بيرول، الإثنين الماضي، من أن الجهود التي تبذلها أوروبا لتنويع مصادر إمداداتها لن تكون كافية لتخطي فصل الشتاء بدون الغاز الروسي.

وجاءت تصريحات المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية بعد توقيع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين اتفاقًا مع أذربيجان لمضاعفة واردات الاتحاد الأوروبي من غازها خلال الأعوام القليلة المقبلة.

وأوضح بيرول أنه "لا يكفي على الإطلاق الاعتماد على إمدادات الغاز من مصادر غير روسية، لافتًا إلى أن الإمدادات هي بكل بساطة غير متوفرة بالكميات المطلوبة لتكون بديلا عن الإمدادات الروسية المفقودة.

وأضاف: "هذا ما سيكون عليه الوضع حتى إذا تدفقت إمدادات الغاز من النرويج وأذربيجان بأقصى قدرة، وإذا بقيت الإمدادات الواردة من شمال إفريقيا تقارب مستوى العام الماضي، وإذا بقي الإنتاج المحلي للغاز على منحاه الأخير، وإذا ازدادت إمدادات الغاز الطبيعي المسال الواردة بالمعدل القياسي المماثل لما سجّل في النصف الأول من العام".

ولفت إلى أن أوروبا مجبرة حاليًا على البقاء في حال من عدم اليقين بإزاء إمدادات الغاز الروسي، ولا يمكن استبعاد انقطاعها بشكل كامل.

واعتبر المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية أن "الخطوات الأخيرة لروسيا لتقليص ضخ الغاز إلى أوروبا..هي أقصى إنذار للاتحاد الأوروبي".

وبحسب تحليل لوكالة الطاقة الدولية، تحتاج دول الاتحاد الأوروبي إلى تعبئة مخزوناتها بنسبة 90 بالمئة في الأشهر القليلة المقبلة لكي تتمكن من تخطي فصل الشتاء من دون أن تواجه نقصا.

فيما أوضح بعض الدبلوماسيين الأوروبيين في محادثات شخصية مع الرئيس الأوكراني، أنه يجب عليه تخفيف حدة الانتقادات، حسب صحيفة "بوليتيكو".

وفي الأيام الأخيرة، أكد العديد من القادة الأوروبيين علنا أن أوكرانيا لن تستفيد إذا ازدادت حدة أزمة الطاقة في الشتاء.

ابتزاز روسيا وخطة طارئة

ووضع الاتحاد الأوروبي خططا طارئة، اليوم الأربعاء، للدول لخفض استخدام الغاز بنسبة 15 بالمئة حتى مارس، محذرا إياها من أنه بدون خفض الاستخدام الآن قد تواجه صعوبات في الحصول على الوقود خلال الشتاء إذا قطعت روسيا الإمدادات.

وأعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، اليوم الأربعاء، أن الوقف التام لتدفقات الغاز الروسي إلى أوروبا هو "سيناريو محتمل"، لذا اقترحت المفوضية هدفا طوعيا للدول الأعضاء لخفض استخدام الغاز بنسبة 15% حتى مارس.

وقالت فون دير لاين في مؤتمر صحفي، إن: "روسيا تبتز أوروبا وتستخدم الطاقة كسلاح. وبالتالي، على أي حال، سواء كان ذلك قطعا جزئيا أو رئيسيا للغاز الروسي أو قطعا تاما، يجب أن تكون أوروبا جاهزة"، مشددة على أن "التضامن في مجال الطاقة مبدأ أساسي لاتحادنا".

وتابعت: "يمكننا تأمين احتياجاتنا من الغاز خلال الشتاء إذا وصل الأمر لتقليل الاستهلاك بنسبة 15%".

وأضافت: "هناك احتمال قائم بقطع الغاز تماما من جانب روسيا، وسيؤثر ذلك حينها على القارة كلها سيؤدي لانكماش الناتج المحلي بأوروبا بنسبة 0.9 - 1.5%"، داعية حكومات الاتحاد الأوروبي لتفعيل خطط الطوارئ فيما يخص استهلاك الغاز بنهاية سبتمبر المقبل.

وأشارت رئيسة المفوضية الأوروبية إلى أن الحزمة السابعة من العقوبات على روسيا قيد التنفيذ.