الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

لحظات مشرفة.. استقبال خاص جدا من ماكرون للرئيس السيسي على أبواب الإليزيه|فيديو

الزعيمان السيسي وماكرون
الزعيمان السيسي وماكرون

حالة من النشاط المتواصل يقوم بها الرئيس عبد الفتاح السيسي هذه الأيام خاصة على المستوى الخارجي، بهدف تأكيد العلاقات الثنائية مع الشركاء الدوليين ومنهم في المقدمة ألمانيا وصربيا وفرنسا التي تشهد علاقاتها مع مصر ازدهارا غير مسبوق منذ تولي الرئيس ماكرون الرئاسة 2017.

السيسي في الإليزيه

جولة أوروبية الرئيس السيسي

ويقوم الرئيس السيسي حاليا بجولة خارجية منذ الأحد الماضي، زار خلال ألمانيا لحضور حوار بيترسبيرج للمناخ، إضافة لعقد مجموعة من اللقاءات الهامة من رجال مال وأعمال ألمان ورئيس الدولة والمستشار الألماني، وكل ذلك يأتي تأكيدا لقوة العلاقات بين البلدين ولفتح آفاقا جديدة للتعاون.

وغادر الرئيس السيسي ألمانيا متوجها إلى صربيا في زيارة هي الأولى من نوعها لرئيس مصري منذ 30 عاما، بحث خلالها مجموعة من الملفات الهامة اقتصاديا، وحضر عرضا لسلاح الجيش الصربي، ووضع زهورا على قبر الجندي المجهول، وزار منزل الزعيم الروحي جوزيف تيتو.

كما وصل الرئيس السيسي صباح اليوم، بزيارة العاصمة الفرنسية باريس تلبيةً لدعوة من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية - بأن الزيارة شملت عقد مباحثات قمة بين الرئيسين تناولت عددًا من الملفات ذات الصلة بالعلاقات الثنائية فضلًا عن الموضوعات المطروحة على الساحتين الإقليمية والدولية، إلى جانب بحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية على كافة المستويات.

والتقى الرئيس السيسي مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وذلك بقصر الإليزيه في العاصمة الفرنسية باريس.

وشهد لقاء الزعيمان إجراء مباحثات بين الرئيسين، حيث رحب في مستهلها الرئيس الفرنسي بزيارة الرئيس إلى باريس؛ مؤكدًا تقدير فرنسا لمصر على المستويين الرسمي والشعبي، واعتزازها بالروابط التاريخية التي تجمع بين البلدين الصديقين، والتزام بلاده بدعم مسيرة العلاقات الثنائية المشتركة في مختلف المجالات على نحو بناء وإيجابي، ومشيدًا في هذا الصدد بجهود الرئيس لصون السلم والأمن الإقليميين.

من جانبه؛ أكد الرئيس السيسي حرص مصر على تدعيم وتعميق الشراكة الاستراتيجية الممتدة مع الجمهورية الفرنسية، والتي تمثل ركيزة هامة للحفاظ على الأمن والاستقرار بمنطقتي الشرق الأوسط وشرق المتوسط والقارة الأفريقية، معربًا الرئيس في هذا الإطار عن التطلع لتعظيم التنسيق والتشاور مع الجانب الفرنسي خلال الفترة المقبلة بشأن مختلف الملفات السياسية والأمنية والاقتصادية ذات الاهتمام المتبادل.

كما شهد اللقاء التباحث حول عدد من الملفات الإقليمية، لا سيما مستجدات القضية الفلسطينية وسبل إحياء عملية السلام، حيث أعرب الرئيس الفرنسي عن تقدير بلاده البالغ تجاه الجهود المصرية ذات الصلة، سواء بين الفلسطينيين والإسرائيليين أو في الداخل الفلسطيني بما فيها جهود إعادة إعمار غزة، مبديًا تطلعه لاستمرار التشاور مع مصر في هذا الخصوص، وقد أكد السيد الرئيس موقف مصر الثابت في هذا الصدد بالتوصل إلى حل عادل وشامل يضمن حقوق الشعب الفلسطيني وإقامة دولته المستقلة وفق المرجعيات الدولية.

السيسي وماكرون

العلاقات المصرية - الفرنسية

كما تم استعراض تطورات الأوضاع في كلٍ من شرق المتوسط وليبيا وسوريا ولبنان، حيث أكد الرئيس السيسي في هذا الصدد، أنه لا سبيل لتسوية تلك الأزمات إلا من خلال الحلول السياسية، بما يحافظ على وحدة أراضيها وسلامة مؤسساتها الوطنية، ومن ثم يوفر الأساس الأمني لمكافحة التنظيمات الإرهابية ومحاصرة عناصرها للحيلولة دون انتقالهم إلى دول أخرى بالمنطقة.

ومن جانبه؛ أعرب الرئيس "ماكرون" عن تطلع فرنسا لتكثيف التنسيق المشترك مع مصر حول قضايا الشرق الأوسط، وذلك في ضوء الثقل السياسي المصري في محيطها الإقليمي، مشيدًا في هذا السياق بالجهود التي تبذلها مصر لدعم مساعي التوصل إلى حلول سياسية للأزمات القائمة.

وأضاف المتحدث الرسمي أن اللقاء تطرق كذلك إلى الوضع الاقتصادي الدولي الصعب الناشئ عن الأزمة في أوكرانيا، خاصة على صعيد أمن الغذاء والطاقة في العالم، والتأثيرات السلبية غير المسبوقة التي شهدتها الأسواق العالمية بسبب الأزمة، حيث تم التوافق على أن الوضع الحالي يفرض على كافة الفاعلين الدوليين، التحلي بالمسئولية لإيجاد حلول وآليات عملية تخفف من تداعيات الأزمة على الدول الأكثر تضررًا.

وأكد الرئيس السيسي في هذا السياق على رؤية مصر بأهمية إبقاء الباب مفتوحًا أمام الحوار والحلول الدبلوماسية من قبل كافة الأطراف المعنية.

كما أطلع الرئيس نظيره الفرنسي على استعدادات مصر الجارية لاستضافة القمة العالمية للمناخ "COP27" بشرم الشيخ في نوفمبر القادم، ومساعي تنسيق الجهود الدولية لتحقيق تقدم ملموس حول قضية تغير المناخ والخروج بنتائج إيجابية من القمة.

وحول حرارة الاستقبال من جانب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للرئيس السيسي عند وصوله قصر الإليزيه والجولة الخارجية للرئيس، يقول الكاتب الصحفي خالد شقير، إن حرارة الاستقبال تعكس إعجاب الإدارة الفرنسية كاملة بمواقف الرئيس السيسي وما يقوم به، وإنها محل تقدير وحب واحترام.

وأضاف شقير - خلال تصريحات لـ"صدى البلد"، إن الرئيس مكرون يقدر الرئيس السيسي وسياسته واتزانه في التعامل مع كافة التحديات وشخصيته، حيث ترى فرنسا فيه شريكا استراتيجيا هاما للدولة الفرنسية، وثقت الإدارة الفرنسية بتحركاته في عدة قضايا ومنها: السلام بالمنطقة والقضية الليبية.

وأكد شقير، إن القيادة الفرنسية تراهن على مصر في عدة ملفات من بينها: ملف الإرهاب وكيف نجحت فيه مصر، وكانت صاحب تجربة رائدة تريد باريس الاطلاع عليها لحماية نفسها من الإرهاب الذي طال الداخل الفرنسي في السابق وأرق المواطنين هناك، إضافة لملف الهجرة غير الشرعية ونزاهة مصر في هذا الملف والذي لا تستغله القاهرة كغيرها في استنزاف دول الاتحاد الأوروبي.

السيسي وماكرون

توافق في الرؤى بين البلدين

وأشار شقير- إلى أنه وعقب الأزمة الأوكرانية يحرص الرئيس ماكرون على الالتقاء بالرئيس السيسي لتبادل وجهات النظر حول عدة ملفات وقضايا ذات الاهتمام المشترك، ومنها: ملف الأمن الغذائي والذي تريد فرنسا ايجاد حلا له، فالرئيس ماكرون حذر منه، والرئيس السيسي يريد إيصال رؤية الدولة المصرية في هذا الملف، وذلك بضرورة تقديم الدعم للدول الإفريقية والدول الفقيرة، حتى لا تتعرض أوروبا لموجات من الهجرة.

وكان هناك عدد من اللقاءات والملفات الهامة، التي تم بحثها أيضا خاصة ملف الطاقة النظيفة، وضخ مزيد من الاستثمارات الفرنسية في السوق المصرية، بعد الطفرة الكبيرة التي شهدتها البنية التحتية في مصر، وتمثل ذلك في عقد لقاء جمع الرئيس السيسي ووزير الاقتصاد الفرنسي على هامش زيارته لباريس.

 

الإعلامي خالد شقير